مخيمات اللاجئين.. إضراب عام في الجزر اليونانية
فري بوست- متابعات
نظمت جزر ليسبوس وخيوس وساموس اليونانية إضرابا عاما أمس الأربعاء حيث اشتدت الاحتجاجات ضد بناء مخيمات جديدة للمهاجرين.
تواجه متظاهرون في ليسبوس مع شرطة مكافحة الشغب قرب بلدة مانتامادوس القريبة من موقع بناء المخيمات الجديدة التي من المفترض أن تؤوي سبعة آلاف شخص.
وقامت مجموعات صغيرة من المتظاهرين بإلقاء الحجارة على الشرطة التي ردت بالغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية، وهتف أحد المتظاهرين “ستموتون هنا”، فيما أطلق آخرون شتائم لقوات الأمن.
وقال الأب ستراتيس وهو كاهن محلي لوكالة فرانس برس “الوضع أشبه بحالة حرب، الشرطة لديها أسلحة ونحن لدينا قلوبنا وأرواحنا”.
ودعت المحافظة المحلية إلى إضراب لمدة 24 ساعة ورفضت خطط الحكومة لبناء مخيمات جديدة لتحل محل مراكز الاستقبال المكتظة التي يعيش فيها طالبو اللجوء في ظروف صعبة، حيث تجمع المئات في خيوس للتظاهر في الساحة الرئيسية لعاصمة الجزيرة.
ويعيش أكثر من 38 ألف مهاجر في مخيمات في جزر ليسبوس وساموس وخيوس وليروس وكوس في حين لا تتجاوز قدرة استيعابها 6200 شخص.
ويعاني سكان تلك الجزر من انعدام الأمن ومشكلات في الصحة العامة ويحمّلون موجات المهاجرين مسؤوليتها، ويعارضون خطط بناء مخيمات حكومية جديدة لهم.
وتابع الكاهن “نحن نقاتل من أجل الأشخاص الذين يرغبون في المغادرة إلى مكان أفضل، نريدهم أن يرحلوا، علينا احتضان لاجئي الحرب، لكن على المجرمين العودة إلى ديارهم”.
ويؤكد سكان الجزر أنهم لن يوافقوا سوى على منشآت صغيرة يخضع طالبو اللجوء فيها لعمليات تدقيق قبل إرسالهم إلى البر اليوناني الرئيسي أو إعادتهم إلى تركيا المجاورة.
وقد أعلنت الحكومة المحافظة التي وصلت إلى الحكم في تموز/يوليو أن مخيمات ليسبوس وساموس وخيوس ستغلق هذا العام على أن تُستبدل بمنشآت جديدة ستصبح جاهزة بحلول منتصف 2020.
أما في جزيرتي ليروس وكوس، فستعمد السلطات إلى تجديد المنشآت القائمة حاليا وتوسيعها.
وأوضحت الحكومة إن المخيمات الجديدة ستُعتمد تدابير مراقبة مشددة على حركة الدخول والخروج، ستبدد أكثرية مخاوف سكان الجزر إزاء “الفوضى” السائدة.
وقال وزير الهجرة اليوناني نوتيس ميتاراخي لإذاعة “سكاي راديو”، “نعمل على إنشاء 20 ألف نقطة إيواء على الجزر التي تضم حاليا أكثر من 42 ألفا” من هذه المراكز.
وأضاف “سماحي ببقاء الجزر بلا دفاعات في مواجهة موجات المهاجرين سيكون عملا غير مسؤول”.
وتوجه إلى سكان هذه الجزر قائلا “ثقوا بنا”.
وتواجه حكومة رئيس الوزراء كيرياكوس ميتسوتاكيس ضغطا متزايدا للتصدي لهذه المشكلة قبل فصل الربيع الذي من المتوقع أن يشهد توافد موجات جديدة من المهاجرين عن طريق تركيا.
وبعد أسابيع من المحادثات الفاشلة مع السلطات المحلية، أرسلت الحكومة معدات البناء وشرطة مكافحة الشغب الاثنين للمباشرة في أعمال البناء ما تسبب في غضب السكان.
ونددت أحزاب المعارضة بالقرار قائلة إنه غير ديموقراطي.
وكانت الدولة قد أغضبت سكان الجزر في شباط/فبراير بإعلانها أنها قد تستولي على الأراضي لمدة ثلاث سنوات لبناء مخيمات جديدة.
وقال ستراتوس باسبالاس وهو قصاب متقاعد “هناك حدود لصبرنا فهم يستولون على الأراضي ويحضرون شرطة مكافحة الشغب ويستخدمون الغاز المسيل للدموع ضد الناس، هل نحن في حالة حرب؟”.