آبل تتعاون مع أنثروبيك لتطوير منصة برمجة جديدة تعتمد على الذكاء الاصطناعي

 كشفت مصادر مطلعة أن شركة آبل دخلت في شراكة استراتيجية مع شركة أنثروبيك الناشئة لتطوير منصة جديدة للبرمجة تحت اسم “Vibe coding”، وهي منصة تعتمد على الذكاء الاصطناعي لتولي مهام كتابة الشيفرات البرمجية واختبارها بشكل تلقائي، وهو ما يمثل نقلة نوعية في طريقة تطوير البرمجيات.

بحسب المصادر، ستعمل المنصة الجديدة كنسخة متطورة من بيئة البرمجة الشهيرة Xcode، مع دمج نموذج Claude Sonnet المتقدم الذي طورته أنثروبيك. وقد بدأت آبل بالفعل في اختبار هذه المنصة داخلياً، على الرغم من أنها لم تتخذ قراراً نهائياً بشأن طرحها للمطورين الخارجيين حتى الآن.

هذا التعاون يمثل تحولاً لافتاً في استراتيجية آبل، التي لطالما فضلت الاعتماد على تقنياتها الداخلية. فبعد سنوات من التردد في استخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي في تطوير البرمجيات، تبدو الشركة اليوم أكثر انفتاحاً على الاستفادة من خبرات الشركات الناشئة لمواكبة التقدم السريع في هذا المجال.

وكانت آبل قد أعلنت في العام الماضي عن أداة Swift Assist المدعومة بالذكاء الاصطناعي لبيئة Xcode، ولكنها لم تُطرح فعلياً للمطورين. وقد أفادت تقارير داخلية أن المهندسين قد واجهوا مشكلات في النظام، بما في ذلك ما يسمى بـ “الهلوسة” – أي توليد معلومات غير دقيقة – مما أبطأ عملية تطوير التطبيقات. ويبدو أن هذه المشكلات كانت السبب وراء اللجوء إلى خبرات أنثروبيك، التي تشتهر بقوة نموذجها في البرمجة.

تتضمن المنصة الجديدة واجهة تفاعلية تسهل على المبرمجين طلب إنشاء أو تعديل الشيفرات البرمجية، إضافة إلى اختبار واجهات المستخدم واكتشاف الأخطاء البرمجية وإصلاحها. وهذه المهام عادة ما تستغرق وقتاً طويلاً إذا تم تنفيذها بالطريقة التقليدية.

تأتي هذه الشراكة في إطار جهود أوسع تبذلها آبل للحاق بالتطور السريع في مجال الذكاء الاصطناعي. فقد فوجئت الشركة بتطورات هذا المجال قبل أكثر من عامين، مما دفعها لإجراء تعديلات هيكلية في قسم الذكاء الاصطناعي. في خطوة استراتيجية، تم نقل مسؤولية تطوير المساعد الصوتي “سيري” من جون جياناندريا، مدير الذكاء الاصطناعي، إلى كريج فيديريغي، رئيس هندسة البرمجيات، مما يسمح لفريق جياناندريا بالتركيز على أبحاث الذكاء الاصطناعي الأساسية.

وفي مكالمة مع المستثمرين يوم الخميس الماضي، دافع تيم كوك، الرئيس التنفيذي لآبل، عن نهج الشركة في الذكاء الاصطناعي، مشيداً بمزايا أسلوب “المعالجة على الجهاز” الذي تتبناه الشركة. وأوضح كوك أن آبل تسعى لتحقيق توازن بين تطوير نماذج خاصة بها والتعاون مع شركاء خارجيين، قائلاً: “لا أرى الأمر على أنه إما هذا أو ذاك”.

أما بالنسبة لأنثروبيك، فإن هذه الشراكة تعد مكسباً كبيراً، خاصة إذا قررت آبل طرح المنصة للمطورين الخارجيين في المستقبل. يأتي ذلك بعد صفقة سابقة مع أمازون لتطوير مساعد Alexa+ الجديد، ما يعزز موقع الشركة الناشئة كمنافس قوي في سوق نماذج الذكاء الاصطناعي.

يُشار إلى أن تقنيات البرمجة المدعومة بالذكاء الاصطناعي أصبحت محور اهتمام الشركات التقنية الكبرى. فقد كشفت تقارير عن أن شركة OpenAI تجري مفاوضات للاستحواذ على شركة Windsurf المتخصصة في هذا المجال مقابل نحو 3 مليارات دولار، مما يعكس القيمة المتزايدة لهذه التقنيات في صناعة البرمجيات.