تحرك الانتقالي جنوبا.. هزيمة جديدة للشرعية وسط ضغوط دولية بتنفيذ اتفاق الرياض
– فري بوست- متابعات
تمكن المجلس الانتقالي الجنوبي أن يلقن الشرعية هزيمة سياسية بعد أن تضاعفت الضغوطات الدولية لتنفيذ اتفاق الرياض المجمد منذ شهر نوفمبر الماضي، إذ أن بيان الإدارة الذاتية الذي أصدره مساء السبت، كان بمثابة محرك لمياه الاتفاق الراكدة، وهو ما يجعل الشرعية التي كانت ماضية في تنفيذ مؤامراتها مع الحوثي في مأزق حقيقي وأضحت مضطرة إما لتنفيذ الاتفاق أو إفساح الطريق أمام الانتقالي ليمضي قدماً في خطواته نحو الاستقلال.
ويرى مراقبون أن الانتقالي باغت الشرعية التي عولت على انشغال المجتمع الدولي بمكافحة وباء كورونا ومضت في تحشيد عناصرها الإرهابية في شبوة وأبين وأضحت قاب قوسين أو أدني من اجتياح العاصمة مجدداً، غير أن بيان الانتقالي لفت أنظار العالم إلى هذه الخروقات التي كانت دافعة لإعلانه الإدارة الذاتية للجنوب، وهو ما انعكس على ردود الأفعال التي صبت جميعها في خانة ضرورة تنفيذ اتفاق الرياض.
بعد ستة أشهر من توقيع الاتفاق تمكن الانتقالي من إنهاء المناورات السياسية للشرعية التي عملت على استغلال حالة الانقسام داخلها للتهرب من تنفيذ بنوده، ولم يخطر ببالها أن الانتقالي قد تكون لديه من الجرأة والقوة التي تجعله يقدم على هذه الخطوة التي أصبتها بالخرس واكتفت بإصدار بيانات الرفض والإدانة.
قال المتحدث باسم المجلس الانتقالي الجنوبي، نزار هيثم، إن الصفعات توالت على من أراد التأمر على الجنوب، ولفت في تصريحات صحفية، اليوم الاثنين، إلى أن ردود الأفعال العربية والدولية تواصل الضغط على ما يسمى الشرعية لتنفيذ اتفاق الرياض فورا.
وشدد على تمسك المجلس بإيجاد حل سياسي يضمن للجنوب حقوقه كاملة غير منقوصة، مؤكدا أن مصلحة شعب الجنوب وتوفير الأمن والاستقرار لأرضنا هو قرارنا ولن نتراجع عنه.
أكد المحلل السياسي السعودي خالد الزعتر، اليوم الإثنين، أن بيان التحالف العربي جاء صفعة مدوية في وجه الإخوان، وكتب عبر تغريدة له على “تويتر” :”بيان التحالف العربي الذي أكد على ضرورة تنفيذ اتفاق الرياض هو لاشك صفعة لمحور الإخوان داخل الشرعية اليمنية”.
وأضاف:” لأن هؤلاء منذ توقيع اتفاق الرياض وهم يستخدمون سياسة التعنت والمماطلة أملاً في إجهاض هذا الاتفاق الذي يقيد تحركاتهم”.
ومن جانبه دعا المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، مارتن غريفيث، إلى الإسراع في تنفيذ اتفاقية الرياض بدعم من التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية، وشدد في بيان اليوم الاثنين، على أن نجاح هذه الاتفاقية يجب أن يحقق فوائد لأهل الجنوب، لا سيما فيما يتعلق بتحسين الخدمات العامة والأمن.
وأوضح أنه أكثر من أي وقت مضى، يجب على جميع الفاعلين السياسيين التعاون بحسن نية والامتناع عن اتخاذ إجراءات تصعيدية، ونبه إلى أن اتفاقية الرياض تنص على مشاركة المجلس الانتقالي الجنوبي في المشاورات بشأن الحل السياسي النهائي لإنهاء الصراع في البلاد وخدمة مصالح المواطنين في عموم البلاد.”
كما طالب الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، الدكتور نايف فلاح مبارك الحجرف، بتهيئة الظروف الملائمة للعودة لاستكمال تنفيذ اتفاق الرياض، ودعا إلى ضرورة تطبيق النص الخاص بتشكيل حكومة كفاءات سياسية وممارسة عملها من العاصمة عدن.
وشدد على توفير الخدمات للمواطنين، مؤكداً أن ذلك أصبح أكثر إلحاحاً لمواجهة التحديات الاقتصادية والتنموية الملحة، ومعالجة أُثار السيول التي ضربت العاصمة عدن.
فيما قال وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية الدكتور أنور قرقاش، اليوم، إن تطبيق اتفاق الرياض هو الحجر الأساسي للرؤية الإقليمية والدولية للحل السياسي في اليمن.
وكتب في تغريدة عبر “تويتر” : “تطبيق نص اتفاق الرياض والالتزام بروحه عنوان المرحلة وحجر أساس في الرؤية الإقليمية والدولية للحل السياسي في اليمن وبيان التحالف يؤكد على ضرورة التزام كافة الأطراف بتنفيذ الاتفاق حرصًا على تماسك الموقف السياسي والعسكري وتمهيدًا لاستحقاقات المرحلة التالية”.
دعت مصر، اليوم الاثنين، إلى الالتزام بتنفيذ بنود اتفاق الرياض، بشأن التسوية في اليمن، وأعربت وزارة الخارجية المصرية في بيان، اليوم الاثنين، عن ترحيبها بتاكيد المملكة العربية السعودية، على أهمية الالتزام باتفاق الرياض، والعمل على الإسراع في تنفيذ بنوده.
وشددت على ضرورة تغليب مصلحة المواطنين والتصدي للتنظيمات الإرهابية، وجددت مصر مساندتها لجهود المملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة، الرامية إلى إحلال السلام والأمن والاستقرار.