مركز أمريكي متخصص بالإرهاب: الإخوان يخططون للعودة إلى السلطة بعد عقد على «الربيع العربي»
فري بوست- متابعات
مرّت عشر سنوات منذ أن قام محمد البوعزيزي، وهو بائع منتجات يبلغ من العمر 26 عاماً، بإنهاء بنفسه احتجاجاً على المضايقات التي يتعرّض لها من قبل المسؤولين في الحكومة التونسية. وقد أشعلت وفاته مظاهرات واسعة النطاق أطاحت في نهاية المطاف بحكومات في تونس ومصر في موجة سُمّيت “الربيع العربي”.
ولأنّها أكثر تنظيما، كانت الجماعات الإسلامية مثل جماعة الإخوان المسلمين المستفيدة المباشرة من الاضطرابات، إلى حدٍ كبير.
لكنّ العقد الذي تلا ذلك شهد معاناة الحركة من انتكاسات خطيرة. وعلى الرغم من هذه الخسائر، لا يزال الإسلاميون يطمحون إلى الاستيلاء على السلطة.
وفيما يلي نظرة على موقف الإسلاميين في ثلاث بلدان رئيسية:
مصر:
خرج ملايين الأشخاص إلى الشارع مطالبين بالإطاحة بالرئيس الإسلامي محمد مرسي في يونيو/حزيران 2013.
وقد تحوّلت منظمته، الإخوان المسلمين، إلى الإرهاب بعد ذلك، خاصة بين عامي 2013 و2019،عندما أسفرت موجة غير مسبوقة من الهجمات عن مقتل الآلاف من الجنود وضباط الشرطة والمدنيين المصريين.
أعلنت الحكومة المصرية جماعة الإخوان المسلمين جماعة إرهابية في ديسمبر/كانون الأول 2013 في أعقاب تفجير مقر للشرطة في المنصورة، شمال القاهرة، مما أسفر عن مقتل 16 شخصاً وإصابة أكثر من 100 آخرين.
لم تُنفّذ الحرب على الدولة المصرية من خلال الإرهاب فحسب، بل أيضاً من خلال الأنشطة ووسائل الإعلام. وقد نظّمت جماعة الإخوان المسلمين، التي انضم إليها عدد قليل من المشاهير المصريين، فعاليات في الولايات المتحدة مثل يوم الدعوة لمصر في مارس 2019 تحت شعار “التمسك بالمبدأ الديمقراطي المتمثّل في النقل السلمي للسلطة”.
دعت جماعة الإخوان المسلمين مراراً وتكراراً إلى ثورات جديدة منذ عام 2013. وفي عام 2016، دعت إلى ثورة جديدة ضد الرئيس عبد الفتاح السيسي تحت شعار “الثورة توحدنا”.
تونس:
في تونس حيث بدأت الثورات العربية، شهدت النهضة المرتبطة بالإخوان المسلمين ارتفاعاً وانخفاضاً في حظوظها السياسية.
فاز حزب النهضة بالسيطرة على البرلمان التونسي بعد ثورة الياسمين عام 2011، إلا أنه تم التصويت عليه في عام 2014. فقد حزب النهضة شعبيته بسرعة، وانتخب العلماني الباجي قائد السبسي رئيساً للبلاد. تراجع دعم حزب النهضة في مواجهة الصعوبات الاقتصادية والنمو المتطرف والإرهاب في البلاد.
انتعشت حركة النهضة في الانتخابات البرلمانية عام 2019، مع فوز كبير مهد الطريق أمام المؤسس رشيد الغنوشي ليصبح رئيسا للبرلمان. وقد استندت علاقات الغنوشي مع القادة الإسلاميين، بمن فيهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إلى عدة اقتراحات لحجب الثقة وعزله.
أدت هذه الظروف إلى إحياء الاحتجاجات العنيفة في جميع أنحاء البلاد مع اعتقال أكثر من 600 متظاهر الأسبوع الماضي. وهتف المتظاهرون “يسقط حزب الاخوان”. وهتف آخرون، “الغنوشي، أنت قاتل يسفك الدماء”.
السعودية:
كانت إحدى أكبر الضربات التي وُجّهت إلى جماعة الإخوان المسلمين هي الحظر الذي فرضته المملكة العربية السعودية على الجماعة في عام 2014. كانت المملكة العربية السعودية ذات يوم ملاذاً آمناً للإخوان، لا سيما خلال الستينات، مع علاقات يمكن إرجاعها إلى مؤسس الجماعة حسن البنا. وفي نوفمبر/تشرين الثاني، وصفت «هيئة العلماء السعودية» المحافظة جداً الجماعة بأنها “كيان إرهابي” لا يمثّل الإسلام، وحذّرت المسلمين من الانضمام إلى الجماعة أو التعاطف معها.
وكان المعارضون السعوديون، بمن فيهم ناشطو الإخوان المسلمين، قد شكّلوا في أيلول/سبتمبر الماضي حزب التجمّع الوطني. وفي حين يدعو ميثاق الحزب إلى ممارسات ديمقراطية وحرية التعبير، فإن انتماءات قادته تتعارض مع هذه المبادئ.
ومن بين مؤسسي الحزب عبد الله العودة، وهو أكاديمي ونجل … سلمان العودة. كان سلمان العودة أحد رجال الدين السعوديين الأكثر نفوذاً ومن دعاة الإسلاموية والجهاد في التسعينيات. وقد تم اعتقاله في إطار حملة تطهير سعودية ضد الإسلاميين وأنصار الإخوان المسلمين. حسابه على تويتر لديه أكثر من 13 مليون متابع.
ومن المعروف أن مؤسساً ثالثاً، يحيى عسيري، يرتبط بجماعة الإخوان المسلمين ومدافع عن قضاياها.
ويدافع مؤسسو الحزب عن المعتقلين الإسلاميين في السجون السعودية. اعتقلت الحكومة السعودية عدداً من الإسلاميين، وكثير منهم متطرفون مثل العالم الإسلامي عبد العزيز الفوزان ومؤسس شبكة رسالة الإسلام. وفي عام 2005، دعا فوزان إلى “الكراهية الإيجابية” للمسيحيين.
وفي هذه المرحلة، فإنّ تركيا وإيران وقطر هي الدول الوحيدة في الشرق الأوسط التي لا تزال تقدّم الدعم المالي والسياسي والعسكري الذي لا ينتهي للإسلاميين. استضافت تركيا عدداً من المنظمات المؤيدة للإخوان، بما في ذلك المجلس الثوري المصري في اسطنبول.
وبعد المكاسب الأولية، خسر الإسلاميون المزيد من الأرض في العقد التالي للموجة الأولى من ثورات الربيع العربي. الآن هم ممنوعون ومطاردون في معظم البلدان العربية التي كانوا يعتقدون في وقت من الأوقات أنّهم قادرون على السيطرة عليها. ومع ذلك، لم يردع ذلك جماعات مثل جماعة الإخوان المسلمين عن محاولة استعادة بعض السيطرة بكل الوسائل اللازمة.