شاهد هذا الموضوع -عدنان ديوب و”العهد”: البحث عن الفردوس المفقود في الدراما الشامية- عبر موقع فري بوست والآن الى تفاصيل الموضوع
وأصبح التشويق والإثارة ثيمة أساسية في طروحاتها، لكن اختلاف عمل عن آخر يتمثل بعمقه ومحاولة تشكيل روح المرحلة التي يلامسها بما هو مألوف ومتوقع. فقصة العمل البيئي الشامي تتشكّل باختلاف طبيعة الصراع الدرامي، ويعتمد فيه على الصدمة العنيفة للمفهوم والقيمة والحدث في مواجهة ما هو كل بطل، وهو جزء من صورة أكبر لن تعرف الهدوء والراحة إلا بـ”العهد” الذي سيلتف الجميع من حوله. ومن هنا تشكّلت فكرة العمل.

RT
تفاصيل العهد

يحاكي العمل مرحلة ما قبل تحرر دمشق من الاحتلال العثماني، ويمتد بأحداثه بين مرحلتين زمنيتين تفصل بينهما ما يقارب الخمسة عشر عامًا. وهو من تأليف عدنان ديوب وإخراج محمد زهير رجب، وإنتاج شركة قبنض للإنتاج والتوزيع الفني.
تدور الحكاية في إحدى حارات دمشق في فترة الهيمنة العثمانية، لكن شرارة صغيرة تؤجج النزاع بين وجهاء حارة “المر” وحارة “الهادي”.
اللافت في هذه النوعية من الأعمال أن لها عشاقها الكثر، رغم وقوعها في مطب التكرار، إلا أن لها جمهورها المتعطش لقبضايات الحارة ولبنائها المعماري ولثرثرة النساء ومكائدهن التي تنعكس على مراحل أهل الحارة. وهناك العديد من القنوات التي تتسابق لعرضها خلال الشهر الفضيل، مما يشجّع الكاتب وجهة الإنتاج على الخوض في كتابة وتصوير هذه النوعية من الأعمال. هذا من جهة، ومن جهة أخرى فإن الكتابة ضمن هذا الإطار تتيح تقديم أحداث وتفاصيل حياتية مغايرة وصراع درامي ومقولات قد لا تتسع لها المسلسلات ذات الطابع الاجتماعي المعاصر.
الفردوس المفقود
ويؤكد كاتب العمل عدنان ديوب لـ”روسيا اليوم” أنه رسم شخصية البطل الفرد المدافع عن الحق، واستطاع تقديم مقولات عريضة تتعلق بالقيمة والنخوة والشهامة والرجولة والتسامح، وتكاتف الناس وتعاضدهم. فهذه المقولات والأفكار هي التي يتعطش لها الجمهور المتابع، مما يجعل عمل البيئة الشامي بمثابة الفردوس المفقود الذي يدغدغ الوجدان الجمعي للمتلقين.

RT
ويضيف ديوب بأنه حتى عند كتابة نص درامي معاصر، فنحن نكون أمام قصة افتراضية قد يُضاف إليها تلميحات أو صور لأحداث معاصرة وربما لا، لكن في جميع الأحوال نحن أمام حدث افتراضي، والحدث هو الذي يفرض البيئة التي ستكون إطارا له.

وأضاف بأن أهم ما يميز شخصيات مسلسل “العهد” أنها شخصيات حياتية بعيدة عن التشنج والصورة النمطية، وحواراتها قريبة من أذن المتلقي. وتبدو الحوارات والشخصيات كأنها من نص معاصر يرتدي ثوب البيئة الشامية، وهذا ما رآه مخرج العمل الأستاذ محمد زهير رجب عند قراءة النص وقام بتكريسه أثناء عملية التصوير. والعلاقات الأسرية تمتاز بالدفء. وبشكل عام، الشخصيات حياتية تتفاعل مع الحدث ويؤثر بها من داخلها، فتنبع ردات فعلها وتصرفاتها من طبيعة التفاعل مع ما يحدث، مما يبعدها عن النمطية. العمل يحظى بمتابعة كبيرة داخليًا وعربيا، فهي بشكل ما تشبه الفردوس المفقود في وجدان متابعيها، وتداعب المشاعر الكامنة في الوجدان الجمعي. هذا ما جعل شاشات الفضائيات تستقطب متابعيها بهذه الأعمال، الأمر الذي بدوره شجع الجهات المنتجة على القيام بإنتاجه.
بيئة ذات فضاء رحب
وعن غياب التوثيق عن هذه الأعمال وكيفية التعرض لبعض الخطوط التاريخية التي يقدمها العمل، لفت ديوب بأن عمل الكاتب الدرامي يختلف عن عمل الباحث والمؤرخ والمدقق. فالكاتب الدرامي عندما يختار البيئة الشامية كفضاء رحب لتصوره، لا يفترض به تقديم وثيقة تاريخية، بل هو يقدم قصة درامية تقوم على الصراع بين القيم: الخير والشر، والفرد والجماعة. فأنا معني بتقديم حدث درامي له مقولات ودلالات ضمن إطار الصراع الدرامي، ولا يفترض بي تقديم وثيقة تاريخية لمجرد أني أخوض في عمل بيئة، إلا في حال اخترت الكتابة عن شخصية معروفة لتقديمها بعمل درامي. فحينها يجب أن يأخذ التوثيق دوره بالرجوع إلى المختصين والكتب ذات الصلة. هنا فقط نستطيع أن نتحدث عن ضرورة توثيق للأحداث. واستكمل بأن التوثيق يأخذ شكلا آخر يتجلى في طبيعة الملابس، الشكل الهندسي للبيت والحارة، وطبيعة الحياة، وسائل التنقل، عادات وتقاليد، شكل الاحتفالات في الأفراح، وشكل المجالس في الأحزان، وكل مفردات البيئة التي نكتب عنها. وهي بمجملها تفاصيل تغني العمل وتعطيه نبض الحياة وتشكل توثيقا بشكل أو بآخر.
الجدير بالذكر أن العمل من بطولة رنا شميس، روعة ياسين، سعد مينا، فراس إبراهيم، رامز أسود، لينا حوارنة، رنا الأبيض، روبين عيسى، تيسير إدريس، نجاح سفكوني، صباح بركات، علي كريم، طارق مرعشلي، جودت البيك، وسيم الشبلي، وائل زيدان، رضوان عقيلي، موفق الأحمد، مؤنس مروة، سالي أحمد، يوشع محمود، دجانا عيسى، دلع نادر، رشا إبراهيم، أيمن بهنسي، رامز عطا الله، غسان عزب، صفوح الميماس، محمد خاوندي، أمية ملص، وآخرين.
ميسون شباني – RT
إقرأ المزيد
وقد وصلنا إلى نهاية المقال ، و تَجْدَرُ الإشارة بأن الموضوع الأصلي قد تم نشره ومتواجد على موقع روسيا الآن وقد قام فريق التحرير في فري بوست بالتأكد منه وربما تم التعديل عليه وربما قد يكون تم نقله بالكامل أوالإقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدات هذا الخبر أو الموضوع من مصدره الأساسي ولا يتحمل الموقع أية مسؤولية قانونية عن الصور أو الخبر المنشور شاكرين لكم متابعتكم.
رابط الخبر الأصلي