بمارب والجوف.. تفاصيل دور “الإخوان” في انتكاسات الشرعية
فري بوست- متابعات
كشف صحيفة “الشارع” المحلية، عن وجود خلافات وسخط واسع في المنطقة العسكرية الثالثة، و”جبهة صرواح”، في محافظة مأرب، بسبب تدخلات قيادات جماعة الإخوان المسلمين، وحزب الإصلاح، في العمل العسكري، وسيطرتهم على كل ما يتعلق به.
إقرأ ايضاً
رحلة البحث عن الدولة.. سنوات عجاف من حكم إمارة الإخوان لتعز
ونتيجة السيطرة المطلقة لـ “الإخوان”، وأتباع علي محسن الأحمر، شهدت جبهات “الشرعية” في محافظتي مأرب والجوف، منذ أكثر من عامين، انتكاسات متوالية، تمثلت بتراجع قوات الجيش عن المناطق التي كانت قد حررتها في “صرواح” و”نِهْم”، وانتهى الأمر بسقوط الأخيرة، وأغلب مديريات محافظة الجوف، على رأسها مدينة الحزم، في يد مليشيا الحوثي.
ونقلت الصحيفة عن مصدر عسكري، وجود حالة من السخط والاستياء الواسع في صفوف الجنود والضباط، في “جبهة صرواح”، وبقية جبهات القتال في مأرب، بسبب تدخلات قيادات جماعة الإخوان المسلمين، وأتباع علي محسن الأحمر، وتحكمهم بكل شيء في مأرب، وجبهات القتال الواقعة ضمن إطارها.
وقال المصدر، إن تلك التدخلات أدت إلى تراجع قوات الجيش في جبهة صرواح، وتطفيش وإقالة عدد من القادة العسكريين، على رأسهم اللواء الركن محمد أحمد غانم الحبيشي، قائد المنطقة العسكرية الثالثة، الذي تم إقالته من منصبه بسبب تدخلات وضغوط حزب الإصلاح، والجناح المحسوب على الفريق علي محسن الأحمر، نائب رئيس الجمهورية.
وأوضح: “تم تعيين الحبيشي قائداً للمنطقة العسكرية الثالثة، في 14 أغسطس 2019، خلفاً للواء فيصل حسن. تسلم الحبيشي منصبه، وبدأ بالعمل واتخاذ ما يراه مناسباً في تعيين القادة، وإقالة من يراه فاسداً أو غير مناسب، فاعتبرت جماعة الإخوان المسلمين، وحزب الإصلاح، ما قام به تصفية وإقالة لعناصرهم والموالين لهم في مأرب.. حاولوا التدخل، لكن الحبيشي لم ينصع لهم، ولم ينفذ توجيهاتهم، ولم ينصع لإملاءاتهم”.
وأضاف: “استمر الحبيشي في منصبه، رغم تدخل الإخوان والإصلاحيين والضغوطات التي مارسوها عليه، حتى وصل بهم الأمر إلى إيقاف مخصصات ومرتبات جنود وضباط المنطقة العسكرية الثالثة، خلال فترة قيادته لهذه المنطقة، حيث والجيش في مأرب لم يستلم أي راتب خلال العام 2020م، والهدف من ذلك مضايقة الحبيشي وإجباره على الرضوخ لتوجيهات الإخوان والإصلاحيين، وتعطيل عمله، وإظهاره كقائد عاجز وفاشل”.
وتابع: “وفي شهر مايو من العام الجاري، تدخل الإخوان وحزب الإصلاح، وعلي محسن، وضغطوا من أجل إقالة الحبيشي، فرفض الرئيس هادي ذلك، لكنهم أوقفوه عن العمل، وفرضوا شخصاً منهم كبديل له؛ لأن الإخوان يسيطرون، مع علي محسن الأحمر، على وزارة الدفاع، والمنطقة العسكرية الثالثة التي يقع مقرها في مأرب”.
ووفق الصحيفة فقد فرض الإخوان ناصر علي عبدالله صالح الذيباني (أبو منير – قائد الجناح العسكري للتنظيم في مأرب)، رئيس هيئة العمليات الحربية والقيادي في الإخوان، كقائم بأعمال قائد المنطقة العسكرية الثالثة، ويمارس منذ مايو 2020، عمل الحبيشي بدون صدور قرار جمهوري يقضي بذلك.
وقال المصدر: “ونتيجة لعدم نجاح ضغوطات الإخوان على الرئيس هادي بإقالة الحبيشي، وتعيين الذيباني، أوقف الإخوان، المتحكمون بكل شيء في مأرب، أغلب الدعم المقدم لجبهة صرواح، فمنذ سبعة أيام، توقف الدعم لجبهة صرواح، بما في ذلك الوقود المخصص للجبهة، ما دفع بعض القادة المشاركين في جبهة صرواح للتهديد بالانسحاب من مواقعهم، أو تقديم استقالتهم”.
وأضاف: “جميع القادة في صرواح، وكوفل، متذمرون من الوضع الذي وصلت إليه جبهة صرواح، ومن تصرفات الذيباني، وقادة الإخوان في مأرب. وتقول المعلومات إن قائد جبهة صرواح “البهلولي” هو الآخر أغلق تلفونه وأجهزة التواصل به، واعتكف في منزله بمدينة مأرب، احتجاجاً على ذلك”.
وتابع: “الإصلاحيون متحكمون بكل شيء في مأرب، ويهمشون ويقيلون أي مسؤول حكومي أو قائد ليس منهم، أو لا يكون تابعاً لهم.. وهذا ما حصل مع قائد جبهة صرواح السابق “أبو أُصبع”، الذي ترك، قبل أكثر من شهر، قيادة الجبهة، والتزم البقاء في منزله، احتجاجاً على عدم تمكينه من عمله كما يجب”.