تصاعد عملية تهريب المهاجرين غير الشرعيين من القرن الافريقي إلى معسكرات الإمارات في جنوب اليمن
فري بوست/ تقرير/ خاص
وصل أكثر من 1000 مهاجرا غير شرعيا من القرن الافريقي إلى سواحل أحور أبين؛ على متن قارب اصطياد كبير.
وافاد شهود عيان أن عصابات محلية مدعومة اماراتيا تقوم بنقلهم إلى اماكن مجهولة يعتقد انها معسكرات تجنيد.
وتشهد سواحل محافظة شبوة تزايداً ملحوظاً في تسلل الآلاف من اللاجئين شهرياً، في ظل فتح الإمارات معسكرات لتجنيدهم والزج بهم في جبهات القتال.
ويكتظ الطريق الساحلي لمحافظة شبوة بالمهاجرين غير الشرعيين، فضلاً عن وجود الآلاف في الأحواش والأماكن المخصصة للواصلين، والتي تستأجرها عصابات التهريب قبيل أن يتم بيعهم للقوات الإماراتية.
مصادر محلية أفادت أن أكثر من 300 يصلون إلى سواحل شبوة في اليوم الواحد، على أقل تقدير، بواقع 9 آلاف لاجئ أفريقي في الشهر.
كما تشهد سواحل أبين وعدن ولحج أيضا دخول أعداد مهولة للمهاجرين الافارقة، من دون اتخاذ الحكومة ضوابط وإجراءات تحد من التوافد الكبير الذي تشهده السواحل الجنوبية.
يذكر أن عملية تهريب الأفارقة عبر سواحل المحافظات الجنوبية، تشهد رواجاً كبيراً، خصوصا وأن الإمارات تشتري الأفريقي الواحد بأربعة آلاف درهم إماراتي، من عصابات التهريب التي تقبض مبالغ باهظة عن كل عملية تهريب تقوم بها، من دون علم الأفارقة أنفسهم، الذين يجبرون على الانضمام إلى معسكرات الإمارات في عدن وسقطرى وأبين وشبوة، مقابل راتب شهري لا يتجاوز ألفي درهم إماراتي، أو الزج بهم في السجون في حال رفضوا التجنيد، وهناك يتعرضون للتعذيب والاغتصاب هم وزوجاتهم وأولادهم، وفقاً لما أثبتته منظمة هيومن رايتس ووتش.
وتتم عملية تهريب الأفارقة عن طريق أشخاص من أهالي أحور أبين الذين يستقبلون الأفارقة بسياراتهم نوع (دينَّا)، ومن ثم يقومون بتهريبهم باتجاه الخطوط الجبلية التي تمر بمنطقة المحفد، التي تعد معقلاً لتنظيم القاعدة الإرهابي.
وأوضح المصدر أن عملية التهريب تبدأ من مناطق المخشف والرحبة، كما أن الانفلات الأمني والأوضاع غير المستقرة في البلد ساعدت في زيادة عمليات التهريب، وشجعت المهاجرين على القدوم، في ظل عدم وجود رقابة أو متابعة من قبل السلطات المختصة.
صحيا، لقي نحو 18 أفريقياً حتفهم نتيجة إصابتهم بوباء الكوليرا، في مدينة الحوطة بمحافظة لحج، الشهر الماضي.
وذكر محسن راشد، مدير مستشفى ابن خلدون في الحوطة، أن الأفارقة الـ 18 الذين توفوا بالكوليرا هم من أصل 300 حالة إسهالات مائية حادة استقبلها المستشفى خلال ثلاثة أيام من الشهر الماضي، منوهاً بأن بقية الحالات تنتظر المصير نفسه.
مصادر طبية في محافظة لحج أبدت قلقها من استمرار تدفق المتسللين الأفارقة إلى المحافظات الجنوبية، خصوصاً وأنهم يحملون أمراضاً معدية، في وقت لا تمتلك المستشفيات والمراكز الصحية أي إمكانات لمواجهة أي وباء.
