العرادة يستجدي بريطانيا ايقاف اقتحام مدينة مارب .. ومليشيا الحوثي تستقبل قبائل مراد في صفوفها
– فري بوست- متابعات
لم تكن شكوى محافظ مارب، القيادي الإصلاحي سلطان العرادة، للسفير البريطاني لدى اليمن مايكل آرون، من استمرار هجوم الحوثيين وتقدمهم باتجاه مدينة مارب إلا كشفاً لحقيقة الهزائم المتوالية لقوات الشرعية، المدعومة سعودياً، والتي تقاتل بنفسيات منهارة، بعدما أدركت غالبيتها أن التحالف يستخدمها لأغراض وأهداف تخص مصالح دوله فقط، ولا علاقة لمصلحة اليمن واليمنيين بما يحدث.
استجداء سلطان العرادة للسفير البريطاني وقف هجمات الحوثيين وتقدمهم في مارب يوحي بأن المدينة على وشك السقوط، ويحي أيضاً، حسب مراقبين، بأن التحالف تخلى عن أدواته في مارب وأدار لها ظهره، ليضعها في مواجهة مباشرة مع مليشيا الحوثي بعد أن أقحمها في ذلك ودفع بها إلى محارق الموت.
لم يستوعب المقاتلون في صفوف السعودية بمحافظة مارب أن السعودية يستخدمهم فقط لتحقيق أهدافه الخاصة، رغم أن طيرانه يستهدفهم باستمرار وكان آخر استهداف لمقاتلي الشرعية أن قصفهم طيران التحالف في مواقع متقدمة بمحافظة مارب وأسقط منهم الكثير من القتلى والجرحى، وقد أكدت مصادر محلية أن طيران التحالف قصف مقاتلي الشرعية في جبهة العلم غرب مدينة مارب، بالتزامن مع تقدم الحوثيين باتجاه المدينة من جهات عدة.
وفي مقابل استهداف مقاتلي الشرعية بغارات طيران التحالف لم يسكت أبناء بعض القبائل التي تقاتل في صفوف التحالف والشرعية، فبعد مقتل أبنائهم قرروا الانسحاب من جبهة العلم، بعد إدراكهم أنهم ومصالحهم لا يعنون شيئاً للتحالف، وأن لا قيمة لحياتهم وأرواحهم حين يستدعي الأمر قصفهم وقتلهم.
مصادر مطلعة ذكرت أن السعودية بدأت بسحب آلياتها العسكرية من عدد من معسكرات مارب، مع احتدام المعارك وتقدم الحوثيين بكل متسارع في عدد من الجبهات باتجاه السيطرة على مدينة مارب، الأمر الذي عدّه مراقبون تخلياً سعودياً واضحاً عن أتباعها في مارب، إذ لم يكونوا في حساباتها أغلى من آلياتها ومعداتها العسكرية التي سحبتها من معسكر تداوين.
ويرى مراقبون أن السعودية استرخصت أرواح المقاتلين في صفوفها من مجندي الشرعية وأبناء القبائل في مارب، بتعمدها سحب آلياتها العسكرية الثقيلة من المعسكرات في هذا التوقيت بالذات، بعد سيطرة الحوثيين الكاملة على مديرية ماهلية، وتوغلهم في مديرية رحبة جنوب المحافظة.
أما حزب الإصلاح الذي يقود المعارك في مارب ويتلقى الهزائم المتواصلة فلا يتأخر حتى في استثمار هزائمه، ليتهرب من حقيقة وواقع تلك الهزائم، فقد بدأ الحزب بالعزف على وتر فساد رئيس هيئة الأركان الفريق صغير بن عزيز، إلا أن الوقت غير مناسب وغير ملائم لربط ذلك بالهزائم المتوالية التي تتلقاها تلك القوات والتي ستسفر قريباً عن طرد الجميع من مارب، حسب معطيات المعارك الدائرة والتقدمات المتسارعة لمليشيا الحوثي.
وبعد تخلي التحالف عن أدواته في مارب بل وقصفهم بطائراته تزامناً مع تقدم الحوثيين باتجاه المدينة؛ يواصل قادة القوات الاخوانية جني الأموال والاعتمادات والتضحية بالأفراد، وفي حين أدركت عدد من القبائل حجم المؤامرة والزج بأبنائهم في محارق الموت فقد وقعت اتفاقات مع الحوثيين قضت بدخول مليشيا الحوثي من تلك المناطق ملتزمة بحمايتها ومنع مقاتلي الشرعية من دخولها، ومن أولئك قبائل آل أبو عشة وآل القردعي، والتي تعد من أعتى وأكبر قبائل مراد في محافظة مارب، وكانت من أكثر الأوراق التي راهن عليها التحالف، إلا أن إدراك تلك القبائل كذب الشرعية وزيف أهدافها المعلنة أسقط الرهان ودفع بالمعركة باتجاه هزيمة الشرعية والسعودية وتقدم الحوثيين واقتراب الحسم لمصلحتهم خلال الأيام القليلة المقبلة.