الصحفي اليمني أحمد الجبر يروي قصة اصابته بكورونا ويكشف عن لحظات قاسية كان يتمنى فيها الموت والخلاص من العذاب (تفاصيل ورواية 18 يوم من الآلام)
فري بوست- متابعات
كتب الصحفي أحمد الجبر في صفحته على الفيس بوك قصة تاريخ وقصة اصابته بالفيروس هو واحد زملاءه في الدولة التي يعيش فيها لاجئ سياسيا.
حيث قال: “بعد ١٨ يوم من المقاومة العنيفة والشرسة وبفضل الله وكرمه ومنٌه.. أفلت من قبضة الفيروس اللعين.
ومع اني أكثر تطرفا لجهة الالتزام بالاجراءات الاحترازية ومنها البقاء في المنزل و عدم المصافحة ..الا ان الفيروس اللعين اصطادني وزميلي العزيز سامي الاشول يوم ١٢ مارس عندما خرجنا في مشوار صغير .. فلم نعد يومها بمفردنا بل برفقة عدو خبيث لا نعلم أو نتذكر كيف اصطادنا.
..وحدهم فقط أولئك الذين ابتلاهم الله بكورونا يعرفون معنى ١٨ يوم في قبضة هذا الفيروس الخبيث.
هي مواجهة تحسب بالدقائق والساعات ..تعيش الموت وتتذوقه لحظة بلحظة ..مع عدو يخبرك أنه جاء ينقذك بالموت .فلا يمنحك..وانت.. انت من تتوق إليه للخلاص مما أنت فيه من عذاب.
كورونا يا سادة ليس نزهة أو وعكة عابرة..
أنه مجرم سفاح يزرع صدرك بالغام تتفجر كلما سعلت -وهو سعال لا يكاد ينقطع- فيحيل صدرك إلى أشلاء من دماء تسيل الى فمك.
هو سفاح لا يرحم لانه وبعد أن ينهي تنفيذ سلسلة انفجارات متوالية في صدرك ..وفي استغلال بشع لجسدك الذي لا يقوى على تحريك يد واحدة لحمل منديل تجفف به فمك من الدماء ..اذا به وبخبث الجبناء يعبث بالهواء الذي تتنفسه بصعوبة ..فيمارس هوايته اليومية بخنقك بين الحين والآخر إلى أن تكاد تودع الحياة او يغمى عليك .
لم يكتف بكل ذلك ..بل وعلاوة على الإرهاق والفتور الشديد الذي يصيب به جسدك المنهك وارتفاع درجة حرارة الجسم الداخلية والشعور بالقشعريرة ..فإنه يُطبق على راسك إلى درجة تشعر معها انه سينفجر من شدة الألم .
هذا هو الفيروس اللعين الذي أحال العالم إلى كتلة من الخوف والرعب ..فلا تستكثروا أو تستثقلوا البقاء في المنزل ..فلو عرفتم حقيقته وسرعة انتقاله لبحثتم عن كهوف تحت الارض بدلا عن المنازل.
مزيد من الحذر يا قوم قبل أن يقع الفاس على الراس. فلو تسلل إلى بلدنا -لا سمح الله- سيحيلها إلى مقبرة جماعية.
أسأل المولى أن يجنبكم وبلادنا والبشرية جمعا كل سوء ومكروه.وان يشفى المرضى…وليعذرني الأصدقاء لعدم تمكني من الرد على رسائلهم عبر الماسنجر لعدم تثبيته في هاتفي”.