وذكرت آخر إحصائية للمصابين بوباء الكوليرا من المهاجرين الأفارقة، فقد وصلت إلى مركز الاسهالات خلال هذه الفترة 100 حالة، إضافة إلى إصابة 1400 حالة في معسكر اللواء الخامس.
الأرقام التي كشف عنها المركز تؤكد أن عدد المصابين بالكوليرا من الافارقة يتجاوز عدد المصابين المحليين، ورغم حجم الكارثة الصحية، إلا أن جموع المهاجرين الافارقة في ازدياد، فقد كشفت إحصائيات رسمية صادرة عن منظمة الهجرة الدولية أن أربعين ألف مهاجر أفريقي دخلوا إلى عدن منذ بداية العام الجاري، إضافة إلى نحو عشرة آلاف إلى شبوة.
وتدفع الإمارات بعشرات الآلاف من الأفارقة إلى المحافظات الجنوبية، ويتم احتواؤهم في معسكرات لتدريبهم والزج بهم في المعارك التي تديرها الإمارات في جبهات الساحل الغربي، وتستخدم بعضهم – حسب مراقبين – في تنفيذ عمليات اغتيال واختطافات للمناوئين للتواجد الإماراتي في المحافظات الجنوبية.
ولا تزال الإمارات وأدواتها، تواصل لليوم استقدام الآلاف من الأفارقة إلى معسكراتها في اليمن، لتجنيدهم والدفع بهم إلى جبهات القتال في الساحل الغربي.
وأفادت مصادر إريترية أن الإمارات نشطت خلال الفترة الأخيرة في أسمرة ومناطق أخرى بطريقة غير رسمية واستقطبت الآلاف من الشباب، البعض منهم تم تدريبهم في أثيوبيا وآخرون تم نقلهم إلى اليمن.
المصادر أكدت أن الإمارات حشدت المئات من شباب الصومال وإثيوبيا ونقلتهم عبر مهربين إلى المحافظات الجنوبية، حتى لا تتحمل مسؤولية مصيرهم، بعد الزج بهم إلى جبهات القتال.
من جانبها أشارت المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة إلى احتجاز القوات الموالية للإمارات نحو ثلاثة آلاف من المهاجرين الأفارقة، معظمهم إثيوبيون، في العاصمة المؤقتة عدن، تمهيداً لتوزيعهم على معسكرات التدريب.
بدورها حذرت حركة شباب أبين الثورية من تداعيات تجنيد اللاجئين من قبل الإمارات، والزج بهم إلى المعارك التي تشهدها محافظات جنوبية إضافة إلى الساحل الغربي.
وأكد الناشط السياسي الجنوبي نبيل عبدالله ، أن تدفق الأفارقة إلى مدينة عدن والمحافظات الجنوبية مؤخراً، جاء بترتيب مسبق مع الإمارات، مشيرا إلى أن هناك جهات تقوم باستقبالهم ونقلهم إلى أماكن غير معلومة وتبدو معسكرات.
مصادر محلية كشفت أيضا عن المعاملة السيئة التي يتلقاها الأفارقة في معسكرات الإمارات، في حال رفضهم المشاركة بالمعارك والانتقال إلى خطوط التماس.
مؤكدة أن الإمارات تسعى إلى إيجاد مليشيات من الجنسيتين الأثيوبية والإريترية لتحل محل القوات السودانية مستقبلاً، خصوصا مع تصاعد مطالب الشعب السوداني بسحب القوات المشاركة في الحرب باليمن.
يذكر أن عدد الأفارقة الذين وصلوا إلى عدن خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام الجاري 2019م، بلغ 36 ألف مهاجر، وفقا لإحصائية منظمة الهجرة، وتشير المعلومات أيضا إلى أن السعودية والإمارات جندتا نحو 4 آلاف لاجئ أفريقي، ويشاركون في العمليات القتالية في الساحل الغربي.