- فري بوست- متابعات
ناقش برنامج ’’من الإخر‘‘ الذي تقدمه الإعلامية فاطمة اسماعيل على قناة الغد المشرق تدهور العملة كونها القضية التي فاقمت معاناة المواطنين، وأدت الى ارتفاع أسعار المواد بشكل غير مسبوق ، وأفقد التدهور السكان شراء حتى ابسط المتطلبات الأساسية للأسرة ، حيث وصلت قيمة الريال أمام الدولار خلال الأيام الماضية إلى اكثر من الف واربعمائة ريال ، وهو تدهور تاريخي والأسوأ طبعًا في تاريخ الريال اليمني.
وسلطت الحلقة الضوء على عدم استقرار قيمة الريال اليمني أمام العملات الأجنبية وذكرت أسبابٌ عدة تقف وراء هذا التدهور، في المقدمة تأتي الارتفاع الكبير في الطلب على العملات الأجنبية مقابل وجود عرض محدود من النقد الأجنبي، والفساد المستشري داخل أروقة المؤسسات الحكومية. اضافة إلى أن الكثير من المؤسسات الحكومية لا تصل إيراداتها إلى البنك المركزي إنما تذهب إلى جيوب قيادات عسكرية وسياسية أو حكومية بمعنى أن غالبية الإيرادات تتقاسم بين عصابات فاسدة لا تكترث بالتدهور الاقتصادي الحاصل في البلاد.
ويأتي أيضا على رأس الأسباب، التلاعب بسعر الريال من قبل شبكات الصرافة التي باتت منتشرة اكثر من عدد البقالات، وعدم توريد هذه الشبكات العملات إلى البنك المركزي، إنما تقوم ببيعها على التجار، والكثير منها تورد إلى ميليشيات الحوثي الانقلابية وفق معلومات مؤكدة ، مضاف إلى هذا، لجوء التجار إلى شراء العملات الصعبة من أجل شراء المواد وحتى القات من المناطق التي تسيطر عليها المليشيات الحوثية.
يحولون العملة الجديدة، إلى الدولار أو الريال السعودي، ثم يقومون ببيعه في مناطق سيطرة المليشيات الانقلابية لأخذ الطبعة القديمة، وهنا المستفيد الأول هي المليشيات..
وتطرقت الحلقة إلى تدهور مستمر للريال وحلول بلا نفع مشيرة إلى أن الحكومة اتخذت عدة إجراءات وقررت إلغاء جميع التعاملات والعقود التجارية الداخلية بالعملة الأجنبية، واقتصار التعامل الداخلي بالعملة الوطنية بما في ذلك إيجار العقارات، وتوريد الإيرادات إلى الحساب العام للحكومة، وفرضت قيود على واردات السلع الكمالية.وأعلنت أيضا، إغلاق ستين شركة صرافة بتهمة التلاعب بأسعار الصرف ومخالفة إجراءات البنك المركزي. وقالت إنها بدأت الاستفادة من حقوق السحب الخاصة لليمن من صندوق النقد الدولي.أيضا، أعلن البنك المركزي عن إقامته مزاد بيع وشراء العملات الأجنبية، ضمن محاولة تلبية طلبات لعملاء البنوك التجارية، وتحقيق ثبات سعر الصرف وإعادة الدورة النقدية إلى الجهاز المصرفي.
ومضت على هذه الإجراءات عدة أيام والكثير منها عدة أسابيع، لكن الوضع الاقتصادي كما هو مستمر في التدهور وكل يومٍ نحو الأسوأ.
وأوضحت الحلقة أن اكثر ما خلفه التدهور، كان أزمة معيشية قاسية تكبدها السكان نتيجة الغلا الفاحش لكل شيء .