مع توجه المجلس الرئاسي إلى إصلاح المؤسسة العسكرية والأمنية عبر إصداره قرارا بتشكيل اللجنة الأمنية والعسكرية المشتركة، لتحقيق الأمن والإستقرار، وإعادة هيكلة القوات المسلحة والأمن بموجب المادة رقم (5) من إعلان نقل السلطة في اليمن، عملت جماعة الإخوان المسلمين ممثلة بحزب الإصلاح على افشال اللجنة بهدف الإبقاء على الوضع كما هو عليه.
اللجنة المكونة من 59 عضوا برئاسة اللواء الركن هيثم قاسم طاهر أوكل إليها مهمة تحقيق الأمن والإستقرار من خلال اعتماد السياسات التي من شأنها منع حدوث أي مواجهات مسلحة وتهيئة الظروف واتخاذ الخطوات اللازمة لتحقيق تكامل القوات تحت هيكل قيادة وطنية موحدة في إطار سيادة القانون، وإنهاء الإنقسام في القوات المسلحة ومعالجة أسبابه.
وقد شعر حزب الإصلاح أن مهام اللجنة من شأنها انهاء سيطرته على المؤسستين العسكرية والأمنية، والتي قام بتحويلهما خلال فترة حكم هادي إلى مؤسسة تابعة للحزب عبر التعيينات المخالفة للقانون، ما جعله عقب تشكيل اللجنة الرئاسية يسارع للدفاع عبر ناشطيه الإعلاميين عن “جيش المدرسين” الذي تم تشكيله خلال السنوات الماضية.
إعلاميو وناشطو جماعة الإخوان نشروا في وسائل التواصل الإجتماعي هاشتاج بعنوان “جيش المدرسين” للتعبير عن رفضهم إجراء أي تعديلات على المؤسسة العسكرية والأمنية بوضعها الحالي، ورفضهم أي اصلاحات تستهدف الجيش وتنهي الإنقسام فيه.
الدكتور صادق القاضي، وفي مقال له نشره بصفحته بالفيس بوك قال، إن هناك آلاف المدرسين التابعين للجماعة تم زجهم خلال سنوات المقاومة في الجيش على حساب الكوادر العسكرية المحترفة، وهذا يفسر من زاويته فشل الشرعية والمقاومة في تعز وفي غيرها طوال السنوات السابقة”.
وأضاف “القاضي، إن هذا الفشل لم يأتِ من فراغ.هذه العناصر الإخوانية حولت معركة الشرعية ضد الحوثي إلى معركة للإخوان ضد خصومهم في الشرعية، والعمل لإقامة دول وإمارات خاصة للإخوان تحت مظلة الشرعية. فضلا عن الإستقواء بالسلاح. واستغلاله كأداة للإثراء الشخصي”.
وأشار “القاضي”، إلى أن المدرسين العسكر تركوا تحرير صنعاء، واتجهوا إلى استحداث جبهات أخرى، كمعاركهم ضد شركاء السلاح، واستثماراتهم التي لم تنتهي بفتح شركات للإستثمار في تركيا وماليزيا ومصر وأمريكا اللاتينية، وشركات ومحلات صرافة في الداخل. مضيفا أننا كنا في الماضي نطالب بتطوير دولة النظام والقانون والمؤسسات. بالفصل بين الدين والدولة. واليوم لا نجرؤ على المطالبة بالفصل بين وزارة التربية ووزارة الدفاع!”
الناشط محمد السدح، غرد بالفيس بوك قائلا “مش عيب إن المدرسين يكونوا جنود في الجيش، العيب إنك تقصي العسكريين وتبدلهم بمدرسين وتلاميذ والعيب الأكبر أن هؤلاء المدرسين لم يمثلوا جيش لليمن ولكنهم يمثلوا جيش لحزب واحد فقط، والعيب الأخير هو إنك تعمل كشوفات 450 ألف جندي وفي الواقع 2000 أستاذ خريج التحفيظ”.
وكان وزير الدفاع السابق قد اعترف أن 70٪ من قوام الجيش الذي يقترب من نصف مليون فرد، هي أسماء وهمية تتواجد في الكشوفات فقط، دون أي تواجد لها على الميدان.
وما بين سنوات مرحلة هادي العجاف وفوضى التجنيد والكشوفات الوهمية باستحواذ الإخوان على قرار الشرعية ومعظم التعينات، لاسيما في أهم المؤسسات كمؤسستي الجيش والأمن، دون أي كفاءات أو تدريب وتأهيل، وبين بدء خطوات المجلس الرئاسي في ترتيب وإعادة هيكلة الجيش لإصلاح مافسده هادي والإخوان، باتت عيون اليمنيين شاخصة لتحقيق حلم طال انتظاره من خلال جيش متدرب يعمل للوصول الى تحرير كامل لإستعادة الدولة ومؤسياتها من مليشيا الحوثي والإنقلابية بعد عجز جيش الإخوان عن ذلك السنوات الماضية .