الصين تدرس تحقيقًا لمكافحة الاحتكار مع إنتل وسط تصاعد التوترات التجارية

 في وقت يشهد فيه العالم تصاعد التوترات التجارية بين الصين والولايات المتحدة، يبدو أن شركة إنتل العملاقة لأشباه الموصلات قد تجد نفسها في موقف صعب مع الجهات التنظيمية الصينية. وفقًا لتقرير من فاينانشال تايمز، تشير الأنباء إلى أن الصين تفكر في إجراء تحقيق ضد إنتل بتهمة مكافحة الاحتكار، وهو خطوة تأتي في وقت حساس بالنسبة للعلاقات التجارية بين البلدين.

هذا التحقيق المحتمل يأتي في وقت فرضت فيه الصين مجموعة جديدة من التعريفات الجمركية على السلع الأميركية يوم الإثنين، في رد على الإجراءات التجارية التي اتخذتها الولايات المتحدة ضدها. كما ذكرت الصحيفة أن الصين قد أعادت فتح التحقيقات في مكافحة الاحتكار مع جوجل في ديسمبر الماضي، بعد فترة من توقف هذه التحقيقات. وكانت الصين قد أعربت عن شكوكها بشأن انتهاك جوجل لقوانين مكافحة الاحتكار في البلاد، رغم أن خدمات البحث والإنترنت الخاصة بها محظورة في الصين منذ عام 2010.

تعد الصين أكبر سوق لشركة إنتل، حيث تمتلك الشركة مرافق لاختبار وتجميع المنتجات داخل الصين. وفقًا للبيانات الأخيرة، تحقق إنتل نحو 29% من إيراداتها العالمية من السوق الصينية، وهو ما يعادل حوالي 15.5 مليار دولار. 

وفي ظل التوترات الراهنة، أُعلن أيضًا عن فتح تحقيق لمكافحة الاحتكار ضد جوجل من قبل إدارة الدولة الصينية لتنظيم السوق، حيث سيتم فحص الممارسات الاحتكارية المزعومة للشركة الأميركية، التي لا تزال تحتفظ بعمليات تجارية في الصين، تركز بشكل أساسي على الإعلان رغم حظر خدمات الإنترنت الخاصة بها.

إلى جانب ذلك، فرضت الصين رسوماً بنسبة 15% على صادرات الفحم والغاز الطبيعي المسال الأميركية، بالإضافة إلى تعريفة بنسبة 10% على النفط والمعدات الزراعية. كما أضافت السلطات الصينية شركات أخرى مثل PVH Corp المالكة لعلامة Calvin Klein، وشركة Illumina لتسلسل الجينات، إلى قائمة الكيانات المقيدة، وأعلنت عن ضوابط تصدير جديدة على المواد المرتبطة بالتنغستن.

تستمر هذه التوترات التجارية في التأثير على بيئة الأعمال العالمية، حيث يتوقع المراقبون أن تتسارع الأحداث في الأيام المقبلة مع استمرار ردود الفعل الصينية على الإجراءات الأميركية.