التنظيم الإخواني الإرهابي يمنح الضوء الأخضر لمسيرة الأعلام الإسرائيلية
منح تنظيم الإخوان الإرهابي بانتهازيته المعروفة الضوء الأخضر لتنظيم “مسيرة الأعلام” المقرر لها غدا الثلاثاء في مدينة القدس، وينظمها الآلاف من المتطرفين في إسرائيل، وذلك بعد أن أعطى التنظيم المصنف إرهابيا في العديد من الدول العربية قبلة الحياة للحكومة الإسرائيلية التي تشكلت أخيرا برئاسة نفتالي بينيت، وكان أول قراراتها السماح بتنظيم المسيرة المستفزة للفلسطينيين وكافة الشعوب العربية والإسلامية.
انضم ما يعرف بـ”القائمة العربية الموحدة” التي يقودها تنظيم الإخوان في إسرائيل برئاسة المدعو منصور عباس إلى الائتلاف الحكومي الجديد الذي حاز أمس الأحد على ثقة البرلمان الإسرائيلي “الكنسيت” بأغلبية 60 صوتا ضد 59، في حين أن عباس وأعوانه لم يستفيدوا من أي حقيبة وزارية في الحكومة الجديدة.
وجاء انخراط الإخوان في الحكومة الإسرائيلية دون انتزاع أي مكاسب سياسية أو اقتصادية لصالح الفلسطينيين سواء في الداخل أو بالضفة والقدس وقطاع غزة، وهو ما يعطي الضوء الأخضر والدعم لليمين الإسرائيلي المتطرف.
وفي الوقت الذي يتصاعد فيه التنديد العربي جراء موافقة الحكومة الإسرائيلية الجديدة على مسيرة الأعلام فإن تنظيم الإخوان الإرهابي يقف صامتا، ولا يحرك ساكنا تجاه تطورات الأوضاع، ما يبرهن على أنه أضحى في صف إسرائيل أكثر من أي وقت مضي، وبالتالي فإن توظيفه للقضية الفلسطينية لكسب شعبية جديدة في البلدان العربية لن يكون ذا أثر في المستقبل.
وحذَّر رئيس البرلمان العربي السيد عادل بن عبد الرحمن العسومي من خطورة اندلاع مواجهات جديدة في مدينة القدس المحتلة وتفجر الأوضاع في المنطقة، في حال إصرار القوة القائمة بالاحتلال “إسرائيل” على تنظيم ما تسميه بـ”مسيرة الأعلام” حول المسجد الأقصى المبارك التي تنتوي تنفيذها يوم غد الثلاثاء.
واعتبر الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، إن إصرار الكيان الصهيوني على تنظيم ما يسمونه بـ”مسيرة الأعلام” حول المسجد الأقصى المبارك، بمثابة استفزاز جديد، ينضم لسلسلةٍ طويلةٍ من المخططات الإجراميَّة، فضلًا عن كونه محاولةً لكسب دعاية سياسيَّة رخيصة، يقودُها اليمين الإرهابي المتطرِّف، على حساب دماء الفلسطينيين المسالمين وحقوقهم.
تضع الحكومة الإسرائيلية المدعومة إخوانيا إستراتيجية عملها بالأساس عبر الهجوم على القدس وذلك من خلال تكثيف البناء الاستيطاني والتضييق المنهجي ضد المقدسيين، وتتعامل مع المدينة على أنها نقطة إجماع مركبة لها، ما يعني أنها سوف تستأنف التصعيد على الأماكن المقدسة والمسجد الأقصى بعد أن نجحت الجهود المصرية في تهدئة الأوضاع مؤخرا، ويعد رئيس الوزراء الإسرائيلي الجديد يمينيا متطرفا، يدافع عن الاستيطان اليهودي في الضفة الغربية، ويرفض إقامة دولة فلسطينية.
