قصة بطل من أبناء الجنوب واجه قوات طارق عفاش في شعب النار
فري بوست// متابعات //
لا يمكن للقوات اليمنية أن تنكر التضحيات الكبيرة التي قدمها أبناء الجنوب في مساندة التحالف العربي لتحرير المناطق اليمنية من مليشيات الحوثي الموالية لإيران.
إلا أنه مهما بذل أبناء الجنوب من تضحيات، تبقى نظرة التعالي من قبل القوات اليمنية المدعومة من التحالف، تجاه أبناء الجنوب.
السطور التالية تحكي قصة شاب من أبناء الضالع، واجه شتى صنوف العنصرية والتحقير لأبناء الجنوب، في معسكرات طارق عفاش، في مدينة المخا.
يقول الجندي غازي القحطاني “ذهبنا برفقة العشرات من شباب الضالع إلى الساحل الغربي للتدريب العسكري ضمن قوام الواء الثاني مغاوير التابع لطارق عفاش بقيادة فتح القاضي وعند وصولنا المخا استقبلنا عدد من القادة التابعين لطارق واخذونا إلى منطقة جبلية تسمى شعب النار وعند وصولنا هناك وجدنا أنفسنا في سجن نواجه فيه الموت كل دقيقة، ثعابين، وعقارب وسط غياب الإسعافات الأولية أو حتى عنابر او براق يحمينا”.
أتيت لأحررك من الحوثي
وأضاف القحطاني “وبما أننا أتينا بحثاً عن قوت أطفالنا صبرنا وتحملنا وأخذنا دورتنا العسكرية وتدربنا ما يقارب الثلاثين يوم ولم يتبقى امامنا سوى ١٥يوم لانتهاء الفترة، حينها أتى المدرب أبو حورية، وجمع القوة وبدأ بنشر سمومه القذرة بين اوساطنا سموم الطعن بحق الجنوبين الذين يطالبون بالاستقلال وترديد شعارات وعندما قاطعته في كلامه طلب مني الخروج إليه وعند وصولي نظر إلى عندي بنظرة سخريه قائلا أعد ما قلته فقلت نحن أصحاب الأرض لنا مطالب شرعية وقضية عادلة ومن الطبيعي أن نثور فرد عليا ولماذا أتيت إذا كنت لست يمني فقلت أتيت لكي احررك من الحوثي فكانت هذه الكلمة بمثابة طلقة اخترقت قلبه وحطمت كبريائه؛ فما كان منه إلا أن أمر العسكر بأخذي إلى الضغاطة، وعندما اخذوني صاح زملائي عليهم فتم الزج بهم إلى جانبي في السجن، وكان كل اربع ساعات يأتي المحققين يحققون معنا حول ما اعتبروه السبب أو الدافع من تحريضنا الأفراد؛ مع أننا لم نحرض أحد فقط انتقدنا طريقة خطاب المدرب بحق الجنوبيين”.
في عنبر التحقيق
ويتابع غازي القحطاني “في اليوم الثالث قبل آذان المغرب أتى أحد الجنود وفتح باب الضغاطة وسأل من فيكم غازي القحطاني؟ أجبته أنا غازي ما المطلوب. قال تعال معي، أخذت نفسي وخرجت معه إلى أحد العنابر القريبة من مكان حبسنا وعند دخولي العنبر رأيت ثلاثة أشخاص يجلسون على طاولة واحدة، وعند وصولي، سألني أحدهم أنت غازي؟ ،قلت نعم ،قال ما دافع تحريضك للجنود؟ قلت له أني لم احرض وهذه المرة الرابعة وأنا أقول لكم أني لم احرض أحد. رد الشخص الذي بجانبه لا ترفع صوتك، ثم سأل ولماذا ترفض ترديد شعار بالروح والدم نفديك يا يمن كبقية زملائك في الطابور؟ قلت مش ضروري اقوله، صاح ولماذا وايش السبب من رفضك ترديد الشعار؟ ألست يمني؟ فقلت كلا أنا جنوبي.. هاه يعني انت هندي هكذا قاطعني بسخرية. رديت عليه وقلت بل جنوبي عربي، فتدخل صاحبه قائلا بما أنك جنوبي لماذا أتيت إلى هنا؟ خاطبته بنفس الخطاب الذي خاطبت به أبو حورية في اليوم الأول لنساعدكم على تحرير وطنكم. فصرخ مقاطعاً اخرس حرر نفسك.
