واحد من فوائد السمك التي تم الكشف عنها من خلال دراسة حديثة قدرته على تحصين الإنسان ضد الإصابة بواحد من أكثر أنواع السرطان شيوعا في العالم. فما هو؟ وما هي الكمية المطلوب تناولها من السمك للاستفادة مما يحققه من حماية؟
في دراسة مشتركة أجرتها جامعة أكسفورد البريطانية والوكالة الدولية لأبحاث السرطان على حوالي نصف مليون شخص، كشف عدد من الباحثين عن وجود علاقة بين تناول الأسماك والحماية من الإصابة بسرطان الأمعاء.
وتم إجراء الدراسة من خلال سؤال 476.160 شخص عن نظامهم الغذائي وعدد مرات تناولهم أطعمة محددة، يأتي في مقدمتها السمك بأنواعه المختلفة. وتوصلت الدراسة إلى أن تناول 359 جرام من السمك في الأسبوع الواحد يؤدي إلى انخفاض احتمال الإصابة بسرطان الأمعاء بنسبة 12 بالمائة. أما بالنسبة لمحبي الأسماك التي يحتوي لحمها على الزيوت، مثل السالمون والسردين، فإن تناول 124 جرام منها أسبوعيا يؤدي إلى انخفاض احتمال الإصابة بالسرطان بنسبة 10 في المائة.
ويصل وزن طبق السمك عادة إلى 100 جرام، بما يعني أنه ينبغي تناول ثلاثة أطباق أسبوعيا لتجنب الإصابة ببعض أنواع أمراض السرطان. وفي ضوء هذه النتائج يؤكد المشرف على الدراسة بالوكالة الدولية لأبحاث السرطان، دكتور مارك غونتر، على ضرورة التشجيع على اعتماد السمك كأحد مكونات النظام الغذائي الصحي. وفي ضوء هذه النتائج يؤكد المشرف على الدراسة بالوكالة الدولية لأبحاث السرطان، دكتور مارك غونتر، على ضرورة التشجيع على اعتماد السمك كأحد مكونات النظام الغذائي الصحي.
وأشار غونتر إلى أن واحدة من نقاط ضعف الدراسة هي عدم جمع بيانات حول ما يتم تناوله من مكملات غذائية حيث يقول: “المكملات الغذائية التي تحتوي على زيت السمك لابد أن يكون لها دور أيضا فيما يتعلق بالوقاية من سرطان الأمعاء، بما يؤكد على الحاجة لمزيد من البحث لقياس تأثيرها”.
تجدر الإشارة إلى أن الدراسة تم تمويلها بواسطة الصندوق الدولي لبحوث السرطان World Cancer Research Fund بهدف التوعية بسرطان الأمعاء، فوفقا لمنظمة الصحة العالمية، يأتي سرطان المعدة والقولون والمستقيم ضمن أنواع السرطان الأكثر شيوعا وتسببا في الوفاة على مستوى العالم.
وترى المسؤولة عن تمويل الأبحاث بالصندوق، د. أنا دياز فونت، أنه بالرغم من عدم اكتشاف السر الحقيقي وراء العلاقة بين تناول السمك والوقاية من سرطان الأمعاء، فإن هناك نظرية ترجع السبب للزيوت الموجودة بالأسماك مثل الأوميغا3. وتقول فونت، لموقع الاندبندنت البريطاني: “بعض الأحماض غير موجودة سوى في الأسماك، وقد تكون المسؤولة عن ذلك التأثير الوقائي بفعل خصائصها المضادة للالتهاب”.