الذكاء الاصطناعي يفتح أبوابًا وظيفية جديدة لم تكن في الحسبان

 في سوق عمل يتسم بالتحول السريع، أصبحت أدوات الذكاء الاصطناعي تشكل منعطفًا حاسمًا للباحثين عن فرص مهنية جديدة. شركات كبرى مثل جوجل وسيلزفورس ولينكدإن تطور حلولًا ذكية تقلب الموازين التقليدية للبحث عن الوظائف.

بروك جرانت خير مثال على هذا التحول، فبعد عشر سنوات في إدارة التغيير، قادتها أداة “كارير كونيكت” من سيلزفورس إلى مجال تمكين المبيعات، وهو مسار لم تخطر ببالها من قبل. تقول جرانت بحماس “لولا هذه الأداة ما كنت سأتقدم لهذه الوظيفة أبدًا”، مشيرة إلى أنها حصلت على المنصب بزيادة ملحوظة في الراتب.

جوجل تقدم بدورها أداة “كارير دريمر” التي استقطبت مئات الآلاف منذ فبراير الماضي. الأداة تحلل مهارات المستخدمين وتقترح مسارات مهنية بديلة، مثل تحويل محاسب إلى مستشار إداري، أو معلمة إلى مدربة شركات. ليزا جيفلبر من جوجل توضح أن المشكلة تكمن في أن معظم الناس لا يدركون قيمة مهاراتهم القابلة للتحويل بين القطاعات.

أما راشيل فوجلمان، طالبة ماجستير إدارة الأعمال، فاستخدمت روبوتات الدردشة الذكية لمساعدة العاملين في الصحة العامة على الانتقال للقطاع الخاص. تقول فوجلمان “الأمر يتعلق بترجمة الخبرات بلغة يفهمها أرباب العمل الجدد”، وقد ساعدت أدواتها العديدين في اكتشاف وظائف لم يظنوا يوما أنهم مؤهلون لها.

لكن خبراء التوظيف يحذرون من أن هذه الأدوات تبقى مكملة وليست بديلة للاستشارة المهنية المتخصصة. ستيفاني رانو، الخبيرة السابقة في التوظيف، تشير إلى أن الشركات ما زالت تفضل المرشحين ذوي الخبرة المباشرة في المجال.

رغم ذلك، تثبت أدوات الذكاء الاصطناعي يومًا بعد يوم قدرتها على كشف الإمكانات الخفية للمهنيين، ومساعدتهم على تحويل مهاراتهم الحالية إلى فرص ذهبية في مجالات لم يجرؤوا على خوضها من قبل. في عصر التحول الرقمي، أصبحت هذه التقنيات بمثابة بوابات تفتح عوالم مهنية جديدة أمام الباحثين عن مسارات مختلفة.