زيادة القلق.. الصحة العقلية للصينيين في خطر
فري بوست- متابعات
بينما تسعى هونغ كونغ جاهدة لاحتواء تفشي فيروس “كورونا” المستجد، يقول خبراء في الطب إن أعدادا كبيرة من سكانها يعانون من زيادة القلق ومستوى غير مسبوق من مشاكل الصحة العقلية.
وأوضح الخبراء إن الفيروس التاجي سارس-كورونا-2، انتشر بعد احتجاجات مناهضة للحكومة استمرت شهورا، وأدت بالفعل إلى زيادة حادة في حالات الاكتئاب واضطراب ما بعد الصدمة، ويشبه الأمر كذلك حالة الخوف من وباء “سارس”، الذي انتشر في 2003 وأودى بحياة ما يقرب من 300 شخص بالمدينة، بحسب وكالة “رويترز”.
وقالت كارول ليانغ المسؤولة التنفيذية في “مايند هونغ كونغ”، وهي جمعية خيرية للصحة العقلية في المستعمرة البريطانية السابقة: “هونغ كونغ في وضع فريد، نظرا لتغيير نظامنا الروتيني ولشهور الاضطرابات الاجتماعية السابقة وذكريات سارس المؤلمة”.
وأظهر مسح أجرته جامعة هونغ كونغ، أن ثلث البالغين في المدينة ظهرت عليهم أعراض اضطراب ما بعد الصدمة، بالمقارنة مع 2% أثناء احتجاجات 2014.
ومنذ يناير/ كانون الثاني الماضي، يعمل عشرات الآلاف من منازلهم، وبعضهم يقيم في شقق صغيرة للغاية، وأصبح تخزين المؤن من الأغذية الأساسية ومواد التنظيف شائعا.
وبات لزاما على الأطفال حبيسي المنزل أن يتأقلموا على التعلم عبر الإنترنت، في حين لا تستطيع العديد من الأسر، خاصة الفقيرة، الحصول على أدوات الوقاية.
وسجلت هونغ كونغ 100 حالة إصابة مؤكدة بفيروس “كورونا” المستجد وحالتي وفاة.
وقالت السلطات إن خطا ساخنا خاصا بمشاكل الصحة العقلية، كانت قد فتحته في يناير/كانون الثاني تلقى حوالي 25 ألف اتصال، في حين هرعت مجموعات من المتطوعين لتقديم المشورة للناس خاصة لمن هم قيد الحجر الصحي بالمنزل.
وتضرر أصحاب الدخول المنخفضة على وجه الخصوص من تراجع الاقتصاد في هونغ كونغ، بسبب الاحتجاجات والحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة.
وتقول جمعية تعمل على مكافحة الفقر، إن 70% من الأسر المحدودة الدخل لا يمكنها شراء الكمامات أو المطهرات.
وتعهدت السلطات بتقديم مساعدات نقدية للأفراد وإعفاءات ضريبية للشركات.
وكشف وزير المال، الأسبوع الماضي، عن إجراءات “لتخصيص موارد كافية” للمساعدة في حل مشكلات الصحة العقلية.
وقال ديريك أو، وهو أحد سكان هونغ كونغ ويبلغ من العمر 46 عاما: “هذا الفيروس، أعتقد أنه جاء في وقت مناسب ونحن منقسمون بشدة. أرجو أن يوحدنا مرة أخرى”.
وأعلنت السلطات الصينية يوم الثلاثاء تسجيل 31 حالة وفاة جديدة بفيروس كورونا خلال الـ24 ساعة الأخيرة، ليرتفع عدد الوفيات من جراء الفيروس إلى 2743.
وكانت منظمة الصحة العالمية، قد أعلنت أن فيروس كورونا انتقل من الصين إلى 64 دولة حتى الآن.
وقالت المنظمة في بيان: “إن عدد حالات الإصابة المؤكد ارتفع خارج الصين من 1598 إلى 8774 في 64 دولة”.
وأشار البيان إلى أن عدد قتلى الفيروس خارج الأراضي الصينية ارتفع إلى 128 شخصا منهم 24 شخصا خلال الـ24 ساعة الأخيرة.
وتسعى دول العالم جاهدة لتطبيق إجراءات احترازية لوقف انتشار فيروس كورونا المستجد الذي يواصل تفشيه.