الرئيسية / أخبار العالم / لأول مرة.. “كييف” في مرمى الصواريخ والطائرات الروسية المسيرة.. ماذا يريد “بوتين” من التصعيد؟ ما سر لغته القوية؟ وأي رد فعل منتظر من “الناتو”؟

لأول مرة.. “كييف” في مرمى الصواريخ والطائرات الروسية المسيرة.. ماذا يريد “بوتين” من التصعيد؟ ما سر لغته القوية؟ وأي رد فعل منتظر من “الناتو”؟

 

لأول مرة.. “كييف” في مرمى الصواريخ والطائرات الروسية المسيرة.. ماذا يريد “بوتين” من التصعيد؟ ما سر لغته القوية؟ وأي رد فعل منتظر من “الناتو”؟

فري بوست //

شهدت الحرب الروسية على أوكرانيا تطورات متلاحقة في الساعات الأخيرة، حيث استهدف الجيش الأوكراني العاصمة “كييف” بالصواريخ والمسيرات لأول مرة ، وهو الأمر اعتبره البعض تصعيدا خطيرا، ستكون له تبعاته.

برأي أستاذ العلوم السياسية د.إسماعيل صبري مقلد فإنه بهجوم روسيا أمس بالصواريخ والمسيرات على العاصمة الاوكرانية “كييف” لترويع المدنيين باستهداف احيائهم السكنية واشعال الحرائق فيها ، حتي وإن تم ذلك بصورة عشوائية وغير متناسقة، فإن حرب روسيا علي اوكرانيا تكون قد دخلت مرحلة جديدة من التصعيد الذي يحمل معه الكثير من التساؤلات المهمة حول اهدافه ودوافعه ودواعيه في هذا التوقيت.

وأضاف مقلد: “إذا كانت روسيا قد ضمت اليها المناطق الاوكرانية الاستراتيجية التي استهدفتها من جراء إشعالها لهذه الحرب ، فإنه يصبح لا معني الآن لتوسيع دائرة هذه الحرب بنقلها من الاطراف الي العاصمة كييف نفسها ، الا اذا كان الهدف العاجل من هذا التصعيد هو احداث خلخلة في صفوف القيادة الاوكرانية وارباك خططها واستراتيجياتها الدفاعية واجبارها على مراجعة مواقفها وقراراتها ، واقناعها بان الاستمرار في الحرب لن يجلب لها سوي المزيد من الدمار والضياع ، وان الاعتماد علي دعم دول الناتو لها لن يخرجها من مأزقها”

ولفت إلى أن المشكلة الحقيقية في هذا كله ليست في الرئيس الاوكراني زيلينسكي وما يحتمل ان يأتي عليه رده على هذا التصعيد الجديد ، وانما هي في رد الفعل المحتمل لدول حلف الناتو التي لا تزال تقف الي جانب اوكرانيا في هذه الحرب وقدمت اليها كل ما امكنها تقديمه من منظومات تسليحية ودعم لوجيستي ومعلومات مخابراتية ومن معونات اقتصادية ومن دعم سياسي ومعنوي هائل، ومن مساندة دولية لها تكاد تكون بلا حدود.

وأشار إلى أن المشكلة الآن هي ان اوكرانيا ليست عضوا عاملا في حلف الناتو، وبالتالي فإنها ليست مشمولة بحمايته لها أو بالتزامه بالدفاع عنها بموجب المادة الخامسة من معاهدة الحلف التي تقصر الانتفاع بهذا الحق علي الدول الاعضاء وحدها ، مؤكدا أن دول الحلف الاوروبية سوف تعارض بشدة توريطها في حرب مع روسيا حول اوكرانيا، وهي الحرب التي قد تتطور سريعا لتصبح حربا نووية تدمر اوروبا كلها.

وتابع قائلا: “وهنا يجب أن يكون ماثلا في اعتبارنا ان اوروبا غارقة حتي اذنيها في ازمات الطاقة والتضخم والركود وغلاء الاسعار ، وانه بسبب هذه الاوضاع المعيشية المتدهورة بدأت التظاهرات الحاشدة تعم العديد من مدنها في موجة قد تتسع لتشمل اوروبا كلها”.

ورجح مقلد واعتقد أن لا تساير البرلمانات الاوروبية الاتجاه نحو مزيد من التصعيد في الحرب الاوكرانية لانها قد تري فيه نهاية كل هذه الدول.

