رئيس الوزراء الكندي الجديد – فكرة ترامب مجنونة

 رفض رئيس الوزراء الكندي الجديد، مارك كارني، رفضًا قاطعًا أي فكرة مفادها أن تصبح كندا الولاية 51 للولايات المتحدة، في ظل التوترات بشأن حرب تجارية شاملة بين الدولتين المتجاورتين.

وبعد أدائه اليمين الدستورية يوم الجمعة، رفض كارني، في حديثه للصحفيين، الفكرة الجريئة والمثيرة للجدل التي روّج لها الرئيس دونالد ترامب، واصفًا إياها بـ”الجنونية”. وقال كارني: “لن نكون أبدًا، بأي شكل من الأشكال، جزءًا من الولايات المتحدة”. كما قال إن كندا دولة ذات سيادة ولها قيمها وتقاليدها الخاصة وإن ترامب يحتاج إلى إظهار المزيد من الاحترام للأمة.

وعندما سُئل عن وزير الخارجية ماركو روبيو، الذي صرّح للصحفيين بأن موقف ترامب هو أن انضمام كندا إلى الولايات المتحدة سيكون أفضل، قال كارني: “إنها وجهة نظره جنونية. هذا كل شيء.”

وكان ترامب قد صرّح بأن ضم كندا سيمنعها من التعرض لرسوم جمركية عقابية. ويزعم ترامب أن الولايات المتحدة تدعم كندا بما يصل إلى 200 مليار دولار سنويًا، وأنها بدأت بفرض رسوم جمركية بنسبة 25% على البضائع القادمة من كندا والمكسيك الأسبوع الماضي.

بعد يومين، علق ترامب الرسوم الجمركية البالغة 25% على معظم السلع الواردة من كندا والمكسيك والمشمولة باتفاقية الولايات المتحدة-المكسيك-كندا (USMCA) لمدة شهر. وفرض ترامب رسومًا جمركية بنسبة 25% على واردات الصلب والألمنيوم الكندية، ويهدد بفرض رسوم جمركية شاملة على جميع المنتجات الكندية في 2 أبريل.

لقد كان ترامب يصرّح دائما بأن كندا – ومثلها المكسيك – لم تبذل جهودًا كافية لمنع تدفق المهاجرين غير الشرعيين والمخدرات، وخاصةً الفنتانيل، إلى الولايات المتحدة. ورغم أن كارني تطرّق إلى المخاوف الأمريكية، لكنه صرّح بأنه لا يخطط للقاء الرئيس ترامب فورًا، لكنه يتطلع إلى ذلك.

قال كارني في لهجة أكثر اعتدالا: “لقد وضع الرئيس ترامب بعض القضايا المهمة للغاية على رأس جدول أعماله. إن فهم جدول أعماله يعني فهم أهمية معالجة آفة الفنتانيل، التي تُمثل تحديًا هنا في كندا والولايات المتحدة على حد سواء. وأود أن أقول إن الإجراءات التي تم اتخاذها في الأسابيع الأخيرة في كندا والمكسيك، وكذلك في الولايات المتحدة، تعني أننا نحرز تقدمًا هائلاً”.

وأشار كارني إلى أنه يُدرك الأهمية التي يُوليها الرئيس ترامب للعمال الأمريكيين والوظائف الأمريكية. وأضاف: “نريد منه ومن إدارته أيضا أن يُدركوا الأهمية التي نوليها للعمال الكنديين والوظائف الكندية”.

وكان ترامب قد طرح فكرة الاندماج على رئيس الوزراء الكندي السابق جاستن ترودو شخصيًا عندما التقيا في مارالاغو أواخر نوفمبر، وفقًا لمصادر فوكس نيوز. كما اقترح ترامب ضم غرينلاند.

عمل كارني، المدير التنفيذي السابق في غولدمان ساكس، لمدة 13 عامًا في لندن وطوكيو ونيويورك وتورنتو، قبل أن يُعيّن نائبًا لمحافظ بنك كندا عام 2003. أدار كارني بنك كندا من عام 2008 إلى عام 2013، وبنك إنجلترا من عام 2013 إلى عام 2020.

ولم يُنتخب كارني قط لمنصب عام من قبل الناخبين الكنديين، وليس له مقعد في البرلمان. وفاز بقيادة الحزب الليبرالي الأسبوع الماضي بنسبة 86% من الأصوات بعد استقالة ترودو. فهل ستشهد العلاقات الأمريكية الكندية الاستقرار؟ وهل سيستأنف ترامب تعليق التعريفات الجمركية؟ أم سيفعّلها بجدية اعتبارا من 2 أبريل؟

المصدر: فوكس نيوز

المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب