بن بريك يتهم السعودية بسوء إدارة ملف اتفاق الرياض ويطالبها بإيضاحات تجاه “تعسف” المسؤولين…!!
– فري بوست -متابعات
عبر رئيس الجمعية الوطنية وعضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي، اللواء أحمد سعيد بن بريك، عن امتعاضه الشديد من سوء إدارة ملف اتفاق الرياض من قبل جهات بعينها معروفة لدى المملكة العربية السعودية وقيادتها.
وطالب ابن بريك، في حديث إلى وكالة سبوتنيك الروسية حكومة المملكة العربية السعودية، بإيضاحات تجاه التعسف من جانب من يحمل ملفنا (القضية الجنوبية واتفاق الرياض) حتى تتخذ القرار الصائب بمعالجته ومحاسبة كل الجهات التي تتعاطف مع الإخوان المسلمين داخل أرض المعركة والجنوب.
وقال: “نحن الآن نحمي المملكة العربية السعودية ومن يمثلها على الأرض من غضب الشعب الجنوبي، لا نريد أن نؤجج ذلك إعلامياً، لكن إذا دعت الضرورة لذلك فسوف ندعو كل شعب الجنوب للخروج في جميع المحافظات والانتفاضة على كل عوامل الضغط التي تمارس على وفدنا وعلينا هنا، وأؤكد أن لدينا أوراقا لم نظهرها حتى الآن، وسوف نخرجها لإظهار التفوق في اللحظات الحاسمة”.
وأشار إلى أن القوات الجنوبية تواجه يوميا وأمام مرأى ومسمع فريق مراقبة وقف إطلاق النار المشكل من قبل السعودية ما يزيد عن خمسة خروقات تؤدي إلى مقتل وإصابة الكثير من عناصرها في مسرح العمليات في شبوة وأبين.
وأضاف: “وجدنا أنه لا توجد أي ضغوط على الطرف الآخر (الإخوان) ولا وقف لتلك الأعمال وكأنهم يقولون تعالوا نصحح لكم المدفعية والقذائف على قوات الانتقالي”، وهذا لا يخدم القضية ولا وقف إطلاق النار ولا المبادرة التي تحملتها المملكة العربية السعودية؟”.
وأكد ابن بريك، أن لدى الانتقالي العديد من الأوراق التي “نستطيع أن نؤلم بها الجهات المعنية”، مستدركا بالقول: “لكننا نرى في تضامن السعودية وقيادتها متمثلة في الملك سلمان وولي عهدها والأمير خالد، نرى في أعينهم المشروع العربي الغائب من أجل بقاء الدول العربية متماسكة تحت قيادة المملكة، بينما يوجد من يلعب بهذا الملف يمينا ويسارا تحت طائلة الحزبية المتمثلة في الإخوان المسلمين”.
وبسؤاله عن أسباب تراجع الانتقالي بعد أن وصل إلى مرحلة من التوافق بشأن الحكومة وتنفيذ بقية البنود، قال ابن بريك: “الجديد الذي دعانا للتراجع، أنني استقبلت في عدن فريق وقف إطلاق النار وتنفيذ اتفاق الرياض المسؤول السعودي عن الفريق اللواء ركن محمد الربيعي، وشرعنا إلى التنفيذ الفعلي وتسهيل أعمال الفريق، وقمنا مع الفريق السعودي باستطلاع معسكراتنا القائمة في محافظتي عدن وأبين، في الوقت ذاته الطرف الثاني يرفض وصول نفس الفريق إلى معسكراتهم لاستطلاع ومشاهدة الوضع على الأرض، وللأسف هذا الرفض لم يحرك ساكنا لأحد، إذاً هذه الأعمال حددت لنا ما يجري على الأرض من التعامل بمعيارين مختلفين، ناهيك عما يحدث مع وفدنا الموجود في المملكة العربية السعودية بقيادة الرئيس عيدروس الزبيدي في الوقت الذي جاءت فيه إجازة عيد الأضحى، عاد بعدها الفريق لمباشرة العمل والتشاور لتنفيذ الفقرة الأولى من مشاورات الرياض والتي تتعلق بحكومة المناصفة”.
