وردنا الآن.. بمشاركة الدبابات والمدرعات.. المليشيات ترسل تعزيزات عسكرية كبيرة وتفرض حصارا على آل حسين عقب مقتل مدير أمن الجوبة أبن الشيخ القبلي نمران.. والقبائل تتداعى من مختلف المديريات (تفاصيل مهمة وكاملة)
- فري بوست- متابعات
تواصل مليشيات الاصلاح بدفع تعزيزات عسكريه كبيرة لفرض حصار على مديرية الجوبه منطقة آل حسين في مأرب عقب مقتل مدير أمن الجوبه بأشتباكات مع أبناء القبائل .
وقال مصدر قبلي ان مليشيات الاصلاح قامت بأستقدام تعزيزات اكثر من عشر مدرعات ودبابات وعربات تجاه مديريه الجوبه لمحاصره مداخل ومخارج المديريه في منطقة آل حسين مطالبه بتسليم رئيس حزب المؤتمر الشعبي العام الشيخ منصور الصيادي وخمسة من أصحابه وهذا عقب الاشتباكات الاخيره مع أبناء قبائل مأرب في الجوبه ومليشيات الاصلاح التي أدت الى مقتل مدير أمن الجوبه .
وأضاف المصدر” ان مليشيات الاصلاح كانت تحاول قبل فتره فرض مدير أمن الجوبه الاخواني على أبناء القبائل في المديريه ما أثار رفض قبلي لمدير الأمن ليأتي بعدها مدير الأمن ومعه ترسانه الدوله من مدرعات ودبابات وغيرها لمواجهة أبناء المديريه في الجوبه وأشتعلت اشتباكات مع أبناء القبائل تؤدي الى مقتل مدير الأمن التابع للاخوان .
واكد المصدر” انه تم الاتفاق في وقت سابق ودخل لحل الخلاف شخصيات قبليه بارزه من قبائل مراد وعبيده الا ان صلف الاخوان يصر على أستخدام القوه تجاه القبائل بمارب .
وختم المصدر قوله ” ان مسلحي حزب الاصلاح بمارب تحاصر الان مديريه الجوبه وتنشر مدرعات ودبابات وعناصرها في مفرق حريب بهدف تضييق الخناق على أبناء القبائل مطالباً أبناء القبائل بكل مكان بمأرب أيقاف التصرفات الارهابيه التي يمارسها حزب الاصلاح في مأرب .
هذا وسبق ان علق العرادة في فيديو مصور يصف دفاع أبناء القبائل عن نفسها بالمتمردين وبالحوثه في أسلوب جديد لضرب جميع خصوم حزب الاصلاح في مارب تحت مبررات واهيه مستخدمين اسلحه الدوله وترسانتها لضرب أبناء القبائل بمأرب.
وتستمر مليشيات الاصلاح في مواجهة انصار حزب المؤتمر الرافضين لتواجدها في المدينه بكل اسلحة الدوله وليس ببعيد المجزره الاصلاحيه التي ارتكبتها بحق المديين في منطقه الاشراف وغيرها من ابناء قبائل مأرب .
وجاءت الحادثة نتيجة احتقان شديد تشهده المديرية منذ أشهر نتيجة قرار سياسي غير مدروس غفل كثيراً عن القضايا الاجتماعية في المديرية، في ظل تجاهل وجهاء وأعيان المنطقة وشيوخ القبيلة لتداعيات ذلك القرار.
وتابع “المشهد اليمني” الحادثة من بدايتها والأحداث التي سبقتها وأدت إلى حدوثها وأسبابها وتداعياتها وهنا ينشرها في هذا التحقيق الخاص.
قرار سياسي غير مدروس
لم يكن هناك من اقتتال أو ثأر قديم بين أسرتي آل حسين أحمد وآل القبلي، إلا ان العلاقات ليست جيدة بين الاسرتين وكثيراً ما يسودها التوتر، وكلا الأسرتين تنتميان لقبيلة آل صياد التي تقطن الجوبة وشيخها علي القبلي نمران.
أواخر أكتوبر من العام 2017م، صدر قرار بتعيين كهلان علي القبلي، نجل الشيخ علي القبلي، مديراً لإدارة أمن الجوبة خلفاً للعقيد أحمد صالح الحسيني، أحد أبناء أسرة آل حسين، والذي أعفته من منصبه دون تعيينه في أي منصب آخر.
غفلت السلطة المحلية بمحافظة مأرب عن طبيعة العلاقات الاجتماعية بين أسرتي المدير السابق والأخير، وتجاهل وجهاء وأعيان قبيلة آل صياد خطورة ذلك القرار وتداعياته السلبية نتيجة الاحتقان والتوتر بين الأسرتين.
ونتيجة ذلك رفض مدير أمن الجوبة السابق مغادرة منصبه وتسليم إدارة أمن الجوبة لخلفه المعين بقرار رسمي، واستغل المدير السابق وجود مبنى إدارة أمن المديرية ومجمعها الحكومي في مناطق أسرته آل حسين أحمد وسط الجوبة.
تطور القضية
مطلع فبراير من العام الجاري 2019، نصب ابناء آل حسين قطاعاً قبلياً في منطقة خضير وسط الجوبة، بحجة رواتب متوقفة يطالبون بصرفها لهم، وقاموا باحتجاز ناقلة محملة بالمشتقات النفطية كانت في طريقها إلى صنعاء، للضغط على السلطات المحلية في المحافظة وقادة الوحدات العسكرية التي ينتمون إليها.
