سوق البيتكوين يشهد تحولات إيجابية تعكس ثقة المستثمرين

 يشهد سوق البيتكوين في الوقت الراهن تحولاً ملحوظاً في سلوك المستثمرين، حيث أصبحوا أقل ميلاً لبيع عملاتهم المشفرة، مما يكشف عن ثقة متزايدة في إمكانات العملة الأبرز في عالم الكريبتو على المدى الطويل، رغم التقلبات المستمرة التي تواجهها.

خلال شهر أكتوبر الحالي، أظهرت البيانات أن أقل من عشرة في المئة من حاملي البيتكوين مستعدون لبيع ممتلكاتهم. ويعتبر هذا الرقم انخفاضاً كبيراً مقارنة بنحو ستة وعشرين في المئة في منتصف عام ألفين وواحد وعشرين، واثنين وستين في المئة في عام ألفين وثلاثة عشر. هذا التطور يدل على ثقة متزايدة في البيتكوين على المدى الطويل، رغم التقلبات السيئة السمعة التي تعاني منها.

لوحظ هذا الاتجاه بشكل خاص بين المستثمرين الذين يحتفظون بالبيتكوين لفترات طويلة تتجاوز ستة أشهر، بالإضافة إلى حامليها على المدى القصير. ورغم التقلبات والخسائر التي شهدتها العملة خلال الفترة الماضية، إلا أن التوجه نحو الاحتفاظ بها قد توسع بشكل ملحوظ.

على الرغم من الارتفاعات القياسية التي حققتها البيتكوين بعد خفض أسعار الفائدة من قبل البنك المركزي الأمريكي، إلا أنها واجهت أيضاً خسائر تجاوزت خمسة عشر في المئة بسبب التوترات الجيوسياسية والقلق المتجدد بشأن أداء الاقتصاد العالمي في الفترة المقبلة. 

السبب الرئيسي في تمسك شريحة كبيرة من المستثمرين بالبيتكوين هو المكاسب الكبيرة التي حققتها منذ بداية العام، حيث تجاوزت هذه المكاسب مئة وخمسين في المئة، وهي نسبة لم تحققها أي استثمارات في أسواق الملاذات الآمنة مثل الذهب أو أسواق الأسهم.

ووفقاً لموقع “كوين تريبيون” المتخصص في العملات الرقمية، يستمر التردد في البيع حتى في ظل دورات سوق العملات المشفرة المعتادة، مما يدل على رؤية طويلة المدى متزايدة بين حاملي البيتكوين.

لعبت الموافقة على صناديق الاستثمار المتداولة للبيتكوين الفورية في الولايات المتحدة في بداية عام ألفين وأربعة وعشرين دوراً حاسماً في هذا التطور. حيث يدير مصدرو صناديق الاستثمار المتداولة أكثر من سبعة وخمسين مليار دولار من البيتكوين، مع سيطرة شركات كبرى مثل “بلاك روك” على أكثر من واحد وعشرين مليار دولار من الأصول.

ويشير آدم باك، الرئيس التنفيذي لشركة “بلوك ستريم”، إلى أنه لا توجد خيارات استثمارية أكثر ربحية من البيتكوين، الذي حقق قفزات تجاوزت مئة وخمسين في المئة منذ بداية العام. هذه الديناميكية الجديدة تعكس نضوج السوق البيئي للعملات المشفرة.

يبدو أن كل من المستثمرين الأفراد والمؤسسات يتبنون رؤية طويلة المدى، وينظرون إلى البيتكوين بشكل متزايد كمخزن للقيمة بدلاً من مجرد أداة مضاربة قصيرة الأجل، مما قد يشير إلى مستقبل واعد للعملة في الأسواق المالية العالمية.