ولفت إلى أن الازمة الراهنة اعمق بكثير مما قد نتصوره ، مشيرا إلى أن هذا الموقف بكل ابعاده وتفاصيله لا بد وان يكون حاضرا بقوة في حسابات القيادة الروسية وهي تأخذ قرارها الاخير بالتصعيد .

وقال إن هدفهم من ضرب” كييف” بالصواريخ والمسيرات هو ارغام الرئيس الاوكراني زيلينسكي علي وقف الحرب والجلوس معهم علي مائدة المفاوضات للتوقيع علي وثيقة استسلامه للامر الواقع الجديد والتسليم بخسارته لهذه الاجزاء الواسعة من اراضيه.

وخلص إلى أن هدف بوتين من هذا التصعيد هو وقف الحرب في اوكرانيا باسرع ما يمكن ودون مزيد من التاخير لتكاليفها وخسائرها المتزايدة بالنسبة له… ولن يكون ذلك في تقديره الا بارغام اوكرانيا علي ان تكون هي البادئة بالقاء سلاحها ، ولتأتي النتائج بعد ذلك تباعا وفقا لما خطط له.

خيار بوتين الخفي

في ذات السياق يرى ضاحي خلفان أن الخيار غير المعلن للرئيس الروسي “يا تتركوني في الأربعة الأقاليم او أدمر كل الأقاليم”.

ووجّه خلفان

رسالة الى من يهمه الأمر في الأزمة الروسية الاوكرانية، نصها: (اتركوا الأسد في عرينه ولا تتحرشوا به)

لغة المنتصرين

من جهته قال الكاتب مسعود الحناوي إنه برغم الخسائر التى منى بها بوتين على مدار الأسابيع الماضية وتراجع قواته على عدة جبهات، وبرغم حادثة تفجير جسر (كيرتش) الإستراتيجى بالقرم ، وبرغم أن أحدا لا يستطيع أن يجزم بالنتائج النهائية للحرب المستعرة منذ نحو ثمانية أشهر بين موسكو وكييف، فإن الرئيس الروسى بوتين يتحدث دائماً بلغة المنتصرين منذ اندلاع المعركة وحتى هذه اللحظة.

وأضاف الحناوي: “انظر إلى الثقة والجرأة فى تصريحاته التى أدلى بها خلال المؤتمر الصحفى الذى عقد بمدينة أساتانا عاصمة كازخستان الجمعة الماضى .. لقد أعلن أنه لا حاجة للحوار مع نظيره الأمريكى، وأنه يجب سؤال الرئيس بايدن عما إذا كان مستعداً لإجراء مباحثات مع روسيا خلال قمة العشرين أم لا .. وقال إن مهمة قواته ليست تدمير أوكرانيا، وأنه ليست هناك نية لشن هجمات جديدة عليها،وأشار إلى وجود 26 موقعاً لم يتم تدميرها بعد،وأنه لا حاجة لمزيد من الضربات .. وكأنه يريد أن يؤكد أنه قادر على فعل ذلك فى أى وقت يشاء وبالشكل الذى يبتغيه!.

بيد أن حزب شمال الأطلسى (الناتو) أعلن فى ذات اليوم أنه سيبدأ تدريبه النووى السنوى بمشاركة 60 طائرة فى طلعات فوق بلجيكا وبحر الشمال وبريطانيا الإثنين (أمس) للتدريب على استخدام قنابل نووية أمريكية موجودة فى أوروبا”.

وقال إنه برغم أن تلك التدريبات لا تتضمن استخدام قنابل حية فإن تنفيذها وسط حالة التوتر المتصاعد بعد تكرار تهديدات روسيا بشن هجمات نووية على أوكرانيا وفى وقت تتزامن فيه مع تدريبات نووية لموسكو تتم عادة فى نهاية شهر أكتوبر لتختبر قاذفاتها وغواصاتها وصواريخها ذات القدرة النووية ، وفى وقت تتبادل فيه قوات الطرفين المكاسب والخسائر والتقدم والتراجع دون أن يتمكن أى منهما من حسم الصراع ، كل ذلك يجعل العالم كله يقف على أطراف أصابعه ،فى انتظار ما ستسفر عنه تطورات تلك الحرب الملعونة ، مع بصيص شعاع خافت للتوصل لحل يجنبنا أى عمل متهور ، قد يحمل معه فناء البشرية ودمار العالم