أبل تواجه تحديات كبيرة في الصين

 تكشف التقارير الأخيرة عن المنافسة الشرسة في سوق الهواتف الذكية المزودة بالذكاء الاصطناعي في الصين، حيث تواجه شركة أبل تحديات كبيرة في ظل تأخيرات إطلاق منصتها الجديدة Apple Intelligence. ومع هيمنة الشركات الصينية الأخرى على السوق بحصة تبلغ 61.7٪، تظهر أبل بعيدة عن السباق في هذا المجال، مما يهدد حصتها في السوق في ظل الطلب المتزايد على تقنيات الذكاء الاصطناعي.

على الرغم من إعلان شركة أبل عن منصة Apple Intelligence في يونيو الماضي، وتقديم تفاصيل إضافية عنها مع سلسلة iPhone 16 في سبتمبر، إلا أن الإصدار الرسمي الأول لنظام iOS 18.1 الذي يحتوي على هذه التقنية لم يتم حتى الآن. وحتى وقتنا الحالي، تبقى بعض الميزات حصرية للإصدارات التجريبية، بينما لا تزال بعض المناطق، بما في ذلك الصين، محرومة من الوصول إلى هذه الخصائص الأساسية.

يواجه إطلاق المنتجات المدعومة بالذكاء الاصطناعي في الصين صعوبات تنظيمية، حيث يتطلب الأمر موافقة الحكومة الصينية. وتشترط الحكومة الصينية أن تقدم أبل معلومات مفصلة حول كيفية عمل تقنياتها، بما في ذلك طريقة تدريب أنظمتها واجتياز تقييمات الأمان المطلوبة. في هذا السياق، تعمل أبل على استخدام مساهمات من ChatGPT، إلا أن حظر الوصول إلى برامج OpenAI في الصين زاد من تعقيد الأمور.

بالنسبة لأبل، يعني هذا إما الابتعاد عن أكبر سوق لها في الخارج أو تقديم نسخة خاصة من مساعدها الذكي تخضع للرقابة الحكومية. ويبدو أن هذا الموقف يؤثر على أعمال الشركة في الصين بشكل ملحوظ، خاصة وأن المنافسين يستخدمون الذكاء الاصطناعي كوسيلة رئيسية لدفع المبيعات. ومع تزايد الطلب على هذه التقنيات، أصبح المستهلكون الصينيون يتوقعون أن تحتوي الهواتف المتميزة على أحدث وظائف الذكاء الاصطناعي، مما يضع أبل في موقف صعب.

في حديث لشبكة CNN Business، أوضحت شركة IDC أنه يتوقع من المستهلكين الصينيين أن تكون هواتفهم الذكية المتميزة مزودة بأحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي، وأنهم قد يترددون في دفع أكثر من 1000 دولار على أجهزة لا تقدم هذه الميزات.

على الرغم من هذه التحديات، لا تزال أبل تحتل المركز الثاني في السوق الصينية. ومع ذلك، تشير الأبحاث إلى انخفاض عامًا في حصتها السوقية مقارنة بالعام الماضي، فيما أظهرت الشركات المنافسة تحسنًا كبيرًا. وعلى الرغم من هذه المشاكل، تخطط أبل لحل قضية إطلاق Apple Intelligence في الصين قريبًا، وهو ما قد يشكل خطوة حاسمة في استعادة مركزها في السوق.