إنفيديا تكشف عن تطورات حوسبية في الذكاء الاصطناعي

 أكد جنسن هوانغ، الرئيس التنفيذي لشركة إنفيديا، أن المستقبل القريب للذكاء الاصطناعي سيشهد تطورًا هائلًا في قدرات الحوسبة، مشيرًا إلى أن الاحتياجات الحاسوبية ستتجاوز التوقعات بشكل كبير، حيث من المتوقع أن تزيد بمعدل مئة ضعف مقارنة بما كان متوقعًا في العام الماضي.  

جاء هذا التصريح خلال مؤتمر GTC الذي تنظمه إنفيديا في سان خوسيه بكاليفورنيا، وهو الحدث الأبرز عالميًا في قطاع تقنيات الذكاء الاصطناعي. وأكد هوانغ خلال المؤتمر أن الجيل القادم من تقنيات الذكاء الاصطناعي يتطلب قدرات استدلالية أعلى بكثير مما كانت عليه في الماضي، موضحًا أن النماذج الحديثة تحتاج إلى “تفكير” أعمق بكثير من مجرد الإجابات المباشرة التي كانت توفرها النماذج القديمة.

كما رد هوانغ على المخاوف التي أثيرت مؤخراً من قبل شركة DeepSeek بشأن إمكانية تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي بتكلفة أقل، وهو ما ساهم في انخفاض أسهم إنفيديا في الفترة الماضية. واعتبر هوانغ أن من قاموا ببيع أسهمهم ارتكبوا خطأً كبيرًا، مشيرًا إلى أن النماذج الحديثة تتطلب إمكانيات حوسبية لا مثيل لها.

وفي إطار استعراض إنجازات الشركة، كشف هوانغ أن معالجات “بلاكويل” الجديدة قد دخلت بالفعل مرحلة الإنتاج الكامل، حيث يتم استخدام 3.6 مليون وحدة منها حاليًا. كما أعلن عن نسخة محدثة تحت اسم “بلاكويل ألترا” بأداء يفوق الإصدار السابق بثلاثة أضعاف.

وأضاف هوانغ أن إنفيديا تعمل على تطوير شريحة جديدة تُدعى “فيرا روبن”، والتي من المتوقع أن تُطلق في نهاية عام 2026، بالإضافة إلى تطوير ما وصفه بـ “أصغر حاسوب خارق للذكاء الاصطناعي في العالم”. وأكد أن السرعة الفائقة في المعالجة والقدرات الاستدلالية المتطورة ستكون الفارق الحاسم بين النجاح والفشل في هذا القطاع.

وأشار هوانغ إلى أن تطبيقات الذكاء الاصطناعي تتوسع بسرعة كبيرة إلى العالم المادي، بما في ذلك السيارات ذاتية القيادة والروبوتات والتصنيع الذكي. في هذا السياق، دعا هوانغ المستثمرين إلى التفكير في المستقبل على المدى البعيد، مؤكدًا أن وتيرة التحسينات في الذكاء الاصطناعي تتسارع بشكل غير مسبوق، مما يعكس الفرص الضخمة في هذا القطاع.

ورغم التوقعات السابقة التي كانت تشير إلى تباطؤ تطور الذكاء الاصطناعي، إلا أن هوانغ أوضح أن التحسينات تتسارع بشكل متسارع، وهو ما يجعل من الضروري على الشركات مواصلة الاستثمار في هذه التقنيات المتطورة، رغم التحديات الحالية في السوق.  

ويواجه قطاع الذكاء الاصطناعي تحديًا يتمثل في مدى استعداد الشركات للاستثمار المستمر في شرائح إنفيديا، التي تتراوح أسعارها بين 30 إلى 40 ألف دولار للوحدة، خاصة مع عدم وضوح العوائد على الاستثمار في بعض المشاريع الذكية في الوقت الحالي. ورغم ذلك، تراهن إنفيديا على وجود عدد كافٍ من العملاء المستعدين للاستثمار في هذه التقنيات المبتكرة، وسط منافسة متزايدة من الشركات التي تدعي تقديم حلول أقل تكلفة.