جماعة “الإخوان” يستغلون دماء الفلسطينيين لإثارة الفتنة بالخليج
فري بوست- متابعات
مع تصاعد التوترات بفلسطين، نشطت جماعة الإخوان الإرهابية لإثارة التوترات بالخليج، عبر المتاجرة بالقضية والتحريض ضد الدول الداعمة للسلام.
وفيما تبذل دول الخليج على رأسها السعودية والإمارات جهودا استثنائية على مدار الساعة لحقن دماء الأبرياء ووقف نزيف الدماء ومنع سقوط المزيد من الضحايا، اختارت جماعة الإخوان الإرهابية صب الزيت على النار، وأطلقت ذبابها الإلكتروني لمهاجمة الدول التي تحارب فكرها وتدرك خطرها وتصنفها على قوائم الإرهاب تحت ستار القضية الفلسطينية.
وتشهد مدينة القدس منذ نحو شهر، اعتداءات تقوم بها قوات الشرطة الإسرائيلية، في منطقة “باب العامود” وحي “الشيخ جراح” ومحيط المسجد الأقصى، تصاعدت لأعمال عنف متبادل بين الفصائل الفلسطينية في غزة وإسرائيل.
أهداف خبيثة
عناصر عديدة من جماعة الإخوان الهاربين من بلدانهم والمطلوبين في قضايا إرهابية، وجدوا في القضية الفلسطينية حصان طروادة لتنفيذ مخططاتهم الذين فشلوا في تنفيذها قبل هروبهم، ولكن كما خاب مسعاهم أولا خاب مجددا، بفضل وعي الشعوب من جانب والجهود المتواصلة على كافة الأصعدة لوقف نزيف الدماء.
وفي أسوأ صور الخسة، بدأت جماعة الإخوان وذبابها الإلكتروني ومن يدور في فلكهم من أذرع إيران بالمنطقة في استغلال التصعيد الإسرائيلي مؤخرا عبر التحريض ضد الحكومات الخليجية وعلى رأسها السعودية والإمارات والبحرين والدعوة للفوضى تحت ستار دعم القضية الفلسطينية وتشويه الحقائق وخلط الأمور، دون تقديم أي حلول حقيقية أو واقعية أو منطقية لوقف التصعيد وحماية الأبرياء، في صورة تؤكد انتهازيتهم وسعيهم لتحقيق مآربهم الخبيثة على حساب سقوط المزيد من الضحايا والمتاجرة بدماء الأبرياء، الذين يتباكون عليهم علنا ويتاجرون بدمائهم وآلامهم آناء الليل وأطراف النهار.
والمفارقة أن معظم من يتخدون استهداف دول الخليج هدفا لمؤامراتهم تحت ستار دعم القضية ومزاعم مقاومة التطبيع يقيمون في تركيا أول وأكبر دولة مطبعة مع إسرائيل.
الإمارات.. صوت العقل
وفي المقابل تواصل الكثير من حكومات دول الخليج القيام بالجهود متواصلة لنزع فتيل التوتر والبحث عن حلول موضوعية مستدامة للتوترات التي تشهدها القدس حاليا، بما يضمن حقوق الشعب الفلسطيني وحماية المقدسات وعدم انتهاك حرمة الأقصى المبارك، وحقن دماء الأبرياء ووقف التصعيد الذي بدأ يتسع نطاقه.
وفي أحدث تلك الجهود، جاءت دعوة الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي الإماراتي إلى اتخاذ خطوات فورية لوقف إطلاق النار بين إسرائيل و فلسطين لتمثل صوت العقل من أجل بدء حوار سياسي ينهي أعمال العنف وتصاعدها بين الطرفين.
وأعرب الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي عن قلق دولة الإمارات العربية المتحدة البالغ إزاء تصاعد أعمال العنف في إسرائيل وفلسطين، وتقدمها بخالص التعازي في جميع الضحايا الذين سقطوا جراء أعمال القتال الأخيرة.
وقال – في بيان صدر مساء الجمعة- إن دولة الإمارات تضم صوتها إلى الآخرين في الدعوة إلى الوقف الفوري للعنف والأعمال العدائية، وتدعو جميع الأطراف إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس واتخاذ خطوات فورية للالتزام بوقف إطلاق النار وبدء حوار سياسي.
