الشيخ لحمر العولقي يحذر التحالف من نتائج كارثية عقب انحراف مسار الحرب
– فري بوست- متابعات
وجه الشيخ القبلي البارز لحمر علي لسود العولقي رسالة الى دول التحالف العربي والى الرباعية الدولية فيما يلي نصها :
أوجه رسالتي هذه الى دول التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة بصفتهما على راس دول التحالف العربي المسئول الأول عن الأوضاع العسكرية والأمنية والاقتصادية والمعيشية للشعب في اليمن وفي الجنوب وهي مسئولية أخلاقية أولا بموجب الدين والقربى ثم قانونية بموجب التفويض الدولي الممنوح للتحالف العربي بقيادة المملكة تحت البند السابع ثم على اعتبار ان أمن واستقرار اليمن والجنوب جزء من أمن المملكة وامن الجزيرة والمنطقة عامة.
وأخص برسالتي هذه قيادة البلدين الشقيقين وعلى راسهم الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وولي عهده الأمين ووزير دفاعه والشيخ خليفة بن زايد والشيخ محمد بن زايد وحكام الإمارات كافة.
كما اوجهها الى مندوب الأمين العام للأمم المتحدة في اليمن والى سفراء الرباعية الدولية والجامعة العربية والمؤتمر الإسلامي وكل الدول الشقيقة والصديقة المهتمة بالشأن اليمني وكل من يهمه أمن واستقرار اليمن بما يمثله من أهمية استراتيجية وبما يطل عليها من ممرات دولية.
وبعد التحية والتقدير.
فإننا نحذر جميع المعنيين ان الحرب في اليمن بدأت تنحرف عن مسارها الطبيعي وتتخذ مسارات بعيدة كل البعد عن الأهداف المعلنة لعاصفة الحزم والمؤشرات على ذلك كثيرة وكلها تؤشر على اتساع دائرة الحرب واتخاذها مآلات متعددة ونتائج خطيرة وكارثية ليس على اليمن والجنوب بل قد تكون على المنطقة برمتها وعلى العالم والممرات الدولية خاصة.
ولعل المؤشر الأول على ذلك يتمثل في محاولات قوى النفوذ اليمني التقليدية القبلية والسياسية والعسكرية وعلى راسها علي محسن الأحمر وقيادات حزب التجمع اليمني للإصلاح (فرع أخوان اليمن) وتحالف هوامير الفساد والمال السياسي ومن لف لفهم والذين يحاولون من خلال سيطرتهم وتغلغلهم في مفاصل الدولة والحكومة الشرعية على ان يسخروا الحرب لأجنداتهم الخاصة ولذلك استطاعوا ان يحرفوا مسارها نحو الجنوب بهدف استعادة سيطرتهم وهيمنتهم على ثروات الجنوب وحماية مصالحهم غير المشروعة وما اغنوه بفسادهم خلال الفترة الماضية وهي اجندات مكشوفة وان غطيت بشعارات وطنية مثل السيادة والوحدة فان شعب الجنوب لن يقبل عودة هيمنة هذه القوى وتقسمها ثرواته ومقدراته وسيقاومها مهما كلف الثمن ولن يقود استقوى تلك القوى بسلاح الدولة والشرعية الا الى مزيد من الصراع والحرب.
والمؤشر الثاني وهو الأخطر ويتمثل في تحالف قوى النفوذ والمال السياسي السابقة مع الإسلام السياسي وبخاصة مع التنظيم العالمي للإخوان المسلمين وبرعاية تركيا وقطر لهذا التحالف وذلك في اطار حربهم ضد التحالف العربي في اليمن مما دفع الى التقارب بين الحوثي وبين الإصلاح وقوى النفوذ الأخرى المسيطرة على الشرعية وبالتالي دفع الى الهدنة غير المعلنة بين الطرفين وتجميد الجبهات بل والانسحابات وتسليم المواقع المتفق عليها بما يشبه دور الاستلام والتسليم.
وبقدر ما قد يرى البعض ان ذلك جيدا وقد يؤدي الى السلام المنشود في اليمن فانه اتفاق مؤقت يؤجل الحرب بين الطرفين كما انه تقارب ضد التحالف العربي ولصالح التحالف الإقليمي المعادي مما ينذر بحرب اقليمية ومن جهة ثالثة فهو تقارب يستهدف الجنوبيين ومشروعهم التحرري وبالتالي فانه وان انتصر فانه سيعيدنا الى مربع 2015 والغزو الحوثي العفاشي للجنوب وفي كل الأحوال فان الاحتمالات الثلاثة تفتح اليمن والجنوب للتدخلات الإقليمية.
ويظهر المؤشر الثالث لانحراف الحرب والنتائج الخطيرة لهذا الانحراف من خلال هذا التقارب المشبوه ايضا ومن وراه تحالف تركيا قطر ايران اذ انه يدفع بقوات الشرعية المسيطر عليها من قبل حزب الإصلاح الإخواني يدفع بها كمليشيات خاصة بالحزب للسيطرة على المناطق المحررة مستخدمين القاعدة وداعش ومسخرين لهذه الحرب كل الامكانيات وكل الدعم اللوجستي والمالي المقدم من التحالف العربي وموجهين سلاحهم ضد كل القوى التي حاربت الحوثي من الانتقالي الجنوبي والقوات المسلحة الجنوبية والمقاومة الجنوبية وقوات العمالقة والمقاومة السلفية وقوات طارق عفاش والمقاومة التهامية كما استهدفوا في حربهم ولا زالوا يستهدفون النخبة الشبوانية والنخبة الحضرمية والنخبة المهرية والسقطرية والحزام الأمني في ابين وفي لحج وكل القوات التي واجهة الإرهاب والجماعات الإرهابية في الجنوب.
