ماهي أسباب تأخر اعلان نتائج المفاوضات بين الحوثيين والسعودية؟
/خاص/ فري بوست //
وسط انحسار التفائل من امكانية الحصول على حل سريع في اليمن بناء على المفاوضات الجارية بين السعودية وجماعة الحوثي الإنقلابية.
ويرى مراقبون أن المباحثات القائمة بين الحوثيين والسعودية تفتقر إلى الكثير من الشروط التي يمكن على أساسها المراهنة على امكانية حدوث سلام جاد بين الطرفين.
ومن وجهة نظر مراقبين يمثل اهمال السعودية لبقية اطراف التحالف العربي عقبة أمام تحقيق أي اتفاق ينهي الحرب، ولا يمكن بحسب البعض اختزال التحالف بالرياض، وتجاهل أن هناك شركاء اساسين للسعودية قدموا الكثير من التضحيات وترتبت على شراكتهم للرياض مسؤليات لا يمكن القفز عليها مهما حاولت السعودية عبر تجاهل التزاماتها تجاه بقية اطراف التحالف.
ويمثل شعب الجنوب العربي أحد أبرز شركاء السعودية في تحالف استعادة الشرعية في اليمن، وانهاء الانقلاب الحوثي.
ورغم أن الرياض تعمل حالياً على إلغاء دور أبناء الجنوب وتضحياتهم ضمن التحالف، بدلاً من التنسيق وخوض المفاوضات إلى جانب بقية شركاء التحالف باعتبارها طرف واحد، مثلما دخلت الحرب تحت إطار جامع باسم التحالف، إلا أن الرياض اختارت تفتيت التحالف من خلال المضي بمفاوضات انفرادية مع الحوثيين دون علم أو تنسيق مع بقية أطراف التحالف. وهي قضية خلقت الكثير من علامات الاستفهام حول ما إذا كانت السعودية قادرة فض التشابك القائم بين جميع أطراف التحالف مع الحوثيين؟ أم أن المسألة تقتصر على اخراج السعودية من الحرب وترك بقية شركاء التحالف يعالجون المشاكل الناجمة عن انخراطهم بمساندة الرياض في التحالف الذي دعت إليه السعودية لحرب الحوثيين؟
لقد كان ابناء الجنوب السند الرئيسي للتحالف في الحرب، ولا يمكن للسعودية أو الحوثيين التهرب من استحقاقات التسوية العادلة لتطلعات أبناء الجنوب بالاستقلال عن الاحتلال اليمني وإقامة دولتهم المستقلة. ولا يبدو أن هناك من هو قادر على تحمل مسؤولية مساعي إجهاض دولة الجنوب العربي في نتائج ما بعد الحرب.. فإذا كانت السعودية قد قررت انهاء حربها مع الحوثيين فذلك لا يعني بأي حال من الأحوال، انتهاء الحرب، خصوصا أن قيادة الجنوب العربي ممثلة بالمجلس الانتقالي الجنوبي، تؤكد أن أي سلام مع اليمن لا يتضمن تسوية القضية الجنوبية سيكون مصيره الفشل، وأن الكفاح المسلح لنيل الاستقلال سيظل خيار شعب الجنوب، مهما تم حياكة المؤامرات.