وأكد: أن الأحداث الأليمة التي شهدناها الأسبوع الماضي هي تذكير هام بضرورة البدء في الحوار السلمي والمصالحة، ونعول في هذا الشأن على ما تحمله اتفاقيات إبراهيم من وعود لأجيالنا الحالية والمقبلة بالعيش مع جيرانهم في سلام وكرامة وازدهار.
وبين أن القيادة الحقيقية في هذا الوقت من الأزمة التوقف عن جميع الأعمال والممارسات الاستفزازية والانتقامية التي من شأنها زيادة التوتر والاحتقان بين الجانبين، والعمل على تهدئة الأوضاع وتخفيف حدة التوترات.
وأكد على استعداد دولة الإمارات التام لدعم جميع الجهود التي تهدف إلى تحقيق هذه الغاية.
بيان يأتي بعد يومين من اسضافة الإمارات أعمال المؤتمر الافتراضي الطارئ للاتحاد البرلماني العربي لبحث الأوضاع في القدس والمسجد الأقصى الذي انطلق برئاسة صقر غباش رئيس الاتحاد البرلماني العربي، رئيس المجلس الوطني الاتحادي بدولة الإمارات.
وأكد صقر غباش في الاجتماع على مكانةَ القضية الفلسطينية في عقلِ وقلب كل عربي وعلى ضرورةِ الوصول إلى حلٍ عادل للقضيةِ الفلسطينية.
ومنذ اللحظات الأولى لاندلاع التوترات في القدس، بادرت الإمارات إلى التحرك على أكثر من صعيد وعلى أعلى المستويات لخفض التصعيد، وأعلنت عن مواقف قوية واضحة داعم للحق الفلسطيني.
في هذا الصدد، أعرب الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، عن قلقه إزاء أحداث العنف التي تشهدها القدس الشرقية المحتلة، ما أسفر عن إصابة عدد من المدنيين الأبرياء.
وأكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، خلال استقباله في قصر الشاطئ بأبوظبي الإثنين الماضي الدكتور بشر الخصاونة، رئيس وزراء الأردن، إدانته جميع أشكال العنف والكراهية التي تتنافى مع القيم والمبادئ الإنسانية.
وشدد على أهمية إنهاء الاعتداءات والممارسات التي تؤدي إلى استمرار حالة من التوتر والاحتقان في المدينة المقدسة، مطالبا بوقف أي ممارسات تنتهك حرمة المسجد الأقصى المبارك.
ومنذ الشرارة الأولى لانطلاق التوترات، وقبل أن تتطور إلى الوضع الحالي، كانت الإمارات سباقة بالدعوة لخفض التصعيد في 25 أبريل/نيسان الماضي.
ويوم السبت الماضي الذي تصاعدت فيه المواجهات بالقدس أعرب خليفة شاهين المرر، وزير الدولة الإماراتي، عن قلق بلاده الشديد إزاء أحداث العنف التي شهدتها القدس الشرقية، وبين أنها تدين بشدة اقتحام المسجد الأقصى الشريف وتهجير عائلات فلسطينية من حي الشيخ جراح، والتي نجم عنها إصابة عدد من المدنيين.
وأشار إلى أن دولة الإمارات تدين وتستنكر بشدة اقتحام السلطات الإسرائيلية للمسجد الأقصى المبارك.
وأكد ضرورة تحمُل السلطات الإسرائيلية لمسؤوليتها وفق قواعد القانون الدولي لتوفير الحماية اللازمة للمدنيين الفلسطينيين وحقهم في ممارسة الشعائر الدينية، وكذلك وقف أي ممارسات تنتهك حرمة المسجد الأقصى المبارك.
ودعا السلطات الإسرائيلية إلى تحمل المسؤولية في خفض التصعيد، وإنهاء كافة الاعتداءات والممارسات التي تؤدي إلى استمرار حالة من التوتر والاحتقان.
وطالب بضرورة الحفاظ على الهوية التاريخية للقدس المحتلة والتهدئة وممارسة أقصى درجات ضبط النفس، لتجنب انجراف المنطقة إلى مستويات جديدة من عدم الاستقرار وتهديد السلم.
