تتميز الحموضة المعوية بشعور حارق شديد في الصدر، وهي إحساس غير مريح ناتج عن انتقال حمض المعدة إلى الحلق.
ولتخفيف هذه الأعراض المزعجة، يمكن اعتماد أدوية مختلفة تساعد على تحييد حمض المعدة الصعب، ولكن بعض الدراسات كشفت عن ارتباط أحد هذه الأدوية بشكل مثير للقلق بزيادة خطر الإصابة بالسرطان.
وهذا الدواء الشائع للحموضة، هو الرانيتيدين، المعروف أكثر تحت إصدار علامته التجارية باسم Zantac.
ولا يمكن أن يكون الرانيتيدين بمثابة مرهم فعال للارتجاع الحمضي وحرقة المعدة فحسب، بل يمكن استخدامه أيضا للوقاية من قرحة المعدة ولعلاجها.
وبعد أن أطلقت شركة GlaxoSmithKline لصناعة الأدوية في المملكة المتحدة هذا الدواء الفعال للحموضة المعوية في عام 1981، أصبح الدواء الأكثر مبيعا في العالم، حيث حقق أكثر من مليار دولار من المبيعات السنوية.
وتم إخبار المرضى بتناول قرص واحد مع كوب من الماء لمدة 15 إلى 60 دقيقة قبل تناول الطعام أو شرب المشروبات التي تسبب حرقة المعدة.
ومع ذلك، أثار العلماء الأمريكيون قلقهم لأول مرة حول Zantac منذ ثلاث سنوات، بعد أن أظهرت دراسة العينات المتاحة تجاريا من هذا الدواء أنها تحتوي على “مستويات عالية للغاية” من مادة كيميائية تسمى ثنائي ميثيل نتروزامين (NDMA).
وربطت دراسة أجريت عام 2021، نُشرت في مجلة Cancers، الرانيتيدين مع مادة ثنائي ميثيل نتروزامين، بالسرطان.
وأفادت الدراسة أن هناك معدلات إبلاغ نسبية أعلى بشكل ملحوظ لسرطانات البلعوم والمريء والمعدة والقولون والمستقيم والبنكرياس.
ومع ذلك، فإن القائمة المقلقة لا تنتهي هنا لأن النسب كانت مرتفعة أيضا بالنسبة لسرطان الشرج والمرارة ولكنها ليست “ذات دلالة إحصائية”، وفقا لتقارير الدراسة.
وحصل فريق البحث على بياناتهم من نظام تقرير الأحداث الضارة التابع لإدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA)، وهو عبارة عن قاعدة بيانات تحتوي على تقارير الأحداث الضارة وتقارير أخطاء الدواء وشكاوى جودة المنتج، التي تؤدي إلى أحداث سلبية.
وأثيرت قدرة الرانيتيدين على التحلل بمرور الوقت إلى ثنائي ميثيل نتروزامين مع إدارة الغذاء والدواء، حيث أكد الخبراء أن هذا الخطر مرتفع بشكل خاص إذا تم تخزين الدواء في ظروف حارة ورطبة.
وأصدرت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) استدعاءا آمنا لجميع المنتجات التي تعتمد على الرانيتيدين، ما دفع أيضا وكالة تنظيم الأدوية ومنتجات الرعاية الصحية (MHRA)، إلى إصدار تنبيه لجميع المتخصصين في الرعاية الصحية وتجار التجزئة للتوقف عن توفير أدوية الرانيتيدين.
ومع ذلك، تواصل شركة شركة GlaxoSmithKline رفض الصلة بين Zantac والسرطان. وقالت في بيان إن الأدلة العلمية “تدعم الاستنتاج بأنه لا توجد زيادة في مخاطر الإصابة بالسرطان المرتبطة باستخدام الرانيتيدين”.