الرئيسية / أخبار اليمن / هذه المكاسب التي خرجت بها مشاورات جدة إيذاناً بإقامة دولة الجنوب العربي

هذه المكاسب التي خرجت بها مشاورات جدة إيذاناً بإقامة دولة الجنوب العربي

هذه المكاسب التي خرجت بها مشاورات جدة إيذاناً بإقامة دولة الجنوب العربي

 

 

 

 

 

 

– فري بوست- متابعات

 

يومٌ بعد يوم، تسوء الحالة السياسية المزرية التي تعيشها الشرعية اليمنية المخترقة من قبل جماعة الإخوان المسلمين، لاسيما بعد حوار جدة الذي تبنته المملكة العربية السعودية، لعقد حوار يفصل بين الشرعية من جهة والمجلس الانتقالي الجنوبي من جهة أخرى.

 

يجري الحوار في جدة باستمرار منذ بداية سبتمبر 2019 بشكل غير مباشر وعبر وسيط هي اللجنة المشتركة السعودية الإماراتية، نتيجة خوف وجُبن الشرعية من حدوث حوار مباشر مع وفد المجلس الانتقالي الجنوبي الذي يملك نقاط قوة وملفات لا تستطيع الشرعية الصمود أمامها في حال أي حوار مباشر.

 

 

 

مسودة الاتفاق

 

تناقلت الكثير من الوسائل الإعلامية كقناة الجزيرة القطرية ووسائل أخرى إخوانية، مسودة غير صحيحة عن حوار جدة، في محاولة فاشلة لخلق فوضى إعلامية تناكف المجلس الانتقالي الجنوبي وأهدافه الرئيسية التي باتت واضحة لدى كل الدول.

 

فيما يحمل اتفاق حوار جدة نقاطاً هامة ويضع النقاط على الحروف لإصلاح الاختلال في مسار المعركة الذي يخوضها التحالف العربي ضد الحوثي.

 

وذكرت تسريبات مؤكدة بعض التفاصيل عن مسودة حوار جدة الذي يمضي وسط تكتم شديد، لاسيما بعد التخبط التي وقعت بها الشرعية عقب تسلمها نسخة من الاتفاق المتفق عليه والذي وافق عليه المجلس الانتقالي الجنوبي.

 

وتبرز أهم تفاصيل الاتفاق، بحسب مصادر،  في الآتي:

 

1) إخراج كل القوات الشمالية الغازية القادمة من مأرب وإقالة ومحاسبة كل القيادات المتورطة في الغزو الثالث للجنوب وحرمانهم من تقلد أي مناصب.

 

2) عودة كل قوات النخبة الشبوانية لتأمين محافظة شبوة وفرض سيطرتها الكاملة على المحافظة تحت قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي والتحالف العربي .

 

3) إخراج كافة القوات الشمالية التابعة لحزب الإصلاح من وادي حضرموت والمهرة والتوجه بها لجبهات القتال مع مليشيات الحوثي في الشمال .

 

4) تشكيل حكومة كفاءات مصغرة مناصفة بين الشمال والجنوب وإقالة الحكومة الحالية.

 

5) عودة كافة قيادات المقاومة الجنوبية الذين تم إقصاؤهم من قِبل الشرعية ويتم تدريبهم وتأهيلهم وترقيمهم عسكرياً ليكونوا جزءًا من الجيش والأمن لحماية الجنوب وتأمينه.

 

6) إلزام جميع المحافظات بتوريد كل الإيرادات إلى البنك المركزي في عدن وتهيئة عدن لتكون عاصمة جاهزة للجنوب بمؤسساتها بعد انتهاء العملية السياسية.

 

7) يتم إقالة كافة القيادات الفاسدة من مؤسسات الدولة وإبعاد العناصر الإخوانية المرتبطة بتنظيم داعش والقاعدة ومنعهم من تقلد أي مناصب في المؤسسة الأمنية والعسكرية والمدنية.

 

8) سيشرف المجلس الانتقالي الجنوبي ضمن لجنة مشتركة على مراقبة سير عمل الحكومة في كافة مؤسسات الدولة والإشراف المباشر على سير العمليات العسكرية في جبهات القتال.

 

9) تمثيل المجلس الانتقالي الجنوبي للقضية الجنوبية تمثيل كلي في أي مفاوضات سلام ترعاها الأمم المتحدة.

 

 

 

عراقيل

 

الشرعية تسعى إلى عرقلة حوار جدة في المرحلة النهائية لاستكمال اللجنة السعودية الإماراتية ترتيب التفاهمات حول الاتفاق المطروح، إذ تفاجأت اللجنة بمماطلة الشرعية بحسم موقفها من مسودة الاتفاق بعد أن قبلت بوقت سابق، لكن الشرعية عادت مجدداً للمماطلة مرة أخرى تاركة موقفها المتخبط محل تساؤل وانتظار من اللجنة ومن وفد المجلس الانتقالي الجنوبي دون أن تبدي رفضها بشكل رسمي أو تتخذ موقفا رافضا بشكل واضح، الأمر الذي أدى إلى تأخير المرحلة النهائية من حوار جدة.

