بيت الإخوان يتفتت من الداخل.. (تفاصيل)
– فري بوست- متابعات
كشفت معلومات حصل عليها “سكاي نيوز عربية” من مصادر مصرية مطلعة، وقوع موجة جديدة من الانشقاقات داخل صفوف جماعة الإخوان الإرهابية على مدار الأسبوع الماضي؛ إثر استمرار أزمة الصراع الداخلي المحتدم والاتهامات المتبادلة بين قيادات التنظيم بالفساد المالي والأخلاقي.
وأوضحت المصادر أن عشرات قدموا استقالات جماعية من التنظيم خلال الأيام الماضية، بعد القرارات الأخيرة المتبادلة بين القيادات، وكان أبرزها عزل مرشد إسطنبول مصطفى طلبة من جانب قيادة لندن التي يترأسها إبراهيم منير، ثم الرد من جانب المجموعة الأولى ببطلان القرار.
وبحسب المصادر، جاء في نص الاستقالات التي تم تداولها داخلياً بشكل كبير، أن القواعد، وجميعهم من إخوان مصر، قد فقدوا ثقتهم كاملة في القيادة المركزية، وباتت صورة الثانية مشوهة إلى حد كبير بعد الاتهامات المتبادلة من الطرفين، فكان من الأفضل اعتزال العمل التنظيمي؛ للشعور بالصدمة جراء ما كشفته الخلافات الحديثة من زيف لشعارات الجماعة.
ويعزو أحد المصادر سبباً آخر لحالة العصيان، يتعلق بوقف الدعم المالي الذي كان يقدم بشكل شهري لعدد من الأسر الإخوانية داخل مصر منذ عام 2013، ولكنه توقف بشكل شبه كامل؛ بسبب أزمة الصراع الداخلي المحتدم، وهو أمر صعب بالنسبة للقواعد التنظيمية، خاصة أن الصراع القائم سببه قضايا اختلاس مالي واتهامات متبادلة بهذا الصدد بين الطرفين.
وخلال الأسبوع الماضي دخل الصراع الإخواني مرحلة متطورة من التراشق الإعلامي والقرارات الحاسمة على مستوى الجبهتين، وفي بيان له وصف القائم بأعمال المرشد إبراهيم منير قيادات إسطنبول بأنهم “ليسوا من الإخوان”، فيما اعتبره المراقبون تطوراً تاريخياً لأزمة الصراع الإخوانية، وصل حدّ التبرؤ من مجموعة لصالح أخرى.
ويرى الباحث المصري المختص بالإسلام السياسي والإرهاب منير أديب، أن حالة التشظي والانهيار التنظيمي ستظل قائمة ومحتدمة داخل جماعة الإخوان الإرهابية، في ضوء استمرار الصراع الراهن، والذي كشف الكثير من الادعاءات التي روجت لها الجماعة على مدار 90 عاماً وأقنعت قواعدها التنظيمية بصدقها.
وبحسب حديث الباحث المصري لـ”سكاي نيوز عربية”، أفرز الصراع الراهن رأسين لقيادة التنظيم هما مجموعة لندن بقيادة إبراهيم منير ومجموعة إسطنبول بقيادة محمود حسين، فيما أثر على القواعد التنظيمية على أربعة مستويات، الأول فضل الخروج من التنظيم والانشقاق عن الهيكل، والثاني جمد عضويته لحين الفصل في مسألة النزاع، بينما انقسم الآخران بدعم أحد طرفي الصراع.
وحول مآلات الصراع يرى أديب أن محمود حسين يبدو وقد حسم الصراع، لكن في الوقت ذاته تظل تحت أيدي منير مجموعة لا يستهان بها من القواعد التنظيمية والروابط الإخوانية، خاصة وأنه نجح في حشد قيادات تاريخية بارزة لصالح معسكره، مؤكداً أن الصراع سيظل مستمراً لفترة طويلة، ولا يتوقع أن يتنازل أي طرف عن مطالبه خاصة أن القيادات التاريخية انحازت لأحدى الجبهتين، وهذا يعني أن حل الأزمة بات أمراً مستحيلاً.
ومؤخراً، تم الترويج لما أطلق عليه الصراع الداخلي في التنظيم الإرهابي بين جبهتي إبراهيم منير القائم بأعمال المرشد والمقيم في بريطانيا، ومحمود حسين القيادي في التنظيم ومجموعته، والمقيم في تركيا.
وتم التصدير إعلامياً لحالة من الغليان منذ إعلان القائم بأعمال المرشد العام لجماعة الإخوان إبراهيم منير رسمياً قرار حل المكتب الإداري لشؤون التنظيم بتركيا وكذلك مجلس شورى القُطر، في يونيو الماضي، وكذلك تأجيل الانتخابات الداخلية التي كان من المرتقب إجراؤها خلال أسابيع لاختيار أعضاء مجلس الشورى العام لمدة 6 أشهر.