السعودية تتحدى أبناء الجنوب بمواقف جزافية تهدد بإشعال الحرب من جديد
/خاص / فري بوست //
يتعمد مجلس القيادة الرئاسي الخلط بين الأوراق بغرض دفع القضية الجنوبية في أتون مواجهة هامشية على أمل كسب المزيد الوقت لامتصاص حالة الحماس الثوري لدى أبناء الجنوب من اجل استعادة دولتهم المستقلة.
ومنذ اجتماعات مجلس القيادة الرئاسي الأخيرة في الرياض، أخذت القوى اليمنية في مجلس القيادة الرئاسي تسلط الضوء على القضية الجنوبية، لكن ذلك الاهتمام لا يتجاوز مساعي التسوية مع الحوثيين وليس اهتماما مستقلاً بالقضية الجنوبية.
أخر ما ورد بخصوص مواقف الشرعية تجاه القضية الجنوبية تمثل اليوم باجتماع هيئة التشاور والمصالحة والتي أكدت ” دعم جهود إحلال السلام، بما يضمن إنهاء الانقلاب واستعادة مؤسسات الدولة، وحل القضايا الرئيسية وفي طليعتها قضية الجنوب” وبما يعني السعي إلى تأطير القضية الجنوبية وحق أبناء الجنوب في إقامة دولتهم المستقلة ضمن مباحثات الحل اليمنية ــ اليمنية، دون منح القضية الجنوبية صفة مستقلة عن صراعات اليمنيين فيما بينهم البين.
ويبدو من خلال الوقائع والتصريحات، أن السعودية تعمل على الحد من تطلعات أبناء الجنوب في الحصول على دولتهم المستقلة باعتبار اعلان الدولة الجنوبية ثمرة من ثمار تضحيات أبناء الجنوب على مدى ثمانية أعوام إلى جانب التحالف في التصدي لمليشيا الانقلاب الحوثي المدعومة من إيران في اليمن. خصوصاً أن الحرب التي لم تؤدي إلى نشوء أوضاع جديدة في المنطقة، يمكن أن تنطبق عليها مقولة الحوثيين والمؤيدين لهم أنها “حرب عبثية” ما كان يجب لها أن تقوم أصلاً على ضوء النتائج الهزيلة التي توصلت اليها السعودية في مباحثاتها مع الحوثيين.
ويمثل ادراج القضية الجنوبية على أساس انها “قضية يمنية” ضمن خارطة الحلول التي فرضتها السعودية على بقية مكونات التحالف، نوعاً من الاستخفاف بتضحيات أبناء الجنوب خلال المواجهة مليشيا الحوثي، ورغم الاعتراض الذي ابدته قيادة المجلس الانتقالي على محاولات الالتفاف على القضية الجنوبية من قبل السعودية والقوى اليمنية المؤيدة للتحالف، والتحذير من أن تجاهل القضية الجنوبية لن يجلب السلام لأي طرف، إلا أن السعودية من خلال مواقفها تصر على المجازفة بتحدي أبناء الجنوب عبر تهميش قضيتهم، وهي من وجهة نظر مراقبين لا تختلف كثيراً عن المجازفة السعودية في الحرب على الحوثيين والتي خرجت منها السعودية “بخفي حنين”. وبما يؤكد أن السعودية لا تأخذ العبر ولاتراكم الخبرات من الدروس التي تجرعتها في حربها على الحوثيين، من خلال انتهاج سياسات تتسم بالعشوائية وانعدام الاتزان كما هو حاصل اليوم بالمواقف السعودية المعادية للقضية الجنوبية وحق الجنوب في طرد الاحتلال اليمني وعصابة 7/7 ممثلة بحزب الإصلاح ومليشيا المؤتمر الشعبي العام بقيادة عائلة عفاش.