 

جاءت هذه المواقفة المتخبطة من الشرعية بعد استمرار نفيها لوجود أي حوار في جدة وإصرارها على ذلك لتعترف لاحقاً بوجود حوار في جدة ويخوضه وفدها المكون من (علي محسن الأحمر – ومعين عبد الملك – وسالم الخنبشي – وعبد الله العليمي).

 

 

 

حالة تخبط

 

حالة من التخبط المزرية تعيشها الشرعية ومأساة سياسية مختلطه بالواقع المزري إدارياً واقتصادياً، وفشلها على أرض الواقع منذ ما يقارب 5 سنوات، برغم الوقت الطويل إلا أنها منحت جماعة الإخوان المسلمين كنترول التحكم بقرار الرئاسة، ما تسبب بإعاقة التحالف العربي لأهدافه الرئيسية في محاربة المد الإيراني، وكذا استتابة الأوضاع بالمناطق المحررة.

 

 

 

جديد مفاوضات جدة

 

من جانبه، تحدث الناشط والصحفي الجنوبي أديب السيد عن جديد مفاوضات جدة.

 

وقال السيد في مقال مطول: “لا يهم التوقيع ولكن ما يهم هو حسن النوايا… أود أن أقول: إن مفاوضات جدة أوشكت على النهاية، وتبقت نقطة تتمثل بورود “كلمتين” وضعتا في الديباجة كفخ وبكل سذاجة وغباء لنسف كل الاتفاق، لا داعي لذكرها، ونتركها لاحقاً، وسيتم إزالتهما.. أما ما ورد كلمة “عبدربه العليمي الأحمر” بمناسبة 14 أكتوبر، فلا وزن لها في سياق مفاوضات جدة ولن تؤثر عليه، وهي تدل أن الراجل موكس، فلا حرر شمال بمشروعه الاتحادي ولا هو مقبول جنوباً بمشروعه الاتحادي أو غيره.. هو سياسيا منتهي ومعه الشلة التي نهبت مدخرات الشعب الجنوب باسم الشرعية الهلامية”.

 

وأضاف السيد: “مفاوضات جدة، ستنتج مبادرة جدة بوضع اتفاق تحمله المبادرة، ولنعتبر ذلك، هو مبادرة جديدة لتصحيح فشل مبادرة الخليج 2011”.

 

وتابع: “فشلت المبادرة الخليجية 2011 لأنها لم تلامس واقعية الأزمة، وتم وضع تلك المبادرة بكل غباء لتحصد الفشل، كونها حاولت التعامل مع الوضع دون الأخذ بمتغيرات الواقع.. بل أن تلك المبادرة بتجاوزها واقع الجنوب، تسببت بالانفجار العظيم والحرب الطاحنة الدائرة حتى اللحظة”.

 

واستطرد: “أما اليوم فإن مبادرة جدة هي اتفاق “مرحلي” كسب الجنوب منه ولم يخسر، هي مرحلة تؤسس لإعادة تموضع الخارطة السياسية والعسكرية وفق شرعنة إقليمية ودولية”.

 

وأشار إلى أن: “الانتقالي الجنوبي لم يتنازل في مفاوضات جدة بأي شيء، حتى حكومة الحرب الجديدة تحت حماية ورحمة قوات الانتقالي، وأي حركة أو مخالفة سيتم كنسها، ولكن هذه المرة لرأس مربط ولن يسمح لها الهروب للرياض أو عمان”.

 

 

 

المهم من مفاوضات جدة

 

وقال السيد: “لست بصدد تعداد مكاسب ومخاسر السياسية، التي تخضع لمعايير عدة، ولست مداحاً، أو متهاونا فيما يتعلق بالجنوب وخطوطه الحمراء، لكنني أؤكد أن ترميم علاقة الجنوب والسعودية بشكل مباشر، هو مكسب ليس للجنوب، بل أيضا للسعودية ولدول التحالف ككل”.

 

وأضاف: “هذا الملف ظل يؤرقنا كثيرا من بداية الحرب، تم حسمه إن شاء الله، وهو ملف علاقة الجنوب بالسعودية، وهذا أخطر الملفات، فمنه تنطلق الأمور ويتغير الواقع والسياسية والخارطة، أو تظل محلها، ويظل الجنوب والسعودية والإمارات في تخبط”.

 

وتابع: “هذا الملف تم حسمه بإذن الله، وإنهاء الغموض فيه والذي ظل هو لب المشكلة في الجنوب، ولب كل ما حدث من تدهور خدمي وأمني وتنموي وفساد وعبث”.

 

وتابع: “ثم إن الملف اليمني ككل، والجنوب بشكل خاص انتقل من يد السفير واللجنة العبثيين، إلى يد الأمير خالد بن سلمان، رجل المرحلة والثنائي الناجح مع شقيقه ولي العهد محمد، وإلى جانبهما الشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبوظبي”.

