DeepSeek يعاقب المحتالين! – جريدة مانشيت

لنبدأ بالأسواق الأمريكية!

مع التطور الكبير الذي يشهده الذكاء الاصطناعي، ربما يتمكن في المستقبل في مساعدة قوات الشرطة والقضاء على معقبة المحتالين والمجرمين.

ولكن على ما يبدو، قرر تطبيق ذكاء الاصطناعي “DeepSeek” أن يبدأ في هذه المهمة بشكل منفرد، والبداية كانت في الأسواق الأمريكية!

فمع صعود التطبيق للمرتبة الأولى عبر متجر التطبيقات Play Store، متفوقاً بهذا على المنافسين الآخرين مثل Chatgpt وGemini وغيرهم، استيقظ المستثمرون على حقيقة صادمة زلزلت أسواق أسهمهم.

هذه الحقيقة أن شركة صينية ناشئة استطاعت تطوير نموذج ذكاء اصطناعي بكلفة تقديرية قد لا تتجاوز 10 مليون دولار أمريكي.

وقد لا يكون الأمر مبهراً في العموم، لكن الإبهار الحقيقي يأتي من أن بهذه الكلفة المتواضعة، استطاعت الشركة الصينية إزاحة عمالقة تطوير الذكاء الاصطناعي في العالم عن مراتبهم المتقدمة.

فتطبيق الذكاء الاصطناعي الأشهر شات جي بي تي، تقدّر تكلفة تطويره من قِبل شركة OpenAI بما يتراوح ما بين 100 مليون وحتى 500 مليون دولار أمريكي!

وقد كانت كبار الشركات التكنولوجية مثل مايكروسوفت وجوجل قد أعلنت ضخ مليارات الدولارات الأمريكية لتطوير نماذج ذكاء اصطناعي محسّنة أخرى خلال العام الجاري.

ظهور التطبيق الصيني زعزع ثقة المستثمرين في إدعاءات شركات التكنولوجيا الأمريكية، وألقى بظله على التقييم المبالغ فيه لأسهم هذه الشركات.

الأمر الذي انعكس على سعر أسهم واحدة من أبرز الشركات التقنية الأمريكية – وهي شركة نيفيديا – والتي تكبدت خسائر بلغ قيمتها 600 مليار دولار أمريكي من قيمتها السوقية!

هذه الخسارة هي الخسارة الأكبر في تاريخ أسواق الأسهم، وقد تبعها عدد آخر من الشركات التي اعتمد تقدير أسهمها بشكل رئيسي على استثماراتها في مجال الذكاء الاصطناعي.

شركة نيفيديا على الجانب الآخر قالت أن هذا التطبيق سيفيد مشهد الذكاء الاصطناعي في عمومه، ولكنها تدرك جيداً أن أي تطوير لنماذج الذكاء الاصطناعي يتطلب حصول الشركات على وحدات المعالجة التي تصدرها الشركة، في إشارة إلى أهميتها في هذا السوق بشكل عام.

وعلى أي حال، سوف تكشف لنا الأيام القادمة القوة الحقيقية لمجال تطوير ومعالجة وحدات الذكاء الاصطناعي في الصين، وكيف سيؤثر هذا على الإدعاءات الأمريكية بشكل عام.

العملات الرقمية تهتز بقوة!

تراجعت مجموعة من العملات الرقمية وأبرزها عملة البيتكوين لتنخفض مرة أخرى دون مستوى 100 ألف دولار أمريكي متأثرة بالهزة العنيفة التي شهدها سوق الأسهم الأمريكية بسبب Deepseek.

ومع ذلك، فتراجع العملات الرقمية لم يكن بسبب صعود تطبيق Deepseek فحسب، بل تم أيضاً بسبب خيبة أمل الأسواق في قرار ترامب التنفيذي، والذي وقعه الرئيس الجديد في 24 من يناير الجاري.

وعلى الرغم من أن القرار يبدو قراراً مفيداً لأسواق العملات الرقمية، إلا أنه جاء دون توقعات الأسواق. فقد قرر الرئيس الأمريكي وضع إطار قانوني وتنظيمي للعملات الرقمية داخل الولايات المتحدة الأمريكية.

القرار في ظاهره يبدو إيجابياً للغاية، وكان من المتوقع أن يدفع سوق العملات الرقمية نحو الأمام. لكن كما يعقّب تقرير موقع investing عن القرار، فالسوق كان يبحث عن خطوات عملية واضحة!

فالقرار جاء مبهماً بعض الشيء، ولم يلامس الوعود الكبيرة التي أطلقها الرئيس الأمريكي قبل وصوله لسدة الحكم في الولايات المتحدة الأمريكية.

فقد أشار الرئيس الأمريكي إلى أنه سوف يعمل على إنشاء احتياطي رسمي من عملة البيتكوين في الفيدرالي الأمريكي، الأمر الذي لم يتضمنه القرار الموقّع.

إلا أن بعض الخبراء يرون أن العملات الرقمية كانت قد تعافت بالفعل واكتسبت زخماً صعودياً بمجرد وصول ترامب لسدة الحكم، كما لو أنه قد نفّذ وعوده بالفعل!

وعليه، فالتراجع الحالي طبيعي وغير مقلق، وقد يكون مرتبطاً بشكل أكبر بالهزة العنيفة التي شهدتها أسواق الأسهم الأمريكية بسبب عدم دقة تسعيرها على حد قول المتخصصين.

العملات الرقمية وأشهرها البيتكوين أصبحت واحدة من أكثر الأدوات المالية استخداماً بين المستثمرين، نظراً للخصوصية الكبيرة التي توفرها وسرعة إتمام المعاملات والمزيد.

وهو ما دفع عدد كبير من الصناعات إلى قبول الدفع باستخدام العملات الرقمية مثل مواقع كازينو بيتكوين ومواقع البيع المباشر ومواقع التسوق وغيرها.

وفي العالم العربي، لازالت العملات الرقمية تواجه مجموعة كبيرة من التحديات أبرزها عدم وجود إطار تنظيمي، بالإضافة إلى التذبذب الكبير الذي تشهده العملات الرقمية، مما يجعلها أداة غير ملائمة لمعظم المستثمرين الجدد.

مارك زوكربيرج يعلن الحرب!

أعلنت شركة ميتا – المالكة لموقع فيس بوك – أنها تسعى إلى دراسة نموذج Deepseek الصيني لمعرفة كيف تمكّنت الشركة الصينية من خفض تكلفة تطوير النموذج.

وقد أشارت صحيفة “The information” الأمريكية أن مارك زوكربيرج أعلن عن إنشاءه 4 فرق مختلفة لدراسة كل جانب من جوانب هذا التطبيق، ويطلق على هذه الفرق “غرف الحرب”!

ولكن هذه الفرق – كما هو جلي – لا تملك أسلحة، بل تتألف من مجموعة من المهندسين الذي يسعون لتحليل ودراسة النماذج التي يعمل بها النموذج الصيني الجديد.

كل فريق من هذه الفرق سيسعى إلى سبر أغوار جانب من جوانب عمل وأداء هذا التطبيق، ثم يشارك كل فريق من هذه الفرق البيانات التي توصل إليها مع الفرق الأخرى.

وسيتوزع تركيز هذه الفرق على دراسة كيفية خفض تكلفة إنتاج التطبيق، ودراسة البيانات التي تدرّب عليها هذا التطبيق، وأخيراً، كيفية إعادة بناء وتطوير نموذج الذكاء الاصطناعي لشركة “ميتا” للحفاظ على أفضلية منافسته مع التطبيقات الأخرى في الأسواق العالمية.