آخر تحديث لموعد ومكان سقوط حطام صاروخ الفضاء الصيني على الأرض
فري بوست- متابعات
نشر مركز الفلك الدولي قبل قليل التحديث الرابع لموعد ومكان سقوط حطام صاروخ الفضاء الصيني على الأرض، والذي من المتوقع سقوط حطامه بين مساء السبت و صباح الاحد 8 و 9 مايو الجاري.
ووفقا للتحديث الاخير لمركز الفلك فقد كان كالتالي:
الموعد: 09 مايو الساعة 09:57 غرينتش � 17 ساعة.
الخارطة تبين مكان السقوط. الخطوط تبين أماكن السقوط المحتملة ضمن هامش خطأ � 10 ساعات.
التوقعات حسب برنامج متابعة سقوط الأقمار الصناعية التابع لمركز الفلك الدولي.
وفي التفاصيل التي نشرها مركز الفلك الدولي، فقد أطلقت الصين يوم 29 إبريل 2021م صاروخا فضائيا اسمه (Long March 5) من طراز (CZ-5B)، حاملا معه القطعة الرئيسية لمحطة الفضاء الصينية (Tianhe)، وكان إطلاق هذا الصاروخ أول مهمة من 11 مهمة مطلوبة لإكمال المحطة. ويتكون الصاروخ هذا من أربعة معززات دفع نفاث كبيرة ومن مرحلة رئيسية واحدة فقط. وقد كان من المزمع إعادة هذه المرحلة الرئيسية من الصاروخ بشكل متحكم به، إلا أن الصين فقدت التحكم بها وستعود وتسقط على الأرض بشكل غير متحكم به، وهي تدور حاليا حول الأرض مرة كل 89 دقيقة. ويشار إلى أن الصاروخ قد نجح في مهمته بوضع القطعة الرئيسية من محطة الفضاء الصينية في مدارها إلا أنه فشل في إعادة نفسه نحو الأرض بشكل متحكم به.
وحيث أن هذه القطعة تدور حول الأرض وهي قطعة صناعية، فبحسب التعريف العلمي الاصطلاحي فإنها تسمى الآن قمرا صناعيا، وهي من نوع الحطام الفضائي. وخلافا لما هو شائع بشكل مبالغ به، فإن موضوع سقوط الأقمار الصناعية نحو الأرض موضوع عادي ومتكرر بشكل أسبوعي تقريبا، إلا أن ما يميز هذه السقوط أنه أولا لقطعة أكبر من المعدل المعتاد، وثانيا أن النية كانت لإعادته بشكل متحكم به إلا أنه في النهاية أصبح سقوطا غير متحكم به شأنه شأن باقي السقوطات التي تحدث بشكل مستمر. ومن المتوقع أن يسقط على الأرض خلال الأيام القليلة القادمة. ويبلغ طول هذا الحطام 33 مترا وقطره 5 متر ووزنه 21 طنا تقريبا، وهو يدور حول الأرض بسرعة متوسطة تزيد قليلا عن 28 ألف كيلومتر في الساعة!
والذي يحدث عند سقوط الأقمار الصناعية نحو الأرض هو ما يلي: على ارتفاع 120 كم يعاني القمر الصناعي من احتكاك شديد مع الغلاف الجوي فترتفع حرارته ويبدأ بالتفكك، وعلى ارتفاع 78 كم ينفجر القمر الصناعي بسبب شدة الضغط والحرارة ويبقى مشتعلا حتى ارتفاع حوالي 50-40 كم، وخلال هذه الرحلة من 120كم وحتى 40 كم يشاهد في السماء كجرم لامع جدا ومشتعل ويتكون من عدة قطع مضيئة! بعد ذلك تختفي الإضاءة ويكمل سقوطه نحو الأرض سقوطا حرا ولا تمكن مشاهدته إلى أن يصطدم بالأرض! وعادة وبسبب ما سلف ذكره فإنه لا يصل إلى الأرض إلا 10% إلى 40% فقط من كتلة القمر الصناعي الأولية، ولكن بسبب حجم هذا الحطام الكبير فإن ما تبقى منه قد يشكل خطرا على المكان الذي سيسقط عليه حصرا، وحيث أن الماء يشكل 71% من مساحة الأرض، فإن نسبة سقوطه في البحر هي 71% أيضا.
