واشنطن بوست : صفقة الرياض لم تتناول شكاوى الجنوبيين الأساسية و الحرب قد تتوسع.. وكاتبه غربية تؤكد: المستفيد الأول هم الحوثيون
– فري بوست- متابعات
ذكرت صحيفة واشنطن بوست أن الخلافات الجديدة التي ستظهر بعد إعلان الحكم الذاتي، قد يتسبب في توسيع رقعة الحرب، بعد أن كان الصراع الأساسي والأكثر شهرة بين الحكومة اليمينة الشرعية التي تدعمها قوات التحالف بقيادة السعودية والإمارات من جهة والحوثيين من جهة أخرى.
وأوضحت أن المعركة من أجل مدينة عدن الساحلية الاستراتيجية ومناطق أخرى في الجنوب قد تشمل حلفاء داخل التحالف العربي.
وأشارت إلى أن الخلافات داخل التحالف بدأت قبل عامين خاصة بعد رفض المجلس الانتقالي الجنوبي تحالف الحكومة اليمينة بقيادة الرئيس عبد ربه هادي منصور مع حزب الإصلاح المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين، بينما يرى هادي أنهم جزء من النسيج اليمني.
وليست هذه أول محاولات الانتقالي الجنوبي لإعلان الحكم الذاتي والانفصال، ففي أغسطس الماضي، سيطر مقاتلو المجلس على عدن بعد أربعة أيام من الاشتباكات التي أسفرت عن مقتل ما يصل إلى 40 شخصًا وإصابة 260 وإرغام عشرات الآلاف من المدنيين على الفرار، مما دفع التحالف إلى استهداف حلفائه – المجلس الانتقالي – بضربات جوية.
وفي نوفمبر من نفس العام، وقعت الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي اتفاقية سلام في الرياض، ورحبت بها السعودية والإمارات والقوى الغربية، واعتبرتها تمهد الطريق لحل سياسي أوسع ينهي الحرب الأهلية والأزمة الإنسانية في اليمن، والتي تركت الملايين على حافة المجاعة وعرضة لتفشي الأمراض.
ونص الاتفاق على تكوين حكومة من أعداد متساوية من الجنوبيين والشماليين، وان تصبح قوات المجلس الانتقالي تحت سيطرة الحكومة، وأن يعيد المجلس جميع المباني الحكومية التي استولى عليها.
لكن محللون قالوا إن صفقة الرياض لم تتناول شكاوى الجنوبيين الأساسية أو قضيتهم الرئيسية بشأن الانفصال، وتراجعت المواعيد النهائية مرارًا وتكرارًا للاندماج العسكري وإنشاء حكومة لتقاسم السلطة من التكنوقراط، وألقى كل طرف باللوم على الآخر.
وكان رئيس المجلس الانتقالي، هاني علي بريك، اتهم في تغريدة على تويتر حكومة هادي بالفساد ووضع العراقيل لإتمام اتفاق الرياض.
الحوثيون المستفيد الأول
من جانبها، أكدت إليزابيت كيندال، باحثة في الشؤون اليمنية في جامعة أكسفورد، أن إعلان المجلس الانتقالي الجنوبي جاء بسبب ضعف حكومة هادي بسبب المكاسب العسكرية التي حققها الحوثيون في الفترة الأخيرة، مشيرة إلى أن الرياض تبحث عن طريق للخروج من هذه الحرب.
وأضافت أن الفائزون على المدى القصير هم بالطبع أنصار الله (الحوثيين)، لأن أي عودة للخلافات في التحالف تصرف الانتباه عنهم.
بينما قال بيتر ساليسبري، كبير المحللين في مجموعة الأزمات الدولية في اليمن، إن الإعلان يجعل وقف إطلاق النار والتسوية السياسية أكثر صعوبة، مضيفا أن صفقة الرياض فتحت الطريق لحكومة يمنية أكثر تمثيلا، مما أعطاها مصداقية أكبر للتفاوض مع الحوثيين.