مواقف قوية وواضحة، متتالية ومتواصلة، تكشف الحرص الإماراتي على القضية الفلسطينية، وتقديم حلول منطقية وموضوعية، تعتمد على مقاربة شاملة تقود لنزع فتيل التوترات وتسوية الأزمات، وفق قواعد القانون الدولي.
تلك المواقف رسالة من الإمارات مفادها التأكيد الدائم على أن معاهدة السلام التي وقعتها مع إسرائيل 15 سبتمبر/أيلول الماضي لن تكون على حساب القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف، بل هي لدعم القضية.
السعودية.. جهود متواصلة
يأتي هذا فيما تواصل السعودية جهودها لمساندة للقضية الفلسطينية في مختلف المحافل، وبناء على طلب المملكة العربية السعودية، رئيسة القمة الإسلامية، عقدت منظمة التعاون الإسلامي ، الأحد، اجتماعاً طارئاً افتراضيا للجنة التنفيذية على مستوى وزراء الخارجية مفتوح العضوية لبحث الاعتداءات الإسرائيلية في الأرض الفلسطينية، وخصوصا في القدس الشريف، وما تقوم به إسرائيل من أعمال عنف في محيط المسجد الأقصى.
وعلى الصعيد نفسه، اجتمع المندوب الدائم للمملكة العربية السعودية السفير عبدالله بن يحيى المُعلمي، السبت، مع رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة السفير فولكان بوزكير، حيث تقود المملكة تحركًا إسلاميًا بشأن فلسطين.
وتهدف اجتماعات المجموعة الإسلامية مع رئيس الجمعية العامة لتسليط الضوء على الاعتداءات الإسرائيلية لا سيما الأخيرة، ليضطلع المجتمع الدولي بواجباته لحماية المدنيين.
يأتي هذا فيما يواصل الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله وزير الخارجية السعودي، إجراء مباحثات ومشاورات متواصلة مع نظرائه في الدول العربية والعالم لدعم ومساندة القضية الفلسطينية وحماية المقدسات وحقن الدماء.
دعم بحريني
وفي أحدث جهود البحرين، أجرى الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني، وزير الخارجية، الجمعة، اتصالًا هاتفيًا مع الدكتور رياض المالكي، وزير الخارجية والمغتربين بدولة فلسطين، جرى خلاله بحث تطورات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة وقطاع غزة، والاعتداءات الإسرائيلية التي ترتكب بحق الشعب الفلسطيني في مدينة القدس وباقي الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وجدد وزير الخارجية إدانة مملكة البحرين الشديدة للهجمات التي تشنها القوات الإسرائيلية على قطاع غزة، معبرًا عن تعازي مملكة البحرين قيادة وشعبًا للسلطة الفلسطينية وشعب دولة فلسطين الشقيق في الشهداء الذين سقطوا جراء الاعتداءات الإسرائيلية، وتمنياتها للجرحى بالشفاء العاجل.
وأعرب وزير الخارجية البحريني عن تضامن مملكة البحرين مع الشعب الفلسطيني، مؤكدا موقف مملكة البحرين الداعم بقوة للقضية الفلسطينية، وذلك إيمانًا منها بحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على أساس مبدأ حل الدولتين ومبادرة السلام العربية ووفق قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة.
كما أعرب الزياني عن ترحيب مملكة البحرين بالدعوة التي وجهتها المملكة العربية السعودية لعقد اجتماع اللجنة التنفيذية لمنظمة التعاون الإسلامي على مستوى وزراء الخارجية لبحث تطورات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية وقطاع غزة جراء الهجمات الإسرائيلية المتواصلة التي تشنها القوات الإسرائيلية في الضفة الغربية وقطاع غزة.
جهود تتواصل على مدار الساعة، وتقابل بحملات تشويه وتحريض متواصل من جماعة الإخوان وعملاء إيران في المنطقة، الساعين لاستغلال التوترات الأخيرة لإثارة الفوضى، لتحقيق مآربهم، دون تقديم أي حلول واقعية أو حقيقية لدعم القضية الفلسطينية، وإطلاق حملات إلكترونية وتنظيم محاضروات وندوات يدور موضوعات جميعها لاستهداف تلك الدول أكثر من حديثهم عن حلول واقعية ومنطقية لدعم القضية الفلسطينية.