تأسر ألعاب الفيديو الألباب، وسط مخاوف من أن ممارستها بإفراط قد تعبر عن حالة مرضية. منظمة الصحة العالمية أدرجت خلال الملتقى السنوي في جنيف، إدمان ألعاب الفيديو أو ألعاب الإنترنت والسلوك الجنسي القهري، ضمن الاضطرابات الصحية المعترف بها دولياً. ومن المتوقع أن تبدأ حكومات الدول الأعضاء في منظمة الصحة العالمية تقديم تقارير عن الاضطراب الناجم عن ألعاب الفيديو اعتباراً من عام 2022 ليفتح ذلك المجال أمام المنظمة لمتابعته في شكل إحصاءات صحية عالمية.
أضافت منظمة الصحة العالمية “WHO” اضطراب الألعاب إلى التصنيف الإحصائي الدولي للأمراض والمشاكل الصحية ذات الصلة “ICD”، وهو مرجع للأمراض المعترف بها والقابلة للتشخيص، بحيث يُعد إدمان الألعاب الرقمية كاضطراب في الصحة العقلية.
وتعرّف المنظمة هذا الاضطراب بأنه استحواذ ألعاب الفيديو على حياة الناس لمدة عام أو أكثر على حساب الأنشطة الأخرى و”مواصلة ممارسة اللعب أو زيادة ممارسته برغم ما يخلفه من عواقب سلبية”.
وكانت قد تقدمت بمقترح لتصنيف “اضطراب الألعاب” على أنه مرض، وبعد مباحثات بدأت في شهر يونيو 2018، قرر أعضاء منظمة الصحة العالمية البالغ عددهم 194 عضوًا تنفيذ الاقتراح، المعروف باسم “ICD-11″، في جمعية الصحة العالمية.
اضطراب في الصحة العقلية
ويضم هذا التصنيف 55 ألف ما بين مرض وأعراض وأسباب إصابة، حيث تم إنشاء هذه القائمة للمرة الأولى منذ 30 عاما تقريبا، وتصبح سارية اعتبارا من أول كانون ثان/يناير .2022
وقال خبير منظمة الصحة العالمية المعني بالصحة العقلية وإدمان المواد المخدرة، “Shekhar Saxena”، إن بعض أسوأ الحالات التي شوهدت في الأبحاث العالمية كانت بين اللاعبين الذين يلعبون لمدة تصل إلى 20 ساعة في اليوم، ويتخلىون عن النوم والوجبات والعمل أو المدرسة والأنشطة اليومية الأخرى.
وشدد على أن هناك أقلية صغيرة فقط من الأشخاص الذين يلعبون ألعابًا رقمية أو فيديوية هي التي ستشكل مشكلة، لكنه قال: إن التعرف على علامات الإنذار المبكر قد يساعد في منع حدوثها، وإن هذا السلوك عرضي أو مؤقت، مضيفًا أنه في حال استمر هذا السلوك لمدة عام تقريبًا، فإنه من الممكن حينها إجراء تشخيص محتمل لاضطراب ما.
تتحدث منظمة الصحة العالمية عن إدمان ألعاب الفيديو وألعاب الإنترنت إذا أعطى الإنسان لهذه الألعاب أهمية أكبر من جميع اهتمامات حياته الأخرى، وذلك على مدى أكثر من 12 شهرا، على سبيل المثال إذا فقد أصدقاءه أو أهمل نظافته الشخصية. كانت الشركات العالمة في مجال صناعة الألعاب قد أعربت عن مخاوفها من أن يصبح الأشخاص الذين يلعبون بشكل مفرط، في حاجة بشكل مفاجئ للعلاج.
اتحاد صناعة ألعاب الفيديو يحتج
ورداً على قرار إدراج إدمان الألعاب، قال تحالف ألعاب الفيديو: استمتع أكثر من ملياري شخص في جميع أنحاء العالم بمنتجاتنا بأمان وعقلانية عبر جميع أنواع الأنواع والأجهزة والمنصات، مضيفًا أن القيمة التربوية والعلاجية والترفيهية للألعاب هي أساس جيد ومعترف به على نطاق واسع، وحث منظمة الصحة العالمية على إعادة النظر في القرار.
وعارض “Stanley Pierre-Louis”، الرئيس التنفيذي لرابطة برامج الترفيه ESA، التي تمثل صناعة ألعاب الفيديو في الولايات المتحدة، هذه الخطوة، معتبراً أنها تفتقر إلى أسس بحثية ويمكن أن تؤدي إلى حظر ألعاب الفيديو في مختلف البلدان، موضحًا أن اضطراب اللعب لا يعتمد على أدلة قوية بما يكفي لتبرير إدراجه في واحدة من أهم أدوات وضع القواعد في منظمة الصحة العالمية.
ويغطي التصنيف الدولي للأمراض ICD، الذي تم تحديثه على مدار السنوات العشر الماضية، 55 ألف إصابة وجراحة ومرض، ويشكل الأساس لمنظمة الصحة العالمية والخبراء الآخرين لرؤية الاتجاهات الصحية والاستجابة لها.
وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، “Tedros Adhanom Ghebreyesus”، في بيان: يُتيح لنا التصنيف الدولي للأمراض فهم الكثير عن الأسباب التي تجعل الناس يمرضون ويموتون، واتخاذ إجراءات لمنع المعاناة وإنقاذ الأرواح.