وفي تفاصيل أكثر عن القضية تقول الناشطة في مجال حقوق الانسان فاتن الذيابي في حديث لـ “المشهد اليمني” ان حملة امنية تحركت من محافظة مأرب للافراج على ناقلة النفط المحتجزة لدى آل حسين أحمد واشتبكت معهم مما اسفر عن مقتل الشاب زبن الله مبخوت الحسيني.
وأكدت الناشطة الذيابي وهي من أبناء المنطقة، ان القطاع لم يكن الوحيد في المنطقة وليس الأول، حتى تخرج حملة أمنية من مأرب على خلفية احتجاز ناقلة واحدة، وقد كان بالامكان اخلاء سبيلها بدون بدون قتال خصوصاً ان وجهاء آل حسين يسعون في ذلك قبل وصول الحملة.
وترى الذيابي ان السبب الرئيسي في كل ما حدث من اقتتال وإراقة دماء بين آل حسين وآل القبلي هو تعيين كهلان القبلي بدلاً عن احمد صالح الحسيني، دون تعيين الأخير في أي منصب آخر.
تجاهل القبيلة وغياب الدولة
اتهم ابناء آل حسين كهلان القبلي بالوقوف وراء الحملة الأمنية التي خرجت عليهم وتسببت في مقتل أحد أبنائهم، وبلغ الصراع بين الأسرتين ذروته، ونتيجة ذلك لم يتمكن كهلان القبلي من استلام إدارة الأمن ومباشرة عمله، مما دفع وسطاء إلى تسليمها لضابط في أمن الجوبة من محافظة البيضاء يدعى “الفرزعي”.
وعلى الرغم من تطور الخلاف إلا ان قبيلة آل صياد ممثلة بشيخها علي القبلي وبقية وجهائها من آل حسين أحمد وغيرهم، لم يتداركوا خطورة الصراع ولم يسعوا في حل القضية جذرياً وتقديم ما يرضي آل حسين أحمد، ويحل التوتر بين الطرفين، والتواصل مع السلطة المحلية بمحافظة مأرب حول قرار التعيين وإشعارهم بتداعياته السلبية ومدى خطورته على النسيج الاجتماعي للقبيلة.
الدولة من جانبها استمرت في التطنيش وعدم اتخاذ قرارات تحول دون تطور القضية وتصون الطرفين من القتال، خصوصاً في ظل عدم تمكن مدير أمن الجوبة الذي عينته مؤخراً من مزاولة عمله، ما يشير إلى وجود مشكلة تستدعي حضور الدولة وحل كافة الاشكاليات سملياً بما يقتضيه ذلك وتعيين مدير متوافق عليه من قبل الطرفين لثبت وجودها وتحافظ على النسيج الاجتماعي لأبناء المنطقة كونها المسؤول الأول عن أمن وسلامة المواطنين.
حدث ما يخشاه الجميع
في ظل استمرار الاحتقان بين مدير الأمن السابق لمديرية الجوبة العقيد أحمد صالح الحسني والمدير الأخير العقيد كهلان علي القبلي، نتيجة استمرار سريان قرار الاقالة والتعيين، وعدم اتخاذ القبيلة أو السلطة المحلية أية قرارات تمتص ذلك الاحتقان وتعيد المياه إلى مجاريها، حدث ما يتوقعه الجميع ويخشاه.
مساء الخميس الماضي 29 اغسطس 2019, أقدم مسلحون من آل حسين أحمد على إطلاق النار من أسلحتهم الشخصية على سيارة كهلان القبلي في منطقة العمود شمال الجوبة، مما أسفر عن مقتله على الفور.
وأقدم آل حسين أحمد على قتل مدير أمن الجوبة كهلان القبلي على خلفية مقتل الشاب زبن الله مبخوت الحسيني بتاريخ 2 فبراير 2019، على يد حملة أمنية.
وتقول الناشطة فاتن الذيابي، في حديثها لـ “المشهد اليمني” فور مقتل كهلان القبلي في منطقة العمود هاجم آل القبلي ومن معهم قرية آل حسين أحمد بمختلف الأسلحة ودارت مواجهات استمرت لساعات وأسفرت عن مقتل الشاب فهد ناجي الجمال الحسيني، والشاب عوض حسين مساعدالحسيني، مؤكدة ان كلا الشابين لا علاقة لهما بقتل نجل القبلي ولم يشاركا في قتله.
وأشارت الذيابي إلى ان النفوذ والمشيخة والمحسوبية كانت أسباب رئيسية في كل ما حدث، مشيرة إلى ان السلطة تعتقد انها قدمت معروف للشيخ علي القبلي من خلال تعيين نجله مديراً لأمن الجوبة، إلا أنها تسببت في مقتله ومقتل 3 من آل حسين، ومزقت النسيج الاجتماعي لقبيلة صياد وعلى وجه الخصوص فخذ آل زامل الذي ينتمي إليه آل القبلي وآل حسين أحمد.
وأضافت : قد كان الأجدر بالشيخ علي القبلي رفض هذا القرار الذي يشق عصا قبيلته ويسبب الاقتتال بين أبنائها، وقد الأولى بالسلطة المحلية في محافظة مأرب دراسة قرارات التعيين قبل إصدارها والحذر من القرارات والتعيينات التي تشق صف المجتمع الماربي وأبناء القبيلة الواحدة، داعية إلى الاعتبار من هذه الحادثة والحرص من عدم تكرارها والسعي في حلها.