الرئيسية / أخبار اليمن / طي صفحة سلطة شبوة وإزاحة غمامة الإخوان

طي صفحة سلطة شبوة وإزاحة غمامة الإخوان

 

 

– فري بوست- متابعات

 

نجح الحراك القبلي في محافظة شبوة، في حشر السلطة المحلية الموالية لحزب الإصلاح الفرع اليمني لتنظيم الإخوان الإرهابي، في زاوية ضيقة، بمساعدة التجاوزات الكبيرة التي وقعت فيها منذ استيلاء التنظيم على المحافظة بقوة السلاح في أغسطس 2019.

إذ حملت التطورات بما فيها مغادرة المحافظ محمد صالح بن عديو، إلى الرياض، ووصول البرلماني والزعيم القبلي البارز في شبوة عوض ابن الوزير العولقي، إلى عتق، إشارات صريحة إلى أن تنظيم الإخوان يعيش أيامه الأخيرة كسلطة أيديولوجية منفردة بالمحافظة.

في الأثناء؛ تبدو المسألة مجرد وقت لا أكثر، وتتخفف المحافظة الساحلية التي تمتد لأكثر من مئتي كيلومتر على بحر العرب والغنية بالنفط والغاز، من عبء تنظيم الإخوان وتركة ثقيلة من الفساد والانتهاكات والإقصاء، وتطوي حقبة هي الأسوأ على الإطلاق.

وتشير المصادر إلى ترتيبات تجري حاليا على مستوى الرئاسة اليمنية والتحالف العربي، لجهة الإصغاء لمطالب أهالي شبوة، لوضع حد لهيمنة “الإخوان” المطلقة على المحافظة وثرواتها، ذلك أن تحرك رجال القبائل لنقل الاعتصام من مديرية نصاب إلى مدينة عتق عاصمة المحافظة عجل بهذا السيناريو.
لماذا يجب إقالة المحافظ ابن عديو؟

تسيطر جماعة الإخوان منذ أربع سنوات، على محافظة شبوة، وقامت في سبتمبر/أيلول الماضي بتسليم مديريات بيحان الثلاث (غرب) لمليشيا الحوثي، ما أثار غضب رجال القبائل المحلية ورفع من منسوب الحراك الشعبي لإسقاطها.

وكان الحوثيون نجحوا في السيطرة على مديريات بيحان الثلاث في غربي شبوة دون قتال، بسبب تواطؤ جماعة الإخوان، الأمر الذي منحهم مرونة أكبر في التقدم نحو مأرب المجاورة، وإسقاط 5 بلدات مهمة، وجعلهم يضعون موطئ قدم في البوابة الجنوبية للمدينة.

وأثار تسليم بيحان للحوثيين صدمة في أوساط قبائل شبوة، التي باتت تخشى من نجاح المليشيا الموالية لإيران في اقتطاع المزيد من المناطق، بعد الانتهاء من السيطرة على مأرب، لا سيما مع تطور التعاون الإخواني – الحوثي ضمن مخطط إقليمي.

وبفعل هذه التراكمات التي كان آخرها تسليم بيحان، حسمت قبائل شبوة أمرها فيما يتعلق بالموقف من وضع حد لهيمنة وفساد سلطة “ابن عديو” الغارقة في خدمة مصالح جماعة الإخوان على حساب السكان، وفي ملفات فساد، وهدر موارد المحافظة، التي كانت تمثل رافدا مهما لخزينة الدولة اليمنية.

ودفع هذا الوضع الزعيم القبلي البارز عوض بن الوزير العولقي إلى العودة إلى شبوة بعد غياب طويل لاستنهاض القبائل والتحرك عمليا في مواجهة التهديدات الحوثية وخيانات جماعة الإخوان.

ويبدو أن التطورات المتسارعة في شبوة أثارت قلق التحالف العربي، بقيادة السعودية، التي تخشى من تداعيات انفجار الوضع في المحافظة، وتسعى للتوصل إلى تفاهمات من بينها تنفيذ كامل بنود اتفاق الرياض الذي ينص على إقالة المحافظ محمد صالح ابن عديو.

بينما يدفع حزب الإصلاح، باتجاه تفجير الوضع عسكرياً ضد أبناء شبوة، بغية الاستمرار، إلى أبعد مدى، في الاستيلاء على موارد المحافظة بعيدا عن سلطة الحكومة الشرعية، ورهن مصيرها المحافظة بأجندتهم المفتوحة على إملاءات رعاتهم الإقليميين.

ومنذ إحكام سيطرته على شبوة بعد معركة أعد لها جيدا، عمل حزب الإصلاح على فرض واقع جديد، وحول المحافظة إلى معقل خاص، إذ يستولي على عائدات مبيعات النفط لحسابه الخاص، في وقت يقبع فيه اليمنيين في مناطق نفوذ الحكومة الشرعية، تحت وطأة أزمة إنسانية هي الأسوأ، مع انهيار الريال اليمني وارتفاع الأسعار إلى مستويات غير مسبوقة.