– فري بوست- متابعات
تتفاقم الأزمة المعيشية في حاضرة لحج ”الحوطة“ ويشكو السكان من عدم تمكنهم من الحصول على أدنى مقومات الحياة فيما تتفشى البطالة بشكل غير مسبوق كنتيجة مترتبة عن جمود السوق يكافح آلاف السكان ضد أعباء الحياة اليومية التي غدت شاقة وقاسية جداً.
وقاد انهيار سعر صرف الريال اليمني إلى مرحلة انحدار جديدة للأوضاع المعيشية في البلاد الرازحة تحت توترات أمنية وحرب مستمرة منذ عام 2015م، وخلال الأيام الماضية شهدت العملة المحلية تراجعاً قياسياً جديداً حيث بلغ سعر الدولار الواحد في المحافظات الواقعة تحت سلطة الحكومة قرابة 1600 ريال للمرة الأولى في تاريخ البلاد.
ويشير عمال وتجار من سكان ”المحروسة“ إلى حالة جمود استثنائي تعيشه الأسواق التجارية وسوق العمل حيث أودى الانهيار المستمر لقيمة الريال اليمني – بما تبقى من فرص عمل ما يجعل المدينة تقف على شفير مجاعة كبيرة حد وصفهم.
ويوضح التاجر أبو إبراهيم خلال حديثه أن” حركة البيع والشراء شبه متوقفة في متجره الواقع بمدينة الحوطة حيث يبيع المواد الغذائية مضيفاً: ما في حركة.. فالأسواق أصبحت جامدة والناس طفرانه.
بينما يؤكد عبد العزيز وهو تاجر خضراوات بالمدينة ” أن أصنافاً عديدة من الخضار غدت باهظة الثمن في ظل ضعف على طلب الخضار والفاكهة، ويتابع أن كيلو الطماطم وصل بـ 3 الف ريال، بالإضافة إلى اسعار الفواكة حدث ولا حرج، حيث أصبحت الفاكهة للتفرجة فقط نتيجة ارتفاع اسعارها مضيفاً: “الأسعار مثل البورصة لكنها لا تهبط بل إلى ارتفاع دائم.
*الغلاء يطال ”الروتي“*
في ظل تدني قيمة الريال اليمني لجأت السلطة لأنقاذ ما يمكن إنقاذه إلى اتخاذ آلية دعم مادة الدقيق كمرحلة حتى هذه الخطوة لم تفلح في انهاء هذه الأزمة حيث لاتزال أغلب أفران الروتي تشهد زحام وتدافع بين الناس وكأنك يا ابو زيد ماغزيت.
ولا يخفي مواطنون عديدون خلال حديثهم قلقهم من الأيام القادمة التي ربما تحمل متاعب وأعباء أكبر فـ “سياسة الحكومة وفشل إدارة البنك المركزي والحرب الدائرة فاقمت من مُعآناة الناس والبعض وصفها بالمجاعة.
*ننتظر لطف الله*
أدى الانهيار الكبير في العملة إلى ارتفاع ملحوظ في أسعار مختلف المواد الغذائية بما فيها ذلك الأساسية وقالت منى محمد وهي ربة منزل تسكن في حي شعبي بالمدينة ” إن الأسعار أصبحت جنونية بشكل لايوصف، وأضافت نذهب للسوق لشراء بعض مستلزمات البيت فنعود ونحن نحمل كتلة كبيرة من الهم جراء الارتفاع الكبير للأسعار.
وتقول : خلال أقل من عشرة أيام ارتفعت الأسعار قرابة 50٪ فيما الكثير من الناس بدون سيولة نقدية خاصة فئة الأمن والجيش أصبحنا نفكر كثيراً في كيفية شراء المستلزمات الأساسية هذا إن استطعنا أن نحصل عليها كل شيء مرتفع ولا وجود لأي حلول ننتظر فقط لطف الله.
*الجوع يطرق أبواب الناس*
وقال المواطن شريف محمد إن ”الجوع يطرق أبواب الكثير من سكان مدينة الحوطة وسط عجز واضح من قبل السلطات في معالجة أزمة ارتفاع الأسعار وأضاف ”ثمة أسر تعيش ظروفا أشبه بالمجاعة حيث أصبح الشاي نوعا من الرفاهية فيما شرب الماء النقي أصبح مقصورا على بعض الأسر بينما نسمع عن وجود أسر عفيفة تأكل وجبة واحدة على روتي وفول أو على ماء.
*دفع عمولة*
الكثير من الناس يشكون ما أسموه تحويل المبالغ المالية من لحج إلى المناطق الخاضعة تحت سيطرة مليشيا الحوثي حيث ينبغي دفع أكثر من المبلغ المحول كعمولة تحويل بسبب فارق سعر الصرف بين المناطق وأدى هذا الأمر إلى تكبد كثير من المواطنين خسائر مالية كبيرة جراء تباين سعر العملة وعزوف البعض عن التحويل المالي من مناطق الحكومة إلى الأخرى الواقعة تحت سيطرة مليشيا الحوثي.
*الغلاء يلتهم مايملكه الناس*
يقول متابعون إن المنطقة يمكن أن تشهد مجاعة كبيرة قريباً ومن المرجح أن سياسة الحكومة والبنك المركزي الفاشلة من جهة واحتكار معظم القطاع الاقتصادي والاستثماري بيد جهة واحدة سيدفعان نحو تحقيق ما يخشاه السكان.
ويقول أبو خالد أحد المواطنين: معظم العمال لا يجدون عملاً اليوم.. الغلاء يلتهم ما يملكه الناس من نقود، أما ناصر وهو مواطن آخر فيشير إلى حالة الحزن والقلق التي يلمحها بين أفراد المجتمع وذلك ”خوفاً من الجوع القادم.. الله يستر.. بكرة يمكن ما نقدر نشتري الخبز.
عدن تايم