بعد قرار وقف إطلاق النار في اليمن.. هل تركت السعودية الشرعية في منتصف الطريق أم أن مصالح المملكة فوق كل الاعتبارات؟!
- فري بوست- متابعات
سارع التحالف بقيادة السعودية لإطلاق دعوة وقف إطلاق النار لمدة أسبوعين تمهيدا للوصول لوقف شامل ودائم لإطلاق النار وفقا لتصاريح الناطق الرسمي للتحالف العقيد تركي المالكي .
واعتبر مراقبون للشأن اليمني أن تراجع حكومة هادي عن إعلانها الاستباقي بمواصلة استكمالها العمليات العسكرية قبل إعلان التحالف مبادرة وقف إطلاق النار تأكيد بأن الرئيس عبدربه منصور هادي وحكومته لم يكونوا على إطلاع بقرار التحالف لإعلان هذه المبادرة .
ولفت المراقبون إلى أن ذلك التراجع من حكومة هادي عن تصريحها السابق بالقبول بالمبادرة التي أطلقها التحالف ناتج عن التوجيهات الصادرة لها من قبل نائب وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان .
وضاعف ذلك التصرف من حالة الاستهجان لدى اليمنيين وفقا لما أورده المراقبون للشأن اليمني وبالأخص لدى نخبهم السياسية والثقافية والإعلامية التي لم تعد تثق في مؤسسات حكومة هادي التي تواصل تأكيد انتهاء دورها وعجزها عن اتخاذ أي قرار .
وعد إعلان التحالف لتلك المبادرة لأسباب تحاول السعودية إخفائها التي تقود تحالفا في حربها على اليمن منذ العام ٢٠١٥م الذي تدعي أنه استجابة للدعوات الأممية لوقف التصعيد نظرا للظروف الحرجة جراء انتشار فيروس كورونا .
وتشير المعلومات بأن حالة الركود الإقتصادي الذي تعانية السعودية جراء تفشي الفيروس وتراجع أسعار النفط عالميا يضع الاقتصاد السعودي في الفترة المقبلة على المحك في حال استمرت في حربها على اليمن .
واعتبر مراقبون خطر انتشار فيروس كورونا في صفوف الجيش السعودي لاسيما في حدودها الجنوبية الملتهبة بمعارك ضارية مع مقاتلي الجماعة الحوثية يعد سببا مهما لسعيها لإيقاف إطلاق النار ناهيك عن ارتفاع عدد المصابين في الأسرة الحاكمة من آل سعود .
وكانت صحيفة نيويورك تايمز كشفت عن إصابة ١٥٠ من أفراد العائلة المالكة بالسعودية بفيروس كورونا بينهم أمير الرياض بندر بن عبدالعزيز الذي سائت حالته الصحية ويرقد في العناية المركزة وهو ما يشكل خطر بالغا على أمراء آل سعود .
وفي المقابل ذهبت جماعة الحوثي لفرض شروطها لوقف إطلاق النار برؤية اشترطوا من خلالها ما يحفظ لليمنيين حق السيادة وحرية القرار اليمني بعكس مليشيات حزب الإصلاح التي لا تريد لهذه الحرب أن تنهي وهو ما جعل الحوثيين يكسبون رهان المنافسة في ردة فعل الشارع اليمني وتقييمه لجميع الأطراف اليمنية المتصارعة .
ومن جهة ثانية تلك الشروط التي وضعتها الجماعة الحوثية في رؤيتها لوقف إطلاق النار الشامل ورفع الحصار عن اليمن برا وجوا وبحرا يراه محللون ناتج عن قوة وامتلاكها لسلاح قادر على أوجاع دول التحالف وقادر على فرض معادلة الند للند وهو ما أدركته السعودية في الضربات الأخيرة التي تعرضت لها من قبل الحوثيين وهو ما عجل إعلان السعودية لوقف التصعيد مطالبة جماعة الحوثي بوقف إطلاق النار .
لتذهب بذلك السعودية منفردة لإعلان مبادرة وقف إطلاق النار تاركة الشرعية في منتصف الطريق بهدف البحث عن طوق النجاة بعد أن أدركت بأنها وقعت في مستنقع يهدد المملكة مستغلة وباء فيروس كورونا غطاء لحفظ ماء الوجه .