 

 

 

مفاوضات من مع من؟!

 

وأشار السيد إلى أنه يجزم أن مفاوضات جدة حملت بداخلها عدة مفاوضات، كان الطرف الثابت فيها والجوكر هو الانتقالي، وهي حوار بين (الانتقالي والسعودية – الانتقالي والمجتمع الدولي – الانتقالي والإمارات – الانتقالي الجنوبي وشمال اليمن)، لكن المشكلة هنا بأن الشرعية لا تمثل شمال اليمن، ولا الإصلاح يمثل شمال اليمن، فجميعهم طرف يسمى الشرعية الوهمية، فيما هناك أطراف شمال اليمن الأخرى.

 

وقال: “أظهر حوار جدة أن الشرعية مهزلة، وبقاءها كتسمية مهزلة مخجلة، وعار على من الجهات المشبوهة داخل المملكة أن تتمسك بمسمى شرعية”.

 

 

 

القضية الجنوبية وحوار جدة

 

وعن القضية الجنوبية قال السيد: “ما يجب أن يعرفه الجميع، أن حوار جدة فعلياً،  ليس لحل القضية الجنوبية، فهو لحل أزمة ناشئة داخل حلفاء التحالف العربي، لكنه ذات أهمية تمهيدية كبيرة لابد منها، لتسوية الأرضية وتهيئة الجنوب لحل القضية الجنوبية بتطبيق تطلعات شعب الجنوب، ضمن مرحلة أو مراحل أخرى من جولات الحوار”.

 

وأضاف: “وهذه المرة الجنوب أقوى وسيمتلك سندا قانونيا شرعيا عربيا وإقليميا ودوليا ناله من حوار جدة، وهو أن لديه ممثل هو المجلس الانتقالي الجنوبي”.

 

وتابع: “أما حوار جدة، فعودة الحكومة الجديدة أو تشكيلها من عدمه، ليس حلاً، إنما  الحل والتطبيق الفعلي هو يبدأ  برحيل القوات المنبوذة المحتلة لوادي حضرموت والوديعة وشبوة، وسوقها لجبهات الرجولة، فمن كان رجلا ويريد شرعية عليه أن يحرر صنعاء أو أقل شيء غرف النوم بأطراف صنعاء وتعز.. أي أن هناك ما يجب أن نركز عليه في مبادرة جدة كأسس، والباقي تفاصيل، والأسس هي:

 

– رحيل مليشيات الإخونج من شبوة والمنافذ في المهرة والوديعة والوادي، وعودة جماعة الإرهاب لثكناتها في مأرب حتى يأتيها القدر.

 

– نيل الانتقالي شرعية وتحوله لطرف شرعي وأيضا يكون معترفا به كممثل للقضية الجنوبية في المفاوضات القادمة.

 

– السيطرة على السلطات المحلية وقرار المؤسسات والمطارات والموانئ.

 

– إعادة تنظيم الهيكلة الأمنية والعسكرية بالجنوب، وفقط الجنوب، تحت إشراف الانتقالي بقيادة القائد الأعلى للقوات المسلحة الجنوبية الفريق الركن عيدروس الزبيدي.

 

 

 

انتهى العصر الذهبي لشرعية العنطزة وإخونج القنفزة!

 

وقال السيد: “أما “جنوب اليمن العربي” أو “الجنوب العربي” فهو بإذن الله، يبدأ مرحلة جديدة  ضمن استراتيجية جديدة من الأشقاء وتحت دعمهم حتى تم النهوض والبناء، واستعادة الشعب الجنوبي لدولته كاملة السيادة وبكل مؤسساته التي سيجري إعادة بنائها”.

 

 

 

إن صدقوا وإن لم يصدقوا!

 

واضاف: “لا يهم التوقيع ولكن ما يهم هو حسن النوايا”.. هذه جملة قالها الرئيس الجنوبي علي سالم البيض حفظه الله، وهو يوقع اتفاقية العهد والاتفاق 1993.. فكانت نوايا الشمال والخليج سلبية ومخادعة، فخسر الشعب الجنوبي آنذاك لوحده، لكن اليوم المرحلة اختلفت والمصالح وموازين القوى تبدلت، والعوامل الجيواستراتيجية تغيرت”.

 

وأضاف: “فإن صدقت السعودية مع نفسها ومعنا هذه المرة، فنحن وهم بإذن الله، خارجون من ورطة الحرب، وقادمون للتقيؤ وإخراج شوكة الشرعية الحانية في الحنجرة، واجتثاث الفكر الإيراني الخبيث من اليمن الشمالي وإعادتها لعروبتها”.

 

واختتم مقاله: “وإن لم يصدقوا، فليس وحدنا في الجنوب من سنخسر هذه المرة؛ بل ستكون خسارة فادحة للجميع، والآخرين أكثر تضرراً”.