من اليمن الكبير إلى دويلة بوادي حضرموت.. “باتيس” أنموذج مصغر لانتهازية الإخوان
فري بوست //
عقب فشل التمرد المسلح الذي قادته التشكيلات العسكرية والأمنية الموالية لجماعة الإخوان ضد محافظ شبوة مطلع أغسطس الماضي، غرد القيادي في الجماعة صلاح باتيس متوعداً بانتصار مشروع “اليمن الاتحادي الكبير” ضد ما أسماها “مشاريع الإمامة والتمزيق والعصبيات المنتنة”.
حديث باتيس المنتمي لمحافظة حضرموت جاء، حينها، في سياق حملة إخوانية ضخمة صورت تمردها ضد السلطة الشرعية في شبوة بأنها معركة للحفاظ على الوحدة ضد مشروع انفصال الجنوب عن الشمال وتمزيق اليمن، كما تزعم.
صراخ باتيس، في سياق حملة الإخوان باسم الوحدة، لم يصمد أكثر من شهرين حتى خرج الرجل ومن خلفه إعلام الجماعة رافعين راية “دولة حضرموت”، وليصرخ الرجل نافياً أي ارتباط لحضرموت بالجنوب وحتى باليمن الكبير الذي توعد سابقاً بانتصاره.
باتيس، الذي نشر على حائطه في “الفيس بوك” عقب أحداث شبوة صورة لعلم اليمن مع دعاء بتمزيق كل من أراد “تمزيق اليمن”، يشدد اليوم على أن تكون حضرموت دولة ثالثة الى جوار دولة في الشمال وأخرى على ما تبقى من مساحة الجنوب.
تناقض صارخ يكشف حجم الانتهازية التي تمارسها جماعة الإخوان تحت لافتة الشعارات الوطنية باتخاذها كوسيلة ضمن وسائل متعددة لتحقيق غايتها ومصالحها، حتى وان كانت هذه الوسائل متناقضة وتشكل لها فضيحة أخلاقية قبل ان تكون فضيحة سياسية.
حديث باتيس “الانفصالي” يأتي اليوم في سياق توجه إخواني لإثارة نزعة “الانفصال” لدى قبائل وادي حضرموت، وتجسد في الدعوات التي تم توجيهها للتظاهر عصر اليوم الجمعة في مدينة سيئون للمطالبة بـ”دولة حضرموت”.
الزج باسم قبائل آل كثير، إحدى أكبر قبائل الوادي والمحافظة، في دعوات التظاهر، دفع برئيس مجلس قبائل آل كثير الشيخ عبدالله صالح الكثيري إلى نفي علاقة القبيلة بهذه الدعوات، كما استدعى رداً قوياً من أحد أبناء القبيلة وهو الناطق الرسمي للمجلس الانتقالي علي الكثيري.
حيث نشر الكثيري منشوراً على حائطه في “الفيس بوك” أرفقه بصورة لمنشور تحريضي من باتيس لأبناء حضرموت للتظاهر، مهاجماً قيام الرجل وجماعته بالتستر “خلف قبيلة بحجم قبيلة آل كثير”، مؤكداً بأن ذلك “منكر ينبغي التصدي له”.
ناطق الانتقالي شن هجوماً عنيفاً ضد باتيس وجماعة الاخوان وقال بأنهم يحاولون “أكل الثوم بأفواه قبيلة أصيلة بحجم قبيلة آل كثير”. وتوعدهم بالقول: “لكن لن تمروا.. والله إنكم لمهزومون وواهمون فمشروعكم القميء ترفضه حضرموت بأسراها، والأيام بيننا”.
تصعيد الإخوان “الانفصالي” في حضرموت يراه مراقبون تأكيداً للأنباء التي تحدثت عن بدء إجراءات إخراج قوات المنطقة العسكرية الأولى عقب وصول لجنة عسكرية سعودية يوم الأربعاء الماضي الى مدينة سيئون ولقائها بقيادة المنطقة التي يطالب أبناء وادي حضرموت بإخراجها من مناطقهم وإحلال النخبة الحضرمية بدلاً عنهم.
وتدرك جماعة الإخوان بأن خروج قوات المنطقة العسكرية الأولى يعني انتهاء نفوذهم في محافظة حضرموت، ما سيشكل ضربة قاصمة لوجودهم على الخارطة السياسية في الجنوب بشكل عام، وهو ما يفسر لجوءهم إلى رفع ورقة “الانفصال” حتى وإن فضحت مزايدتهم باسم “الوحدة.