ملامح انتفاضة في تعز ضد حكم الإخوان
- فري بوست- متابعات
تفجرت في تعز، الأربعاء، ما يشبه “الثورة الشعبية”، لكن هذه المرة ضد سلطة “الإخوان”، الذين يقبضون على مفاصل الحكم منذ طرد حلفائهم في “الشرعية” وإقصاء آخرين، فما هي أسباب وتداعيات ذلك؟ وهل ينجح الإخوان في تجاوز الأزمة الحالية؟
لم يعد الوضع في تعز يحتمل. هذه العبارة أصبحت على لسان كل شخص يسكن المدينة ويعيش واقعها المؤلم. المخلفات تتكدس في كل زقاق وحارة . الفساد ينخر المدينة. والفوضى تقتل سكانها بكل أريحية. قصص المآسي تنثر في شوارع المدينة المكتظة بمئات الآلاف من البشر. آخرها كانت لعناصر “داعش” يجوبون #سوق _الصميل في وضح النهار، وقبلها كان مسلحون اقتحموا غرفة الطوارئ في #مستشفى_الثورة وقتلوا شخصاً على وشك إجراء عملية جراحية.
ثمة حكايات مفجعة عن عشرات الأطفال الذين تعرضوا للاغتصاب، والمهمشة التي أجهضت بفعل اعتداء #مسلحي_الاصلاح أو بالأحرى وكيل المحافظة والقيادي في الحزب، على تظاهرة لمهمشين أو بالأساس عمال النظافة، وهم يطالبون بمستحقاتهم المتوقفة منذ أشهر.
لم يرق للمخلافي حتى دمعة شاب في مقتبل العمر أفنى حياته في تنظيف الأوساخ، وقد تداولت القنوات الفضائية لحظة إجهاشه بالبكاء.
مقابل هذا البؤس ثمة تضخم لدى الأباطرة الجدد وزعماء العصابات، الذين استثمروا المدينة الكبيرة وطردوا كل من ينافسهم، أو على الاقل يقلل من فتكهم بالأهالي.
لا أحد يستطيع التعبير عما يدور في المدينة. ثمة زعماء عصابات كانوا يتاجرون بالحرب، وأصبحوا يتاجرون بالخدمات وينهبون عائدات المحافظة من الضرائب والجمارك.
تعطلت الحياة بفعل شغف هؤلاء للسوق السوداء. المياه تباع بأضعاف مضاعفة، والجوازات تختفي بلمح البصر، وغيرها من خدمات الوقود والغذاء، الذي تتجاوز فاتورته ضعف ما يباع في الخارج.
خلال السنوات الـ5 الماضية من عمر الحرب؛ كان للإصلاح منافسون فطردهم جميعا. عين هادي أكثر من 5 محافظين، ولم يستقر المقام بأحدهم، بفعل معارك الاخوان الهادفة أصلاً لإخراجهم.
أصبحت المدينة بمساحتها الضيقة حظيرة يتاجر الاخوان والتحالف معاً بمعاناة أهلها، ويفاقمان الوضع لجعلها خزاناً بشرياً لتغذية جبهاتهم.
لا يهتمون بالمدينة ولا بأهلها، وحتى من قاتل معهم وأصيب رمي على قارعة الطريق.
هذه ليست اتهامات للجماعة، التي استلم ابرز زعمائها، حمود المخلافي، قبل عامين، ما يقارب 300 مليون ريال سعودي، لمعالجة الجرحى، وذهب بها مباشرة إلى اسطنبول حيث فتح العديد من الاستثمارات، بينها مصنع لبيع أطراف صناعية للجرحى. هؤلاء الجرحى هم من تعفنت أجسادهم وهم ينتظرون من يمُن عليهم بقيمة الدواء، وهم أصلا من فجروا الثورة وأشعلوا مدينة تعز .. ليس الاصلاح وحده من يتاجر بتعز، ثمة الكثير وابرزهم المحافظ الحالي المحسوب على مؤتمر الامارات، وقد كشفت وثائق رسمية عن تلقيه ما يقارب ملياري ريال شهرياً لتسيير شؤون المحافظة، في حين ينفقها على أسرته في القاهرة.
هذه التظاهرات فضحت الكثير عنه، وقد وجه بصرف 300 مليون ريال، وهي بالأساس أقل بكثير مما يتلقاه لإنهاء معاناتهم.
المصدر: وكالة عدن الإخبارية