بشرى سارة تسعد كل أبناء الجنوب.. بعد ثلاثة عقود من الانتظار.. مشاورات جدة تؤيد المطالب الجنوبية وتدعو قوات “الشرعية” إلى تسليم المعسكرات في شبوة وحضرموت وأبين للقوات الجنوبية.. وفتحي بن لزرق يغرد خارج السرب من جديد
- فري بوست- متابعات
خاض المجلس الانتقالي صراعاته من اجل الجنوب بكل قوة واقتدار وحقق للجنوب وللتحالف العربي ما لم تحققه أي قوة اخرى بل ما لم تقدمه الشرعية اليمنية المزعومة.
وبثبات منقطع النظير خاض الانتقالي معركة اقتلاع الشرعية ومعسكراتها التي كانت تؤرق العاصمة عدن وافضى الامر الى تثبيت الواقع الجديدة بأنه لا قوتين عسكريتين بعدن فقط قوة الانتقالي هي الأجدر بها وبعد هذا افضى الامر الى تدخل عربي ودولية تمثل بدعوة سعودية للحوار لاقت اشادة اممية ودولية ابرزها من مجلس الامن الدولي وذلك للحوار بين المجلس الانتقالي الجنوبي والشرعية اليمنية .
وبجدارة خاض الانتقالي معركته السياسية في حوار جدة لإنهاء واحرق كل كروت الشرعية ورهاناتها على افشال حوار جدة بما فيها معركة تحرير شبوة التي أجلها الانتقالي للنظر فيها عبر حوار جدة فكان صائباً وسيكون رحيل الشرعية والاخوان وقوات مارب من شبوة ووادي حضرموت ومنفذ الوديعة واحداً من ابرز بنود اتفاقية جدة.
ويمضي حوار جدة في حال طبقت نتائجه لكونه بضمانات سعودية اماراتية واشراف من الامم المتحدة والمجتمع الدولي الى عملية احلال المجلس الانتقالي في الجنوب بديلا عن الشرعية المنتهية وهذا لضمان تناسق وانسياب في عملية انتقال العملية السياسية دون حرب وفوضى او اضرار بالمصالح الدولية.
وهذه ابرز مكاسب الجنوب من حوار جدة .
-سياسيا.*
تقوم السياسة بالعمل وفق ادوات ووسائل تعتمد على القدرة في الكسب السياسي واصلاح الامور وفق الرؤي القادة وقدتهم على التعاطي مع الاوضاع المحيطة والترجمة الفعلية للواقع الذي افرزته التغيرات.
وفي حوار جدة سيطرت الافكار السياسية على كل الجوانب الاخرى، فصار حوار سياسي بامتياز لمعالجة خلافات سياسية ذات بعد مرحلي يؤسس لتفاهمات مستقبلية تقوم على حماية الواقع العسكري والامني بالجنوب وايجاد الحلول والتفاهمات لبقية النقاط التفصيلية.
وحقق المجلس الانتقالي الذي خاض حواره بجداره مع الشرعية اليمنية عدة مكاسب، وهي مكاسب في الاساس يحققها الجنوب في حوار يخوضه المجلس الانتقالي اولها تمكن الانتقالي من نقل وضع القضية الجنوبية من نظرة المجتمع الدولي لها في الاطار الحقوقي الى الاطار السياسي وبالتالي ينتقل الجنوب من فكرة النظر اليه دوليا من الاطار الامني الى الاطار السياسي.
وينص حوار جدة على ان يكون المجلس الانتقالي الجنوبي مشاركا في المفاوضات الرئيسية كممثلاً للقضية الجنوبية.وهذه اهم نقطة تنتقل بالجنوب من الوضع الامني الى الملف السياسي الاقليمي والدولي.
كما تفضي النتائج لحوار جدة الى استخدام عملية الاحلال الناعمة للانتقالي بديلا عن الشرعية، من خلال شراكة جنوبية بالنصف مع نص حكومة حرب شمالية وتسليم السلطات المحلية بمحافظات الجنوب للانتقالي.
-عسكرياً وأمنياً.*
يعتبر الوضع العسكري في الجنوب مهما جدا، سيما في مسار الاحداث والحرب، حيث تعتبر نتائح حوار جدة انه من المهم الحفاظ على القوات العسكرية والامنية الجنوبية والحزام الامني والنخبتين الشبوانية والحضرمية .
حيث تمنح قوات الانتقالي الامنية بمهام الحماية ومكافحة الارهاب وانتقال حماية المنافذ البرية والبحرية بالجنوب الى قوات الامن الجنوبية بما فيها منفذ الوديعة.
وعسكريا يؤكد حوار جدة على تكثيف دعم القوات العسكرية الجنوبية في مواجهة مليشيا الحوثي وفرض طوق عسكري على طول الحدود الجنوبية، الى جانب مشاركة القوات الجنوبية في مساعدة القوات الشرعية والمقاومة الشمالية بمواجهة الحوثي.
ياتي ذلك بمقابل خروج القوات العسكرية من شبوة وحضرموت ومنفذ الوديعة التابعة للشرعية والتي يسيطر عليها حزب الاصلاح ، وتسليم حماية تلك المناطق الجنوبية للقوات المحلية النخبة الشبوانية بشبوة والنخبة الحضرمية في حضرموت.
