شاهد هذا الموضوع -شركات التقنية في مواجهة تحديات استهلاك الطاقة في الذكاء الاصطناعي- عبر موقع فري بوست والآن الى تفاصيل الموضوع
في ظل السباق المحموم الذي تخوضه الشركات الكبرى في قطاع التقنية لتطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي، تبرز مشكلة بيئية قد تغفل عنها الأنظار: استهلاك الطاقة الهائل الذي تتطلبه مراكز البيانات وخوادم الذكاء الاصطناعي. على الرغم من التطور السريع في نماذج الذكاء الاصطناعي، إلا أن الحاجة إلى طاقة ضخمة لدعم هذه التقنيات تشكل عائقًا كبيرًا أمام تحقيق الاستدامة البيئية.
تواجه هذه الشركات تحديًا مزدوجًا: أولاً، الحاجة إلى توفير طاقة مستمرة لدعم العمليات المعقدة التي تتطلبها تقنيات الذكاء الاصطناعي. ثانيًا، مصدر هذه الطاقة، حيث لا تزال معظم مراكز البيانات تعتمد على شبكات الكهرباء التي تستمد طاقتها من المحروقات، مما يساهم في زيادة البصمة الكربونية لهذه الشركات.
منذ سنوات، بدأت الشركات الكبرى مثل آبل ومايكروسوفت وأمازون في تبني سياسات تهدف إلى تقليل انبعاثات الكربون. على سبيل المثال، قامت آبل بإزالة رأس الشاحن من علب هواتفها للحد من استخدام المواد، كما أن مايكروسوفت بدأت منذ عام 2012 في تبني الحلول البيئية لتقليل بصمتها الكربونية. وبالنسبة لشركات مثل أمازون وفورد، فقد شمل ذلك الانتقال إلى السيارات الكهربائية وتبني مزارع الرياح كمصادر للطاقة النظيفة.
ورغم هذه الجهود، فإن الواقع يبدو أكثر تعقيدًا. فالشركات التي تستثمر في الذكاء الاصطناعي، مثل مايكروسوفت، تواجه معضلة استهلاك الطاقة المرتفع لنماذج الذكاء الاصطناعي مثل “شات جي بي تي”. تشير الدراسات إلى أن “شات جي بي تي” يستهلك كميات ضخمة من الطاقة، إذ يحتاج إلى 500 مليلتر من المياه مقابل كل 50 أمرًا يُوجه إليه. وعند النظر في العدد الكبير من مستخدمي “شات جي بي تي” الذي يتجاوز 200 مليون مستخدم أسبوعيًا، فإن حجم استهلاك الطاقة يصبح مقلقًا.
في تقرير نشره موقع “غولدمان ساكس”، تم الكشف عن أن استخدام “شات جي بي تي” في أمر واحد يستهلك كهرباء أكثر بعشر مرات من محرك “غوغل”. وتوقع التقرير أن يؤدي الاستهلاك المرتفع للطاقة إلى زيادة الطلب على الطاقة في مراكز البيانات بمعدل 160% بحلول عام 2030. وإذا ما استمر هذا الاتجاه، فقد يصل استهلاك مراكز البيانات إلى 4% من إجمالي الطاقة المنتجة في العالم.
من ناحية أخرى، باتت بعض الشركات الكبرى تبحث في حلول غير تقليدية لتلبية احتياجات الطاقة الخاصة بها. على رأس هذه الحلول، يأتي التوجه نحو الطاقة النووية. حيث تعاونت غوغل مع شركة “كايروس باور” للطاقة النووية، بينما عقدت مايكروسوفت شراكة مع “كونستليشن” لتزويد خوادمها بالطاقة النووية. أما أمازون، فقد استثمرت في تطوير معالج نووي مصغر بالتعاون مع “دومينيون للطاقة”. وتعود أسباب هذا التحول إلى الطاقة النووية إلى قدرتها على توفير احتياجات الطاقة لمراكز البيانات بكفاءة أعلى مقارنة بمصادر الطاقة المتجددة الأخرى.
لكن، لا تخلو هذه الخطوة من تحديات. فالمفاعلات النووية تتطلب آليات أمان متقدمة للحد من مخاطر التسرب الإشعاعي والانفجارات. ومع ذلك، تشير التقارير إلى أن التقنيات الحديثة قد ساهمت في تقليل هذه المخاطر بشكل كبير.
بناءً على هذه المعطيات، تظل الشركات التقنية الكبرى أمام مفترق طرق، حيث يتعين عليها إيجاد توازن بين التوسع في تقنيات الذكاء الاصطناعي وبين الحفاظ على البيئة، من خلال استثمارات جديدة في مصادر طاقة مستدامة.
وقد وصلنا إلى نهاية المقال ، و تَجْدَرُ الإشارة بأن الموضوع الأصلي قد تم نشره ومتواجد على موقع النجم للأخبار التقنية وقد قام فريق التحرير في موقع فري بوست بالتأكد منه وربما تم التعديل عليه وربما قد يكون تم نقله بالكامل أو الإقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدات هذا الخبر أو الموضوع من مصدره الأساسي ولا يتحمل فري بوست أية مسؤولية قانونية عن الصور أو الخبر المنشور شاكرين لكم متابعتكم.
رابط الخبر الأصلي