والحقيقة ان ذلك ما كان له ان يتم وما كان لهذه الشلة المارغة في الفساد والافساد المالي والاداري ما كان لها ان تجرؤ على فعلتها تلك وحرف مسار الحرب لخدمة اجنداتهم الخاصة واجندات اقليمية مضادة للتحالف العربي لو لا انها قد حصلت على ضوء أخضر وتواطئ بل ودعم مباشر من قبل بعض رموز وممثلي دول التحالف في اليمن وعلى راسهم السفير آل جابر واللجنة السعودية الخاصة وعدد من قادة القوات السعودية المتواجدة في الجنوب وخاصة العتيبي في عدن وابو سلطان في عتق وغيرهما وهنا يظهر المؤشر الرابع على انحراف الحرب في اليمن مما قد يرشحها ان تكون حرب اقليمية.
والحقيقة ان هذا التهاون والتواطؤ من قبل بعض ممثلي التحالف في الجنوب كان سبب في زعزعة ثقة المواطن الجنوبي بالسعودية وبقواتها المتواجدة في الجنوب وهو ما قد يفقدها حاضنتها الشعبية اذا أستمر هؤلاء في تواطؤهم واستمر السكوت عليهم من قيادة المملكة وخاصة ان هذه الحرب العبثية التي تشنها الشرعية على الجنوب لا تستهدف القوات العسكرية فقط بل انها تستهدف المواطن نفسه وطالت كل نواحي حياته المعيشية والخدمية والأمنية وأصبح اغلب الشعب تحت خط الفقر بسبب انهيار العملة وعدم انتظام دفع الرواتب وغلاء المواد الغذائية وغياب فرص العمل وانعدام مصادر الدخل وانهيار الخدمات الصحية والتعليمية والمياه والكهرباء والنظافة … الخ.
ومع ان شعبنا الجنوبي يعرف حقيقة الوضع الذي تعيشه البلاد بسبب الحرب فانه يعرف ايضا ان الجزء الأكبر من معاناته هو بسبب الشرعية وما يمارسه بعض رموزها من حرب خدمات وحرب تجويع ضد شعب الجنوب بهدف تركيعه واخضاعه وفرض اجنداتهم عليه وهو ما لم يتحقق بل سيتم مقاومته من قبل شعب الجنوب وسينقلب السحر على الساحر.
ومن هنا تحديدا يظهر المؤشر الخامس على انحراف الحرب وذلك في ظل صمت دول التحالف العربي وخاصة المملكة ووقوفها موقف المتفرج من هذا الحال المزرى الذي يعيشه المواطن في الجنوب فلا هي من تحاول ان توقف هذه الحرب القذرة وتوضع حد لأصحابها ولا هي من تحاول العمل على رفع معاناة الناس وتحسين اوضاعهم بموجب مسئوليتها كوصية تحت البند السابع مما ينذر بثورة غضب شعبي تقلب الطاولة على الجميع في التحالف والشرعية والاحتقان والتذمر المنذر بهذه الثورة قد بلغ مداه.
والصوت الجنوبي أصبح مرتفع ويزيد يوميا متهما التحالف والسعودية تحديدا بعدة تهم مثل الانحياز ضد المشروع الجنوبي التحرري لصالح قوى الاحتلال اليمني والتخلي عن الاهداف المعلنة لعاصفة الحزم وانتهى الحرب مع الحوثي واستخدام ورقة الشرعية لتمرير مشروع خاص بالسعودية في الجنوب والسكوت عن انسحابات قوات الشرعية من الجبهات امام الحوثي وتسليم المواقع والمعسكرات والالوية بعتادها وكذا سكوت المملكة كراعية لاتفاق الرياض عن الخروقات وعن الجهة المعرقلة لتنفيذ الاتفاقية.
وخلاصة القول فإننا في الوقت الذي نحذر الأشقاء من خطورة مشروع الإخوان على التحالف وعلى المنطقة فإننا نؤكد ان أبناء الجنوب العربي لن يسمحوا لهذا المشروع ان ينتصر في الجنوب واننا قادرين على كسره وهزيمته كما كسرنا وهزمنا المشروع الحوثي وفي الوقت الذي نؤكد للأشقاء اننا سنبقى أوفياء كما عهدتمونا خلال السنوات الست الماضية من الحرب مخلصين للتحالف العربي ومع المملكة والمشروع العربي ما زال التحالف والمملكة أوفياء معنا فإننا في الوقت نفسه نؤكد اننا لن نساوم ولن نفرط في اهدافنا ومبادئنا الوطنية وحق شعبنا في حقه في تقرير مصيره والسيادة الكاملة على أرضه بحدودها عام 1990م وسنرفض رفضا قاطعا اي مشروع ينتقص من حقوقنا ومكتسباتنا المشروعة ونرفض كل التصرفات والاجراءات والتعزيزات التي تقوم بها شرعية الإخوان على مشارف عدن في ظل الصمت المريب من التحالف ومن المملكة راعية الاتفاق ونناشد خادم الحرمين وولي عهده بتحديد موقف صريح من ما يتعرض له الجنوب من مؤامرات من شرعية الإخوان والتي تتأمر على التحالف والمملكة ايضا وهي تتخذ من الرياض مقرا لها.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
29اغسطس 2020م