وهذا يعتبر مكسب كبير للجنوب، حيث سيعاد الامن والاستقرار لشبوة ووادي حضرموت بعد ان اصبحتا تحت الارهاب واعيدت جماعات ارهابية لشبوة بعد ثلاث سنوات من تطهيرها على ايدي النخبة الشبوانية.
وسيمضي حوار جدة باشراف التحالف العربي للتطبيق المدعوم بكل الامكانيات المادية والعسكرية والخبرات وباشراف الامم المتحدة. ليكون محطة اولى تنطلق بعدها جولات اخرى من الحوار الذي سيكون الحنوب فيه طرفاً اساسياً.
-خطوة في طريق الاستقلال
وضع المجلس الانتقالي سياسياً الجنوب على أول خطوة من نوعها في طريق الاستقلال من خلال حوار جدة . حيث ينشد الانتقالي استعادة المكانة السياسية للجنوب ومنها يستكمل بقية الخطوات نحو الهدف الاسمى للشعب الجنوبي .
ويعد مراقبون خطوة دخول الانتقالي بحوار جدة ونيله الاعتراف ونقله القضية الجنوبية الى طاولات القرار الدولي بانه مكسبا سياسيا هو الاول من نوعه كما انه خطوة سيليها خطوات تنظيم الجنوب إدارياً وامنيا وعسكريا واقتصاديا واعادة المؤسسات ليكون مؤهلاً لنيل استحقاقه التاريخي والسياسي كدولة تعرضت للاحتلال بعد فشل الوحدة اليمنية .
على صعيد متصل نشر الصحفي فتحي بن لزرق الموالي لحزب الإصلاح قبل قليل ما اسماه بنود اتفاق جدة في منشور على له على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك تحدث فيه عن اهم بنود اتفاق جدة.
وقال الصحفي الجنوبي فتحي بن لزرق بان مدينة عدن مقبلة على تسوية سياسية كبيرة ومن لن يناله منها نصيب سيذهب إدراج الرياح سوى كان كيانا سياسيا أو قياديا لذا على الجميع التزاحم للصعود على السفينة قبل إبحارها فمن سيُترك على الساحل سيغرق في رماله.
حينما أعلنت الإمارات العربية المتحدة قبل أشهر نيتها الانسحاب من اليمن كان إعلانا حقيقيا وقرارا نهائيا وماحدث من أحداث لاحقة في عدن بشهر أغسطس كانت أحداث هدفها دفع الحلفاء المحليين صوب إشراكهم في الحكومة لا تركهم للمجهول.
تصاعد حدة الصراع الإقليمي وذهاب إيران إلى قصف منشاءات سعودية جعل الإمارات تفكر جديا في مسألة الانسحاب من اليمن لان سقوط صاروخ واحد وسط مدينة دبي يعني تدمير كامل لعصب الاقتصادي الإماراتي برمته.
الانسحاب الإماراتي الأخير من عدن ونقل كافة المعدات العسكرية والجنود إلى عصب الاريترية تأكيد واضح وجلي على صدقية هذا التحرك.
من أهم بنود اتفاق جدة الذي أعدته المملكة العربية السعودية دمج كافة القوات الأمنية والعسكرية من نخب وأحزمة وحراس جمهورية وغيرها بقوات الجيش والأمن بعد غربلتها وغربلتها هنا تعني ان سرية واحدة لن تبقى على قوامها السابق.
من أهم بنود اتفاق جدة أيضا عودة الرئاسة والحكومة والبرلمان إلى عدن وانهاء كافة التشكيلات المسلحة خارج اطار الدولة وتسليم أمر المدينة إلى إشراف سعودي كامل .
الإشارات التي أطلقتها بعض قيادات المجلس الانتقالي أمس مؤشر واضح على مانقوله وقلناه خلال الأيام الماضية هناك شراكة للمجلس الانتقالي ضمن قوام الحكومة الشرعية وهذا من حقه ولن ينكره عليه احد.
اتفاق جدة قد يتسبب بانقسام في صفوف المجلس الانتقالي من قبل القيادات التي لن تشملها التسوية السياسية لذا رأينا تغريدات تلوح وتشدد على ضرورة التمسك بخيار “الاستقلال” في رسالة ضمنية إلى قيادات المجلس الأخرى.
اتفاق جدة قد يتسبب أيضا بانقسام في صفوف الحكومة الشرعية أيضا من قبل صقورها الذين قد يرون في الاتفاق جنوحا لصالح الحمائم في صفوف الشرعية ذاتها.
عامة “اتفاق جدة” ايجابي ويجب ان يدعمه الجميع بدلا عن المشاريع الوهمية ومايقوم به إعلام الانتقالي والكثير من إعلاميه من تهيئة لانصارهم بالقبول به امر ايجابي وهنا سنلتقي نحن واياهم في دعم الاتفاق على قاعدة المكاسب لا تاتي دفعة واحدة.
لذلك اتمنى من كافة إعلاميي الانتقالي مواصلة دعم اتفاق جدة وصولا إلى شراكة وطنية لاتستثني احد