رقاقه حاسوب تحاكي الدماغ وتصنع الذكريات
19 يوليو 2019م
كشف تقرير في مجلة نيوزويك عن تمكن باحثين من المعهد الملكي للتكنولوجيا في ملبورن من اختراع رقاقة تسمح بإنشاء الذكريات وتعديلها باستخدام تقنية الضوء.
وتحاكي الرقاقة الإلكترونية الجديدة عمل الدماغ، ويتوقع الباحثون أن تكون خطوة نحو تطوير الذكاء الاصطناعي ليحاكي طريقة عمل دماغ الإنسان المعقدة.
واعتمد الباحثون على تقنية جديدة تسمى “علم البصريات الجيني” (optogenetics)، وهي إحدى تقنيات علم الأعصاب التي تسمح بالتحكم في خلايا الدماغ الحية باستخدام الألياف الضوئية -خاصة الخلايا العصبية- لتطوير جهاز يقوم بتكرار الطريقة التي يخزن بها الدماغ المعلومات ويحذفها.
ووفقا للتقرير الذي أعده باحثان من المعهد اشتركا في الاختراع، يسمح علم البصريات الجيني بالبحث في النظام الكهربائي للجسم بدقة لا تصدق، باستخدام الضوء لمعالجة الخلايا العصبية للتمكن من تشغيلها أو إيقافها، مما يجعلها التقنية المثلى للاستخدام في تطوير رقاقات الحاسوب.
*صناعة الذكريات* باستخدام الضوء
يحدث التواصل العصبي في المخ من خلال نبضات كهربائية، فعندما تصل طفرات صغيرة من الطاقة إلى مستوى معين من الجهد تتحد الخلايا العصبية وتبدأ في إنشاء ذكرى معينة.
وتقوم الرقاقة الجديدة المصنوعة من مادة رقيقة جدا بنفس الشيء باستخدام الإلكترونات، حيث تعمل على تغيير المقاومة الكهربائية استجابة لطول موجات الضوء المختلفة، مما يتيح لها محاكاة طريقة عمل الخلايا العصبية لتخزين المعلومات في الدماغ وحذفها، كما أثبتت التجربة أيضا قدرة الرقاقة على معالجة المعلومات الأساسية.
وأعرب الباحثان عن أملهما في أن يكون الاختراع الجديد خطوة نحو تطوير أجهزة ذكية تحاكي عمل الدماغ، الأمر الذي سيخدم البشرية في مجالات كثيرة، من بينها الطب، حيث ستمكن تلك التقنية -في حال تطويرها- أطباء الأعصاب من محاكاة وظائف الدماغ وتشوهاته والعمل على علاجها دون الحاجة إلى موضوعات اختبار حية، كما يمكن استخدام التقنية في صناعة الأطراف الصناعية وزراعة الشبكية على سبيل المثال لا الحصر.