وسائل التواصل منصة جديدة للتسول الإلكتروني
//متابعات//فري بوست//
دعا مواطنون وعلماء دين إلى ضرورة الحذر من رسائل التسوّل التي يتلقونها عبر وسائل الاتصال الحديثة كالهواتف والبريد الإلكتروني ومواقع التواصل الاجتماعي، لافتين إلى أن الغالبية العظمى من تلك الرسائل وسائل نصب على الطريقة الحديثة لأن الشخص المحتاج فعلاً لا يستطيع دفع تكاليف الوسائل الإلكترونية الحديثة، لافتين إلى أن عصابات المتسوّلين تخلت عن أسلوبها التقليدي في التسوّل نتيجة لتضييق الشرطة الخناق عليهم فبدأوا يتوسعون في اللجوء إلى استخدام المنصات والوسائل الإلكترونية الحديثة في التسوّل كبديل عن الأسلوب التقليدي، مشدّدين على ضرورة تكثيف جهود التوعية لمواجهة تلك الظاهرة لكي لا يقع المواطنون ضحية لهؤلاء.
ونصحوا من يتلقى رسائل التسوّل الإلكتروني إما بتجاهلها أو حظر أرقام الهواتف الصادرة منها أو تسجيلها في قائمة المتطفلين، لافتين في تصريحات خاصة ل الراية إلى أن الجمعيات الخيرية في الدولة موجودة وهي تقوم بدورها، ومن يريد دفع الصدقات فعليه أن يقوم بتسليمها إليها، وأن تلك الجمعيات هي الأقدر على توصيل المساعدات للأشخاص الأكثر احتياجاً لها والمستحقين الزكوات والصدقات، داعين إلى ضرورة تخصيص أرقام هواتف وإيميلات أو أي وسيلة من وسائل التواصل تتيح لأفراد المجتمع تحويل رسائل التسوّل التي تصلهم إليها للتأكّد من مدى استحقاق أصحابها للزكاة أو الصدقة وأنهم قد يكونون من المُستحقين لها فعلاً.
د.سلطان الهاشمي:
الشريعة حددت 8 أصناف لمستحقي الزكاة
أكد د.سلطان إبراهيم الهاشمي، العميد المساعد للبحث والدراسات العليا بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية جامعة قطر، أن استخدام الوسائل الإلكترونيّة الحديثة كالهواتف والبريد الإلكتروني ومواقع التواصل الاجتماعي في التسوّل قضية في غاية الأهمية، لافتاً إلى أنه من الناحية الشرعيّة فإنه من المعروف أن المولى عز وجل قد حصر الأصناف المستحقة للزكاة في ثمانية أصناف لا يجوز تجاوزها، وهي كما وردت في سورة التوبة (إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيل فَرِيضَةً مِّنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ)، وأضاف: الآية الكريمة بدأت ب «إنما» وهي كلمة تفيد الحصر، أي أن الزكاة محصورة في هذه الأصناف فقط.
وتابع: نحن بحاجة إلى وضع حلول لمثل هذه الرسائل وأعتقد أن هيئة الأعمال الخيريّة هي المعنيّة بذلك وكذلك الجمعيات الخيرية بحيث يتم تخصيص أرقام هواتف وإيميلات أو أي وسيلة من وسائل التواصل تحوّل عليها هذه الرسائل ومن تصله أي رسالة من هذا النوع يقوم بتحويلها على هذه الأرقام الرسميّة وهم بدورهم يتحققون من صحتها، لأنه قد يكون بعض أصحاب هذه الرسائل من مُستحقي الزكاة أو الصدقة فعلاً.
م.إبراهيم الرميحي:
قصص وهمية لاستدرار عطف الناس
قال المهندس إبراهيم الرميحي: التسوّل الإلكتروني أصبح ظاهرة منتشرة على نطاق واسع ولا يكاد يمر يوم واحد إلا ونتلقى سيلاً من تلك الرسائل التي يردد أصحابها روايات تنفطر من هولها القلوب بهدف استدرار عطف الناس بأقصى درجة ممكنة وفي النهاية نكتشف أن تلك المآسي ما هي إلا قصص وهميّة من نسج خيال عصابات متخصصة.