جواب مفحم
ثم نظر إلى صاحبهم الثالث الذي كان جالساً دون أن يهمس بكلمة منذ دخلت العنبر، وطلب من زميله أن يخرج جوالي، وبالفعل أخرج جوالي من جيبه وأعطاه إياه، فقعد يفتشه ويبحث فيه ثم سألني لمن هذه الصورة التي عملتها خلفية في صفحة الوتس؟ فقلت للشهيد القائد أبو اليمامة، رد الشخص الذي حاورني أول ما وصلت ويدعى “ابو علي” اعتقد انه من تعز من خلال لهجته تقصد أبو القمامة فقلت لا ابو اليمامة، فرد قائلاً: هذا عميل للإمارات مرتزق ويضطهد اليمنيين في عدن. فقاطعته كلكم تستلمون الدعم من الإمارات فلماذا أنتم نبلاء وغيركم عملاء!!..
قال احدهم هذا مغسول دماغ ومريض نفساني، وأضاف مخاطباً زميله تعرف أن الحوثي رغم عداوتنا له إلا أنه عمل إنجاز لليمن بقتله أبو القمامة فقاطعتهم وقلت بالطبع ولكنه ليس بالإنجاز الأكبر الذي قتل به زعيمكم عفاش. هنا أبو علي لم يتحمل ردي، فاخذ قارورة الماء ورماها علي قائلا اخرس يا؟؟؟؟؟؟،بكلام تجرد فيه عن كل القيم ثم نهض من مكانه يريد الاعتداء عليا، غير أن الشخص الثالث الذي ظل صامت منذ البداية منعه من ذلك.
نظرة الاستخفاف بأبناء الجنوب
وبعد أن هدء المحقق واسترخت اعصابه، خاطبني قائلاً هل تعتقد أنكم تقدروا على مواجهتنا إذا أردنا السيطرة على الجنوب؟ أو أننا سنسمح لعيدروس بتقسيم اليمن؟،لم أجبه، التزمت الصمت، وواصل كلامه أنتم تعرفون أنه لو ما التحالف واقف في وجوهنا لكنا قضينا على مشروعكم الماركسي.
حينها تدخل الشخص الثالث الذي كان صامتا منذ البداية وطلب من “أبو علي” إعادتي إلى الزنزانه، وأن يتوقفوا عن التحقيقات التي لن تأتي بأي جدوى؛ فصاح أبو علي للجندي الواقف خارج العنبر لإعادتي الزنزانة قائلا خذ معك غازي الهندي لا القحطاني فهذا ليس بقحطاني ولا تعترف فيه قحطان.
يقول غازي “قضينا ثلاثة أيام اضافية في السجن وسط الحر الشديد، قبل أن يتم الإفراج عنا في اليوم الرابع وترحيلنا من المعسكر إلى مدينة المخأ وتركونا وغادروا.
تواصلنا بأهلنا وطلبنا منهم ان يرسلوا لنا المال وغادرنا المخأ بعد ثلاثون يوم قضيناها بين الحنشان والعقارب والحر والضغاطة”.
يسود شعور بين مليشيا طارق عفاش وحزب الإصلاح، أن عصابة 7/7 في حرب صيف 1994 قادرة على اجتياح أرض الجنوب مرة أخرى بالتآزر مع مليشيا الحوثي، دون أن يأخذوا بعين الاعتبار أن الواقع قد تغيير، وأن أرض الجنوب لم تعد لقمة سهلة للعصابات القادمة من اليمن.