وتابع: “وجدنا الرئيس الموقر عبدربه منصور هادي يغادر المملكة إلى الولايات المتحدة الأمريكية في إجازة “استجمام” صيفية، وفي نفس الوقت رأينا سفير المملكة العربية السعودية لدى اليمن محمد بن جابر وهو الحامل لملف مفاوضات الرياض يغادر أيضا في إجازة صيفية، وهو ما أوجد لدينا شعورا ملموسا بنوع من الاستهتار تجاه القضية جراء تلك التصرفات، نحن شعب في مستوى السيادة ونحترم من يحترمنا ونعرف كيف نرد في الوقت المناسب مع أننا لا نملك الـ”10 أو 12 مليون برميل نفط يوميا”.
وقال القائم بأعمال رئيس المجلس الانتقالي: “لدينا مأساة وحرب تقودها تركيا وقطر على الجنوب وشعب الجنوب من خلال دعمهم المفرط لمرتزقة الجنوب وتجار الحروب من أجل استمرار القتال، وهم يدفعون هنا وهناك ولا نجد سوى قضايا إعلامية كاذبة، والنتيجة فقط هى قتل شبابنا ورجالنا داخل مسرح العمليات في عدة أماكن بالجنوب، وبالتالي نحن نواجه داخلية أيضا فلا مرتبات ولا خدمات للمواطن الذي يعيش في الجنوب، بل يتم بكل استهتار تحويل مبالغ هائلة للمقيمين في مصر وتركيا وماليزيا وغيرها من البلدان على رجال الحكومة وعصابات المافيا من الإخوان المسلمين والإصلاح والذين يقضون هذه الأيام السياحة الصيفية”.
وأردف: “نحن نواجه كل تلك المآسي على مرأى من قيادة التحالف والمملكة العربية السعودية، ولا أقصد القيادة السعودية التي هي بريئة من هذا الكلام، لكنني أقصد أن الملف بيد شخص بعينه مكلف لكنه “يمارس الاستهتار والضحك على الذقون”، ولذا نحن لم نقبل هذه الأشياء، وكان من البديهي جدا أن تتخذ قيادتنا إجراء فعليا وعمليا بتعليق اتفاق الرياض حتى نلفت انتباه القيادة السياسية.
وأوضح ابن بريك: “من يتحمل قيادة هذا الملف بصفته الشخصية “قيادة عقيمة” فيما يتعلق بالحرب في اليمن ومشكلة ملف اتفاق الرياض، حيث إن القيادة المشرفة قيادة عقيمة، لذا ستظل تلك الملفات مفتوحة إذا ما بقيت تلك القيادة.
وذكر أن المجلس الانتقالي يعبر بشكل راق حتى الآن عن موقفنا ورفضا لهذا التعامل، ومع هذا لدينا خيارات عديدة وكثيرة جدا، وأنبه من انفجار الشعب الجنوبي والذي سيعكس آثارا سلبية، فلسنا ممن يمارس عليه الضغط بحرب الخدمات وقطع الرواتب في الوقت الذي تذهب فيه متحصلات النفط إلى جيوب غير معروفة لدينا.
وتساءل رئيس الجمعية الوطنية قائلا: “فمن هو الأفضل “نحن أم الحوثيون” بالنسبة للمملكة العربية السعودية والذي يدافع عن أرضها داخل أرض المعركة، وأنا أعبر بتلك الكلمات عن وقوفي مع الشعب، لا يهمني العقوبات والتعسف الذي يمكن أن يتخذ ضدي، سأظل هنا أنا وقيادتي متمثلة في الرئيس عيدروس وسنعيش حتى ولو على كسرة خبز.
ونوه إلى أن هناك ضغوطا عالمية من الدول الأربع الراعية لاتفاق الرياض وهى أمريكا وبريطانيا والسعودية والإمارات على الحكومة “الفاسدة” بقيادتها الحالية لوقف الحرب اليمنية أولا ثم الشروع للمفاوضات في ظل حلول ميدانية وعملية للتسوية اليمنية الشاملة، فلا توجد حرب استمرت ست سنوات سوى الحرب اليمنية التي تجري هنا وهنا ويموت شعبها يوميا، فلا توجد حرب كونية استمرت أربع سنوات سوى تلك الحرب، نحن ندين الحرب وحكومة الشرعية ومن يتحمل مسؤولية عقاب هذا الشعب ولن نقبل ولن نتحمل، نحن شعب حر يملك أن يتخذ قراراته”.