وأضاف: المشكلة أن الكثير من معلوماتنا الشخصيّة أصبحت متاحة أمام العامة بشكل غريب وربما يعود السبب في ذلك إلى أن الكثير من الجهات الخاصة المزوّدة للخدمة في المجتمع سواء الشركات أو حتى المحال والصيدليات تطلب بل وتشترط على العميل أن يكتب رقم هاتفه فتتحوّل تلك الأرقام بطريقة أو أخرى إلى أشخاص آخرين، وتكون النتيجة هذا الكم الضخم من رسائل التسوّل.
وتابع: مع الأسف رغم الفوائد الجمّة للوسائل الإلكترونية إلا أن هناك أشخاصاً يسيئون استخدامها من خلال استغلالها في التسوّل الذي يعتبر في الواقع شكلاً من أشكال النصب الإلكتروني لأن الشخص المحتاج لا يستطيع أن يدفع مصاريف الخدمات الإلكترونية، إذ كيف يتمكن شخص يعيش في مجاهل قارة إفريقيا أو في بعض الدول شديدة الفقر في آسيا ممن يحتاجون بالكاد إلى تدبير قوت يومهم أن يكون لديه إمكانية توفير الإنترنت وجهاز الكمبيوتر وهاتف ذكي لكي يتواصل به مع دول العالم بهذا الشكل.
صالح جارالله:
عملية نصب ب 10 آلاف دولار
قال صالح راشد جارالله إنه يتلقى يومياً رسائل يزعم أصحابها أنهم من اليمن وفلسطين ويرددون روايات مختلفة يطلبون فيها مساعدات ماديّة، وقد وقع أحد أصدقائي في فخ من هذا النوع حيث تلقى اتصالاً من سيدة زعمت أنها من فلسطين وأنها تقوم على تربية أطفال أيتام وقد طلبت منه أن يقوم بتحويل مبلغ 10 آلاف دولار لها وبعد أن قام صديقي بتحويل المبلغ اكتشف أنه وقع ضحية لعملية نصب. وأوضح أن هذه الرسائل تقف وراءها عصابات كبيرة لأنه ليس من اليسير على شخص بمفرده أن يحصل على أرقام هواتف الناس وإيميلاتهم بهذه السهولة. وأضاف: نحن بحاجة إلى نشر المزيد من الوعي بين الناس بحيث لا يتجاوبون مع مثل هذه الرسائل ومن يريد أن يفعل الخير منهم فبإمكانه التوجّه إلى الجمعيات الخيرية الموجودة في البلاد فليعطها ما يشاء من ماله ولكن لا يقوم هكذا بمنتهى السهولة بتحويل أمواله إلى أشخاص لا يعرف عنهم شيئاً سوى هذه الرسائل المجهولة.
جاسم الجاسم:
تجاهل رسائل المتسولين
نصح جاسم حسين الجاسم أي مواطن أو مقيم يتلقى رسائل التسول الإلكتروني بضرورة تجاهلها أو عمل حظر على أرقام الهواتف الصادرة منها ووضعها في قائمة المتطفلين، قائلاً: لدينا جمعيات خيريّة عديدة في قطر وهذه الجمعيات تتعامل مع جمعيات أخرى في العديد من الدول الفقيرة ومن يريد أن يتصدّق أو يزكي منهم فيمكنه أن يرسل ما يشاء من مال إلى تلك الجمعيات وهي الأقدر على إرسالها إلى الأشخاص المحتاجين وربما يقومون بإرسالها إلى أشخاص أكثر احتياجاً ممن يريد هو أن يرسل إليهم.
المصدر: الراية القطرية