لماذا يتذمر حزب الإصلاح من تنفيذ اتفاق الرياض ويحاول تعطيله؟
فري بوست- متابعات
في الوقت الذي تسير عمليات الانسحاب المتبادلة بين القوات المسلحة الجنوبية، وقوات ومليشيا حزب الإصلاح الإخواني المحسوبة على الشرعية اليمنية من أبين، كما هو مخطط لها، وسط ترحيب جنوبي كبير، يأتي التذمر والانزعاج من قبل الإخوان وإعلامهم، ليس من تنفيذ الشق العسكري من اتفاق الرياض، بل من الاتفاق بشكل عام.. فما هي أسباب هذا التذمر والانزعاج؟ هذا ما سنحاول الإجابة عليه.
ترحيب جنوبي وتذمر إخواني
ومع دخول الانسحابات المتبادلة في أبين بين القوات المسلحة الجنوبية، والقوات والمليشيات الإخوانية المحسوبة على الشرعية اليمنية في أبين يومها الخامس (إلى يوم أمس) وفق خطة التحالف العربي لتنفيذ الشق العسكري من اتفاق الرياض، يظهر ترحيب وتجاوب جنوبي، وفي المقابل تذمر ومحاولة تعطيل من حزب الإصلاح الإخواني.
جنوبا، أكد المتحدث الإعلامي للقوات المسلحة الجنوبية في محور أبين محمد النقيب: “استكمال القوات المسلحة الجنوبية مساء الأربعاء (أمس) الانسحاب وإعادة التموضع في أبين وفق خطة التحالف”.
وقال النقيب عبر (تويتر): “استكملت قواتنا المسلحة الجنوبية بمحور ابين إعادة التموضع والانتشار وفقا للخطة التي أعدها التحالف العربي ويشرف مياديا على تنفيذها”.
في المقابل، روّج ضباط من حزب الإصلاح الإخواني المحسوبة على الحكومة الشرعية اليمنية، لتعثر عمليات الانسحاب.
وألقوا فشلهم بتحميل الانتقالي الجنوبي هذا التعثر، الذي لم يكن موجودا فعلا، حيث أن التحالف العربي المشرف على الانسحاب أكد تجاوب الطرفين ولم يتحدث عن أي تعثر.
الخطاب الإعلامي تجاه تنفيذ الشق العسكري من اتفاق الرياض، والاتفاق بشكل عام، هو الآخر أظهر ترحيب وتجاوب جنوبي، مقابل تذمر وانزعاج من حزب الإصلاح الإخواني.
لماذا يتذمر حزب الإصلاح من اتفاق الرياض؟
يجيب عن هذا السؤال، الباحث والأكاديمي د. محمود السالمي، الذي قال: “المتابع لوسائل الإعلام المحسوبة على حزب الإصلاح سيدرك بكل سهولة مدى التذمر والمعارضة التي يكنها الحزب لاتفاق الرياض، لا أحد يستطيع أن يقدم تفسيرا وطنيا معقولا لموقف الحزب المعارض للتقارب بين الشرعية والانتقالي الجنوبي، العقل يقول: من مصلحة القوى التي تواجه الحوثي أن توحد صفوفها، وليس ان تمزقها، لاسيما في ظل عدم استطاعة طرف لوحده مواجهته”.
وأرجع د. السالمي سبب تذمر حزب الإصلاح إلى كون الحزب: “لا يتعلم من أخطائه مطلقا، فمنذ ان تأسس ولم يكن محضر خير أو صلح في أي أزمة أو قضية وطنية، أبتدأ من موقفه من وثيقة العهد والاتفاق، ومن حرب 1994م، وحروب صعدة، وصدامات 2011م وختاما بموقفه اليوم من حرب أبين، ومن اتفاق الرياض”.
صب الزيت فوق نار
وتابع السلامي: “حزب الإصلاح تعود أن يصب الزيت فوق نار الأزمات الوطنية المشتعلة، بدلا من ان يسهم في إخمادها، والمشكلة أنه في كل مرة يكتوي بجمر تلك النيران”.
أجندات خارجية تحرك الإصلاح
ويؤكد مراقبون سياسيون أن: “الأجندات الخارجية التي يحملها حزب الإصلاح الإخواني، وعلى وجه التحديد تركيا وقطر، تدفع بالحزب ومواقفه ضمن الحكومة الشرعية اليمنية لتعطيل تنفيذ الشق العسكري من اتفاق الرياض، والاتفاق بشكل عام”.
وأشاروا إلى أن: “الحزب يرى في الانسحابات من أبين خسارة له، لكونها افشلت خططهم لاجتياح عدن والجنوب عسكريا، وبالتالي يسعى ويحاول تجاوز ضغوط التحالف العربي، من خلال تعطيل إتمام عمليات الانسحاب حتى أن كان ذلك عبر التشويه والتحريض الإعلامي الذي يبدوا واضحا من خلال ما تتناوله قناة الجزيرة القطرية التي تحرك وتدير إعلام حزب الإصلاح الإخواني”.
وقالوا: “ولم يقتصر الأمر على قناة الجزيرة، حيث نقلت وكالة الأناضول التركية، تصريحات لضباط في حزب الإصلاح، تفيد بتعثر عمليات الانسحاب على عكس واقع الانسحابات التي تسير وفق الخطط حسب ما أكده التحالف، وهي محاولة لخلط الأوراق”.
وأعتبر المراقبون، في ختام أحاديثهم، أن: “محاولة الجزيرة والأناضول لعكس حقيقة الانسحابات وإظهار فشلها، لا تنفصل عن موقف بلدانهم المناهض لتنفيذ اتفاق الرياض واستهداف جهود التحالف، والذي يؤكد بدوره ارتباط تحركات وتصعيد حزب الإصلاح الإخواني عسكريا وإعلاميا بتلك الأجندات”.