ولا يمكن لأي جهة في العالم معرفة المكان والموعد الذي سيسقط فيه هذا الحطام، إذ أن عملية التنبؤ هذه يشوبها العديد من عوامل عدم الدقة لأسباب مختلفة منها معرفة الهيئة التي سيدخل فيها الحطام إلى الغلاف الجوي، ومعرفة كثافة الغلاف الجوي العلوي بدقة لحظة الدخول إذ انها تتغير بتغير النشاط الشمسي. وعلى الرغم من ذلك تكون هناك توقعات مبدئية ويذكر معها هامش الخطأ. ومن أشهر الجهات التي تصدر توقعاتها هي وحدة المراقبة التابعة لوزارة الدفاع الأمريكية ومنها أيضا برنامج متابعة سقوط الأقمار الصناعية التابع لمركز الفلك الدولي.
هذا وتشير الخارطة المرفقة إلى أن موقع سقوط القمر الصناعي، هو في وسط أفريقيا، وتشير الخطوط الخضراء والحمراء إلى الأماكن التي قد يسقط فيها القمر الصناعي ضمن هامش خطأ مقداره زائد ناقص 10 ساعات. وبكل تأكيد ستتغير هذه الخريطة بمرور الوقت، وكلما اقتربنا من موعد السقوط سيقل هامش الخطأ وستقل الأماكن المرشحة ليسقط الحطام فوقها، ولكن بكل تأكيد حتى قبل ساعتين من موعد السقوط لا يمكن تحديد المكان والوقت بشكل دقيق، فعادة يكون أقل هامش خطأ هو بحدود زائد ناقص ساعة واحدة، وإذا علمنا بأن الحطام هذا يلف الكرة الأرضية مرة واحدة كل 89 دقيقة فهذا يعني أن هامش خطأ مقداره ساعتين يعني أن هناك مناطق شاسعة ستبقى مهددة بسقوط القمر الصناعي فوقها. وسيقوم مركز الفلك الدولي بمشيئة الله بنشر تحديثات موعد ومكان سقوط القمر الصناعي المتوقعة تباعا من خلال حسابه الرسمي على تويتر وانستغرام، مرفقة بالخريطة المحددة لمكان السقوط.
وتجدر الإشارة إلى أنه لا توجد جهة معينة توقعاتها هي الأدق دائما، ولذلك يفضل دائما الاطلاع على مختلف التوقعات وأخذها جميعا بعين الاعتبار. فعلى سبيل المثال عند التنبؤ بسقوط حطام الصاروخ الروسي السابق يوم 16 أكتوبر 2017م، كان آخر توقع لوزارة الدفاع الأمريكية أن موعد السقوط هو في الساعة 14:35 زائد ناقص 28 دقيقة مما جعل منطقة الخليج العربي خارج نطاق منطقة السقوط، في حين كان الموعد المتوقع من قبل مركز الفلك الدولي هو في الساعة 12:49 زائد ناقص 3 ساعات، وكانت منطقة الخليج ضمن هامش الخطأ، وفي النهاية سقط القمر الصناعي فوق منطقة الخليج فعلا وشاهد الناس السقوط من الإمارات وقطر والبحرين والكويت والسعودية وعمان.
وجميع الأقمار الصناعية التي تدور حول الأرض في مدارات منخفضة (أقل من 1000 كم) ينتهي بها المطاف بسقوطها نحو الأرض وذلك بسبب احتكاكها المستمر مع الغلاف الجوي. وحوالي 70% من سقوط الأقمار الصناعية الفعالة غير متحكم به، أي أنه يسقط في وقت ومكان غير محدد. في حين أن 30% فقط من سقوط الأقمار الصناعية يكون متحكم به، وهذا لا يكون إلا للأقمار الصناعية الكبيرة أو المحملة بمواد خطرة.