حضرموت.. من نوفمبر 1969 حتى نوفمبر 2019م .. خمسون عاما من الاستيلاء السعودي على منفذ الوديعة.. استهداف جغرافيا دولة الجنوب العربي وهويتها.. فاليذهب اتفاق الرياض إلى الجحيم!!
- فري بوست- تقرير خاص- بسمه اليافعي
لن ينسى أبناء حضرموت خاصة وأبناء الجنوب عامة ما قدموه من تضحيات عظام، يشهد لها التاريخ ابان الغزو السعودي لمنفذ الوديعة في 27 نوفمبر 1969م.
حيث تشير المعلومات الى ان القيادة السعودية وبعد توقيعها اتفاقية الطائف مع الامام حميد الدين، اتجهت للتمدد باتجاه الربع الخالي وحدود دولة الجنوب العربي، لتستغل انشغال القيادات الجنوبية في تثبيت دعائم دولتهم بعد دحر آخر جندي بريطاني في 30 نوفمبر 1967م، أي قبل الغزو السعودي بعامين.
عقبها قام ابطال حضرموت والجنوب بتلقين القوات السعودية دروسا قاسية، وسيطرت من جديد على منفذ الوديعة التابع لدولة الجنوب العربي، وقتل اكثر من 140 جندي وضابط سعودي، حينها استخدمت القوات السعودية وبأمر من الملك فيصل طائراتها الحربية وشنت غاراتها على القوات الجنوبية المتواجدة هناك بمئات الغارات، ما اضطر القوات الجنوبية للانسحاب وتستعيد القوات السعودية سيطرتها على منفذ الوديعة، بعد ان استشهد العشرات من أبناء حضرموت ومن ابطال القوات الجنوبية.
وها نحن نعيش اليوم، الذكرى الخمسين لتلك الجريمة السعودية بحق القوات الجنوبية وأبناء حضرموت (نوفمبر 1969م – نوفمبر 2019م)، في ظل المؤامرة التي تحاك ضد حضرموت ومحاولات تمرير قرار للرئيس هادي يقتضي تقسيم حضرموت الى محافظتين، بمباركة سعودية وتأييد كبير من الشرعية.
هذا القرار سيعود بالنفع تماما على القيادة السعودية، التي لطالما بحثت وسعت الى التمدد في صحراء حضرموت ولكنها لم تجد سوى كفاح شعبي مسلح ورفض تام، فضلا عن استفادة مليشيات الاخوان المسلمين بهذا القرار، خصوصا وان هناك أصوات تنادي بطرد مليشيات الإصلاح من حضرموت وبالتحديد من الوادي والصحراء وتسليم الأرض لأبنائها.
الغريب في الامر ان القرار تزامن مع زيارة مفاجئة للسفير الأمريكي لدى اليمن، الى حضرموت والالتقاء بالمحافظ البحسني.
حضرموت خط أحمر نقولها مرارا وتكرارا ولن يمر هذا المشروع الانفصالي مرور الكرام، وسنقدم الغالي والنفيس والتضحيات الجسام من اجل الحفاظ على وحدة حضرموت، هكذا كان رد الاحرار من القيادات الجنوبية وعلى رأسهم قيادات المجلس الانتقالي التي تشعر بخطر التقسيم، وحجم المؤامرة الكبيرة على محافظة حضرموت بإشراف سعودي امريكي.
سنقول صمتنا عن استهداف علمنا الجنوبي، صمتنا أيضا عن استهداف معسكراتنا وتواجدنا الأمني والعسكري في العاصمة عدن، صمتنا أيضا عن دخول قيادات إرهابية الى عدن باسم اللجنة المشتركة، ولكن كان صمتنا هو من اجل اظهار نوايانا الحسنة في تنفيذ اتفاق الرياض، وليس من أجل شيء آخر، وحين يكون الأمر استهداف جغرافيا دولة الجنوب العربي، فها هنا سنقول كفى وليذهب اتفاق الرياض الى الجحيم.