ويمثل منصور عباس الجناح السياسي للفرع الجنوبي من الحركة الإسلامية في إسرائيل التي تأسست عام 1971 وينتمي إلى جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية، وهو نموذج من نماذج إخوانية ضربت المثال الأسوأ في التعاون مع أي تيار في سبيل الوصول إلى أهدافها السياسية الدنيئة، بما يؤكد على أن التنظيم الإرهابي ما هو إلا حركة فاشية قائمة على الكذب والخداع والتسلق.
ووفق المعلومات الرسمية عن الحركة التي تنتمي فعليا لتنظيم الإخوان الإرهابي في إسرائيل، فإنها تأسست على يد عبد الله نمر درويش الذي ولد في العام 1948 في كفر قاسم، وعقب تخرجه في العام 1971 من المدرسة الإسلامية في نابلس، وعمل نمر على تأسيس الحركة داخل الأراضي الفلسطينية بفكر حركة الإخوان المسلمين.
ودائما ما يملأ تنظيم الإخوان الإرهابي الدنيا صراخًا وعويلًا على القضية الفلسطينية، وأطلقت كوادرها اتهامات التخوين والعمالة لكافة البلدان العربية ولم ترحم أحدًا على مدى قرون ماضية، فيما اليوم يسمح مجلس شورى الحركة الإسلامية لزعيم القائمة العربية الموحدة منصور عباس، بالانضمام لرئيس حزب “هناك مستقبل” يائير لابيد ليتمكن من تشكيل حكومة إسرائيلية تنتهك حرمات المسجد الأقصى.
لا يختلف “إخوان إسرائيل” كثيرًا عن تنظيم الإخوان الإرهابي في أي مكان، البرجماتية شعارهم والتخوين والعمالة أدواتهم لطعن المخالفين لهم في الرأي، ففي حين أن التنظيم يأخذ موقفا معاديا من إسرائيل من خلال الشعارات التي ترفعها حركة حماس ذات الانتماء الأيديولوجي التابع للتنظيم في قطاع غزة، لا تجد جماعة الإخوان في إسرائيل ما يمنعها من الوقوف ضد الفلسطينيين بحثا عن السلطة، بما يعني أن شعارات حماس مشكوك فيها من الأساس لأنها تزييف للحقيقة والواقع.
ومنذ العام 1996 جرت تحالفات وتفاهمات كثيرة فوق الطاولة وتحتها بين تنظيم الإخوان الإرهابي في الأراضي المحتلة والسلطات الإسرائيلية، وعقدت لقاءات كثيرة بين قيادات الحركة وسياسيين إسرائيليين، للتفاهم حول ترتيبات خاصة بمصالح الحركة وأعضائها تحت زعم خدمة الأقلية العربية في إسرائيل، في حين كانت التفاهمات تختص بالحصول على موافقات وتراخيص لإقامة شبكات من المدارس والمؤسسات التي تحقق مصالح ربحية للفرع الإخواني.
يتعامل الإخوان مع إسرائيل بلغة عدم التصادم أو التصعيد، بحسب ما كشفت تحريات أجهزة الأمن المصرية في العام 1948، فإن التنظيم لم يرسل عناصره إلى فلسطين كما ادعى في حينه، بل كان يتبنى فكرة الإشراف على معسكرات تدريب المتطوعين لتنأى بعناصرها عن المشاركة في الحرب.
وكشفت وثائق أمنية في مصر أن الجماعة جمعت الأسلحة بزعم إعداد المقاتلين وتدريبهم للمشاركة في قتال الإسرائيليين، إلا أن الوقائع أثبتت لاحقا أن تلك الأسلحة وضعت كلها لاحقا في المخازن، وتم ضبط العديد من تلك الأسلحة بحوزة عناصر التنظيم بعد أن استخدموها في عمليات إرهابية داخل مصر، ومنها ما أثبتته قضية السيارة الجيب في 1948 التي عثر بداخلها على متفجرات وأوراق كشفت مخططات الإخوان.