بعد تسجيل”سالم”.. الإصلاح في مهب الريح
فري بوست- متابعات
خالد سلمان
الإصلاح يعيش وضعاً متفجراً داخلياً ،بعد ان كشف أحد أبرز قياداته العسكرية الجهادية، طبيعة سلوك مستواه الأعلى المراوغ، المتنقل بين اكثر من جهة راعية ممولة، والحديث بعدة لغات سياسية، ورطانات، بين أكثر من مصدر دعم وتمويل، فيما الولاء الحقيقي يبقى لجهة المرجعية الإسلامية الأم، الخلافة، وخليفتهم اردوغان.
الحاكم العسكري لتعز عبده فرحان المكنى بسالم، أعلن في تسريب مسجل، أنه لا يعول على السعودية، الدولة الضعيفة التي عجزت عن مجابهة مجموعة حوثيين، متسللين إلى أراضيها ، وأن الإصلاح يتلقى الدعم من إيران كمباركة سياسية وتنسيق مواقف، وضخ بالسلاح والمدرعات تركياً، للتوجه نحو ميناء المخا وفتحه أمام التدفق التركي عتاداً وبشراً.
السعودية مطالبة بموقف صارم تجاه الإصلاح، ولكنها هي الأخرى تدور بين حجري رحى، فلا هي اتخذت قرار العزل، حتى لا تمنح الإصلاح جواز مرور للإرتماء الكلي، العلني في الحضن التركي، ولا هي قادرة على إعادة تشكيل الوعي السياسي المنضبط، لتيار يلعب على التوازنات، يستثمر الخلافات الإقليمية لصالح هويته ومشروعه، مشروع الدولة الدينية وحلم الخلافة.
تسريبات القيادي سالم ليست خضة عابرة، بل هي سقطة مدمرة للإصلاح حد الإنكشاف، وللحلفاء أيضاً على حد سواء، حيث الرهان الخاطئ على الإخوان، سيقود بالضرورة إلى نتائج خاطئة ومدمرة على امتداد خارطة الصراع في اليمن.
عموماً بعد أن تم بسط النوايا الإصلاحية المبيتة، وكشفها للعلن حول الرهان على تركيا، ووجود دعم سياسي خفي من ايران، فإن اليمن مفتوحاً على أكثر من احتمال، أهمها أن ماتعجز عن اتخاذه السعودية بالعلن تجاه الإصلاح، ستوكل به بالسر لمصر، وهي ذات إرث طويل متراكم، في التعامل مع مثل هكذا تيار.
التبرم السعودي من الإصلاح، سنقرأه في التشكيل الحكومي القادم، اكان على مستوى تخفيض السقوف بالنسبة للإصلاح ، او التدخل بإختيار الاقل تشدداً وايدلوجية.
*
سالم نموذج الاستخفاف بالمخاطر المحدقة باليمن، الحرب لديه مجرد تغيير تحالفات ومواقع، والإقليم حجر شطرنج بيد سالم ، لا سالم وحزبه، هما البيدق والحجر بيدهم.
الحرب بذهنية الأساطير المؤسسة على اليقين الرباني، تكفيها مجرد عزم وإتكال على الله، ونصر قريب، دون مراعاة أن مايحدث في اليمن ليست حربنا، بل هي حرب الإقليم ونحن الادوات.
استسهال الوصول الى الموانئ، وفتحها أمام التدخل التركي، والتعويل عليه بإمدادات السلاح، سيفتح أبواب جهنم وسيضخ المزيد من حطب التدخل الاقليمي، حيث ممنوع استفراد تركيا باليمن، بما يهدد الخاصرة المصرية، ومصالح الروس المعول عليها من قبل موسكو في المنطقة.
سالم لا يمتح من رأسه، بل هو يعكس هذه الذهنية ،الاصولية الجهادية في نهج الأخوان ، ويعتبر ان كسر كل موازين القوى الاقليمية والدولية ،عمل ارادوي ورغبة احادية من قبله ،يمكن إختصارها ،كما ورد بالفيديو المسرب: “استعدوا شنعمل هزة”.
سالم انت غبي حد الخوف من غبائك ،على ما تبقى من آمال الخروج من نفق حرب اليمن.
*
سالم بشريط مدته دقيقة، دمر أكاذيب جماعة عمرها في اليمن أكثر من نصف قرن.
من القلب، شكراً ايها الوغد.
*
التسجيل ليس عملاً مناوراتياً طائشاً، التسجيل عمل مخابراتي على اعلى مستوى، وله ما بعده على صعيد العلاقة مع الحلفاء، لجهة إضعاف صقور الإصلاح.
بالتخمين لا تستبعد مخابرات مصر مما حدث.
*
المال والدعم بالسلاح من السعودية، والولاء لتركيا وقطر..!!
هؤلاء شراك لا شركاء.
* من منشورات للكاتب على صفحته في الفيس بوك