الرئيسية / أخبار اليمن / شبوة تصحو على كابوس “المقاومة الجنوبية” والبقاء في دوامة الصراع الأزلي

شبوة تصحو على كابوس “المقاومة الجنوبية” والبقاء في دوامة الصراع الأزلي

 

الثلاثاء 2 يوليو 2019م

تقرير – خاص

خفت صوت النخبة، الفصيل المدجج بالأسلحة الإماراتية في شبوة، بعد هزيمته على يد قوات هادي، لتصحو المحافظة النفطية على كابوس آخر اسمه “المقاومة الجنوبية”، وكأن المُخرج يريد لهذه المحافظة البقاء في دوامة الصراع الأزلي، فهذا الفصيل الذي يضم مجندين من مختلف التيارات في منطقة كانت أبرز معاقل القاعدة؛ قد يكون أداة للفوضى أكثر منه وسيلة لنقل الإمارات إلى السهل النفطي .. لم يعد قادة النخبة يصدحون ويهددون كما عهدناهم قبل محاولة الانقلاب الأخيرة. كان قائدها، محمد سالم البوحر، يتوعد بإسقاط عتق في يومين، ومثله فادي المرشدي، القيادي في المجلس الانتقالي، والذي شرع بتشكيل حكومة مصغرة لإدارة المحافظة.

ربما كان الانتقالي يراهن على دعم أنصاره، لكن تبدو خلافات قياداته التي تغذيها عقود من الكراهية والدماء أكبر من أن يحتويها مجلس حديث النشأة وفاقد الأهداف ويتحرك بالريموت الإماراتي. كل القوات التي حشدها الانتقالي خلال أكثر من أربع سنوات أذابتها قوات هادي بلمح البصر، ولفتها كسفرة طعام خلال ساعات، لتصبح عتق التي كانت النخبة أعلنت السيطرة عليها؛ خالية تماما من أعلام وشعارات الانتقالي.

انقسمت النخبة حينها وفضل اللواء الثالث الانسحاب من القتال، في حين عاد صالح بن فريد العولقي من مقر إقامته في الخارج، وهو يعد أبرز قادة المجلس الذين باتوا أكثر كرها لتصرفات قادته من الضالع، وقد أصدر بياناً مشتركاً بعد لقائه شخصيات اجتماعية يطالب الانتقالي أولاً بترك شبوة وشأنها .. لم تكن النخبة يوما متماسكة كبقية الفصائل الإماراتية في المدن الجنوبية، مع أنها دربت على أيدي ضباط إماراتيين في قاعدة عصب بإريتريا، وجهزت بأحدث الأسلحة قبيل نشرها في 2017 بدعم أمريكي – إماراتي.

كانت أبوظبي تراهن عليها في تنفيذ أجندتها، فبسطت لها طريق الانتشار باتفاقيات مع الجماعات المتطرفة، قضت بالسماح لنقاط محدودة للنخبة في مناطق سيطرة القاعدة، مقابل ضم عدد من مقاتليها ودفع مبالغ مالية للتنظيم، كانت تلك شفرة انتشار النخبة من بلحاف حتى عزان بدون مقاومة تذكر، لكن ولاء عناصر النخبة بقي للقبيلة والمنطقة أولاً، مما أدى إلى تفكك هذه المنظومة مع دخولها في صراعات جهوية، برزت في مديرية الصعيد بين نخبة نصاب والصعيد، على خلفية محاولة قائد كل فصيل تمرير قراراته، وتلك الصراعات وصلت أيضا إلى هرم القيادة، حيث أعلن العديد من قادة النخبة تمردهم على الضباط الإماراتيين وسفرهم المتكرر إلى السعودية، بفعل النخوة القبلية التي ترفض إذلال الغماراتيين.

قد يكون تشكيل الفصيل الجديد مخططاً إماراتياً للالتفاف على الرفض الشعبي الواسع للانتقالي، وعدم الالتفاف حول قواته خلال المعارك الأخيرة، خصوصاً في ظل توحد كلمة شخصياتها الاجتماعية، أكانت محسوبة على الانتقالي أو هادي وعلي محسن، ورفضهم جر المحافظة إلى أتون الصراع، وقد يكون أيضاً بديلاً للنخبة الشبوانية، لكنه بالتأكيد لن يكون لحفظ الأمن أو دعم الاستقرار، فكل المؤشرات تؤكد أنه أداة جديدة للتصعيد ضد قوات هادي.

التفجيرات والفوضى التي شهدتها عتق خلال الأيام الماضية؛ تارة بمهاجمة سوق وأخرى بتفجير عبوة ناسفة .. هذه الحوادث كانت مألوفة قديماً، لكنها تلاشت خلال العقد الأخير، وهي تعود اليوم إلى المشهد في ظل الصراع السعودي الإماراتي على حقول النفط هنا. تفجيرات أنابيب النفط والغاز وفي مناطق خاضعة لسيطرتها في رضوم والروضة، ومنع فرق الإصلاح ولجان التحقيق الحكومية من الوصول إلى مواقع التفجيرات. خارطة انتشار هذا الفصيل الجديد “عسيلان، حراد، جردان، عتق” مؤشر على أن الهدف منه تجنيد أبناء تلك القبائل، لخدمة أجندة الإمارات بالاستحواذ على مقدرات المحافظة من النفط والغاز، مقابل أجر زهيد، بعد أن فشلت النخبة ودخلت في صراع مرير مع تلك القبائل.

كل المؤشرات تؤكد أن النخبة في شبوة تسير على خطى كتائب أبو العباس في تعز، والذي انتهى بقواته المطاف يخدمون في صفوف الإخوان، الخصم اللدود للكتائب وأبوظبي معاً، في تأكيد واضح على أن الإمارات لن ترى في الفصائل الموالية لها سوى قطعة “كلينكس”، بمجرد الانتهاء منها تلقى في سلة القاذورات.