سلط تقرير لصحيفة “واشنطن بوست” الأميركية الضوء على كيفية استغلال الأوكرانيين للطائرات المسيرة من أجل إبادة بطاريات المدفعية الروسية وتدمير مخزون العتاد الروسي في مدينة خيرسون التي تحتل موسكو أجزاء واسعة منها.
وتحاول القوات الروسية الموجودة في منطقة خيرسون جنوبي أوكرانيا السيطرة على خط المواجهة بالقرب من بلدة دودشاني بعد انسحاب استراتيجي على طول الضفة الغربية لنهر دنيبر.
وفي غضون ذلك يحاول الجيش الأوكراني استعادة المزيد من الأراضي قبل وصول تعزيزات روسية متوقعة بعد قرار الكرملين المتعلق باستدعاء الجنود الاحتياط.
تقول الصحيفة إن وحدة “فالكون” التابعة لقوات الدفاع الإقليمية الأوكرانية في كريفي ريه سمحت لمراسليها بتغطية يوم من المعارك الجارية هناك.
تستخدم وحدة “فالكون” طائرات مسيرة صغيرة أوكرانية الصنع من طراز “Leleka-100″ القادرة على البقاء في الجو لنحو ساعتين وقطع مسافة تقدر بنحو 40 كيلومترا.
يركز أعضاء الوحدة على اكتشاف ما يسمونه بـ”الأهداف السمينة” المتمثلة بالعربات المدرعة واحتياطات الذخيرة وبطاريات المدفعية الروسية.
في منطقة خيرسون ذات التضاريس السهلية، يصعب على الروس إخفاء معداتهم من رصد الطائرات المسيرة الأوكرانية.
في إحدى المرات تمكنت وحدة “فالكون” باستخدام الطائرات المسيرة من اكتشاف بطارية المدفعية الروسية متخفية بين الأشجار. على الفور أرسلت الإحداثيات للمدفعية الأوكرانية، وبعدها بقليل شوهدت أعمدة الدخان تتصاعد.
يقول أحد مشغلي الطائرات الأوكرانية المسيرة إن مهمتهم تتركز في تحديد الهدف ومدى قوة تحصيناته وأهميته، بينما تتولى المدفعية التي قدمتها الولايات المتحدة لكييف مهمة تدمير الأهداف.
وتبين الصحيفة أن معظم أفراد وحدة “فالكون” لم تكن لديهم أي خبرة قتالية قبل الغزو الروسي، حيث عمل بعضهم مصورين لقنوات تلفزيونية محلية قبل الحرب.
وخسرت القوات الروسية 500 كلم مربع من الأراضي في منطقة خيرسون بجنوب أوكرانيا، ونجت بصعوبة بالغة من الطوق الذي ضرب حول بلدة ليمان الاستراتيجية التي باتت تحت سيطرة القوات الأوكرانية.
واستهدفت كييف جسورا في هذه المنطقة مرارا من أجل تعطيل الإمدادات اللوجستية للقوات الروسية.
ويشن الجيش الأوكراني هجوما على جميع الجبهات منذ بداية سبتمبر، وقد استعاد بالفعل القسم الأكبر من منطقة خاركيف في الشمال الشرقي، ومناطق لوجستيّة مهمّة مثل إيزيوم وكوبيانسك وليمان. وفي المنطقة الأخيرة الواقعة في الشرق، وصل الجيش الروسي الذي كان شبه محاصر، إلى شفير كارثة.