شاهد هذا الموضوع -شادي العدل يكتب: شهر الدم في الذاكرة المصرية- عبر موقع فري بوست والآن الى تفاصيل الموضوع
لطالما كان شهر فبراير شهرًا مميزًا، شهر الحب والدفء، يحتفي به العالم بعيد الحب كرمز للمحبة والعطاء.
لكن في مصر، اتخذ هذا الشهر منحىً آخر، منحىً دامياً محفوراً في الذاكرة الوطنية، خاصةً بعد عام 2011.
لم يعد فبراير شهرًا عاديًا، بل أصبح رمزًا لأحداث مفصلية تركت جراحًا غائرة في قلب الوطن.
حتى عام 2011، لم يكن لشهر فبراير أي دلالة خاصة في الذاكرة المصرية.
لكن هذا تغيّر جذريًا مع انطلاق ثورة 25 يناير. في مطلع فبراير، ألقى الرئيس الأسبق حسني مبارك خطابًا وُصف بـ “العاطفي”، تعهد فيه بعدم الترشح للانتخابات الرئاسية القادمة، مخاطبًا مشاعر الشعب بعبارات عن ولادته وعيشه وحربه وموته على أرض مصر، وطالب مبارك الثوار المعتصمين في ميدان التحرير بالانصراف، لكن الأحداث أخذت مسارًا دمويًا.
ففي صبيحة اليوم التالي، شنّ مؤيدو مبارك هجومًا وحشيًا على المتظاهرين السلميين في ميدان التحرير، مستخدمين الجمال والخيول والسياط والعصى.
تحولت المظاهرات السلمية إلى اشتباكات عنيفة بالحجارة استمرت لساعات، مخلفةً مئات الجرحى وسبعة شهداء.
أقام المعتصمون مستشفى ميدانيًا لعلاج الجرحى، بينما صرّح نائب الرئيس آنذاك، عمر سليمان، بأن “رسالة المتظاهرين وصلت”.
لم يثنِ الهجوم الوحشي الثوار عن عزيمتهم، ففي الساعات الأولى من صباح اليوم التالي، تجدد الهجوم بشكل أكثر شراسة، خاصة من ميدان عبد المنعم رياض وكوبري 6 أكتوبر.
أطلقت النيران عشوائيًا من أسلحة آلية على المتظاهرين، ما أسفر عن سقوط سبعة شهداء آخرين، ليرتفع إجمالي ضحايا ما عُرف إعلاميًا بـ “موقعة الجمل” إلى 14 شهيدًا و 1500 مصاب.
هذه الأحداث الدامية زادت من إصرار الشباب على استكمال ثورتهم، حتى تنحى مبارك في 11 فبراير 2011.
وبعد عام واحد فقط، وفي الذكرى الأولى لموقعة الجمل، تحوّلت مباراة كرة قدم بين النادي الأهلي والنادي المصري في بورسعيد إلى كارثة حقيقية.
بدأت الإنذارات قبل المباراة باقتحام الجماهير لأرض الملعب، وتفاقم الوضع بعد تكرار الاقتحام بين شوطي المباراة وبعد تسجيل الأهداف.
بعد الهدف الثالث للنادي المصري، اقتحم المئات من الجماهير أرض الملعب بالعصي والأسلحة البيضاء، معتدين على لاعبي الأهلي وجماهيره.
خلّفت هذه الأحداث الدامية 74 قتيلاً و 248 مصابًا، معظمهم بإصابات مباشرة في الرأس وجروح قطعية، بالإضافة إلى حالات وفاة نتيجة طلقات نارية وطعنات بالأسلحة البيضاء والاختناق بالغاز.
ثم بعد أربع سنوات على موقعة الجمل وثلاث سنوات على كارثة بورسعيد، شهد يوم 5 فبراير 2015 فاجعة أخرى أمام استاد الدفاع الجوي، قبل مباراة بين نادي الزمالك ونادي إنبي، صرّح رئيس نادي الزمالك بأنه لا توجد تذاكر للمباراة، لكنه وعد الجماهير بالدخول مجانًا.
تجمع المئات من جماهير الزمالك أمام الاستاد، حيث وُضع قفص حديدي لمنع التدافع. مع تزايد الأعداد داخل القفص، بدأت الجماهير بالصراخ “إحنا بنموت.. افتحوا بنموت”.
انهار القفص الحديدي على الجمهور، وأطلقت قوات الأمن قنابل الغاز والخرطوش، ما أسفر عن سقوط 20 شهيدًا من جماهير الزمالك.
بهذه الثلاثية الدامية (موقعة الجمل، كارثة بورسعيد، ومذبحة الدفاع الجوي)، تحوّل شهر فبراير إلى شهر دموي في تاريخ مصر، شهر لن ينساه المصريون مهما تعاقبت الأحداث، فلم يعد فبراير شهر الحب فقط، بل أصبح شهرًا يحمل في طياته ذكرى أحداث مؤلمة ستبقى محفورة في الذاكرة الوطنية.
. .r1q0
وقد وصلنا إلى نهاية المقال ، و تَجْدَرُ الإشارة بأن الموضوع الأصلي قد تم نشره ومتواجد على موقع مانشيت وقد قام فريق التحرير في موقع فري بوست بالتأكد منه وربما تم التعديل عليه وربما قد يكون تم نقله بالكامل أو الإقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدات هذا الخبر أو الموضوع من مصدره الأساسي ولا يتحمل فري بوست أية مسؤولية قانونية عن الصور أو الخبر المنشور شاكرين لكم متابعتكم.
رابط الخبر الأصلي